تقوم الولايات المتحدة بشكل عام وتسعى لحماية المنافسة في أسواقها، وإبقاء سوقها سوقا حرة نسبيا؛ وفي الوقت نفسه تسعى إلى إيجاد الحوافز لنوع معين من الاستثمارات وهو مجال براءة الاختراع ولا سيما في سوق صناعة وإنتاج الأدوية. عندما تعطي الدولة وتحمي حق براءة الاختراع لعلاج معين فهي تعطي شركات إنتاج الأدوية ضمانة وأمانا أن ما يتم استثماره من مئات الملايين سيتم تعويضه، فقد نشر مركز توفتز Tufts للأبحاث والدراسات في مجال تطوير الأدوية دراسة أشار فيها إلى أن تكلفة تطوير دواء جديد يكلف قرابة 2.6 مليار دولار أي قرابة تسعة مليارات ريال سعودي. لذلك تعطي الولايات المتحدة حق براءة الاختراع الحصري لمدة 20 عاما. وفي الوقت نفسه تقوم أجهزة المنافسة بالتأكد أن أي صاحب حق براءة اختراع أو أي شخص محتكر أو مسيطر لن يقوم باستغلال مكانته لإضعاف المنافسة أو مخالفة قوانين المنافسة، وبين تحقيق هذين الهدفين تنشأ منطقة رمادية يدور حولها النقاش، لكن تبقى مسائل أساسية شبه متفق عليها قانونيا وعمليا وهي حماية حقوق براءة الاختراع وحماية المنافسة.
وفقا لـ Congressional Research Service Report لكي تحصل شركة دوائية على حق براءة اختراع لدواء مبتكر لها وتستفيد منه، فإن عليها أن تتقدم بطلب منح حق براءة الاختراع وفق إجراءات محددة، ومن ثم عليها أن تحصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية. بعد حصولها على موافقة شركة الدواء المبتكر من إدارة الغذاء والدواء، يمكن لشركات الأدوية الجنيسة أن تتقدم بطلب قبول دوائها لدى الإدارة ولها تفصيلات كثيرة وفق قانون هاتش واكسمان Hatch-Waxman Act الذي جاء ساعيا لدعم المنافسة في سوق الأدوية وتسهيل إنتاج الأدوية الجنيسة بأسعار منخفضة.
أستعرض حكما صدر من قبل المحكمة العليا الأمريكية، وأستند إليه في هذه المقالة. في عام 2000 حصلت شركة سولفاي Solvay الدوائية على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية Food and Drug Administration لدوائها المبتكر AndroGel. بعدها قامت شركة أكتيفس Actavis ثم معامل بادوك Paddock بالتقدم لعلاجهما الجنيس لعلاج الأندروجيل، أما شركة بار Par فلم تتقدم بطلب لدواء جنيس، بل قررت مشاركة شركة بادوك تكاليف الترافع بخصوص براءة الاختراع في مقابل الحصول على نسبة من أرباح بادوك من دوائها الجنيس.
قامت شركة سولفاي بالترافع ضد شركتي أكتيفس وبادوك وبعد 30 شهرا، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على منتج شركة أكتيفس الجنيس. عام 2006 توصلت شركة سولفاي إلى تسوية مع الشركات الثلاث على أن تقوم شركة سولفاي بدفع مبالغ مالية مقابل ألا تدخل شركة أكتيفس منتجاتها قبل 31 آب (أغسطس) من عام 2015 وهو التاريخ الذي ينتهي فيه حق براءة الاختراع الحصري لشركة سولفاي على علاجها أندروجيل، وتقوم شركة أكتيفس بالترويج للعلاج لأطباء المسالك البولية. كما ذكرنا في المقابل ستدفع شركة سولفاي مبلغ 12 مليون دولار لشركة بادوك و60 مليون دولار لشركة بار وما بين 19 و 30 مليون دولار سنويا لشركة أكتيفس لمدة تسع سنوات، مقابل ألا تقوم شركة أكتيفس بإدخال منتجها للسوق.
قامت هيئة التجارة الفيدرالية الأمريكية FTC بإقامة دعوى ضد الشركات ذات العلاقة، إلى أن وصلت القضية للمحكمة العليا التي حسمت الموضوع في أن المحكمة الأدنى كان يجب عليها النظر في طبيعة التصرفات التي حدثت بين الأطراف، وليس الاستناد لحصانة الاحتكار المعطى بموجب حق براءة الاختراع بشكل مجرد.
ختاما، يمكن ملاحظة أن الولايات المتحدة سعت لإعطاء الحوافز للاستثمار في مجال الأدوية من خلال حقوق براءة الاختراع والحقوق الحصرية للأدوية الجنيسة الأولى التي تعطى لأول متقدم، وفي الوقت نفسه تسعى لحث وتحفيز المنافسة.
نقلا عن الاقتصادية
وفقا لـ Congressional Research Service Report لكي تحصل شركة دوائية على حق براءة اختراع لدواء مبتكر لها وتستفيد منه، فإن عليها أن تتقدم بطلب منح حق براءة الاختراع وفق إجراءات محددة، ومن ثم عليها أن تحصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية. بعد حصولها على موافقة شركة الدواء المبتكر من إدارة الغذاء والدواء، يمكن لشركات الأدوية الجنيسة أن تتقدم بطلب قبول دوائها لدى الإدارة ولها تفصيلات كثيرة وفق قانون هاتش واكسمان Hatch-Waxman Act الذي جاء ساعيا لدعم المنافسة في سوق الأدوية وتسهيل إنتاج الأدوية الجنيسة بأسعار منخفضة.
أستعرض حكما صدر من قبل المحكمة العليا الأمريكية، وأستند إليه في هذه المقالة. في عام 2000 حصلت شركة سولفاي Solvay الدوائية على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية Food and Drug Administration لدوائها المبتكر AndroGel. بعدها قامت شركة أكتيفس Actavis ثم معامل بادوك Paddock بالتقدم لعلاجهما الجنيس لعلاج الأندروجيل، أما شركة بار Par فلم تتقدم بطلب لدواء جنيس، بل قررت مشاركة شركة بادوك تكاليف الترافع بخصوص براءة الاختراع في مقابل الحصول على نسبة من أرباح بادوك من دوائها الجنيس.
قامت شركة سولفاي بالترافع ضد شركتي أكتيفس وبادوك وبعد 30 شهرا، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على منتج شركة أكتيفس الجنيس. عام 2006 توصلت شركة سولفاي إلى تسوية مع الشركات الثلاث على أن تقوم شركة سولفاي بدفع مبالغ مالية مقابل ألا تدخل شركة أكتيفس منتجاتها قبل 31 آب (أغسطس) من عام 2015 وهو التاريخ الذي ينتهي فيه حق براءة الاختراع الحصري لشركة سولفاي على علاجها أندروجيل، وتقوم شركة أكتيفس بالترويج للعلاج لأطباء المسالك البولية. كما ذكرنا في المقابل ستدفع شركة سولفاي مبلغ 12 مليون دولار لشركة بادوك و60 مليون دولار لشركة بار وما بين 19 و 30 مليون دولار سنويا لشركة أكتيفس لمدة تسع سنوات، مقابل ألا تقوم شركة أكتيفس بإدخال منتجها للسوق.
قامت هيئة التجارة الفيدرالية الأمريكية FTC بإقامة دعوى ضد الشركات ذات العلاقة، إلى أن وصلت القضية للمحكمة العليا التي حسمت الموضوع في أن المحكمة الأدنى كان يجب عليها النظر في طبيعة التصرفات التي حدثت بين الأطراف، وليس الاستناد لحصانة الاحتكار المعطى بموجب حق براءة الاختراع بشكل مجرد.
ختاما، يمكن ملاحظة أن الولايات المتحدة سعت لإعطاء الحوافز للاستثمار في مجال الأدوية من خلال حقوق براءة الاختراع والحقوق الحصرية للأدوية الجنيسة الأولى التي تعطى لأول متقدم، وفي الوقت نفسه تسعى لحث وتحفيز المنافسة.
نقلا عن الاقتصادية
شكرا د.ملحم على المقال الذي يتطرق الى احدى اكثر الصناعات غموضا, والتشريعات التي تحكم هذا القطاع في رايي الاكثر تعقيدا من اي صناعة اخرى, كذلك اقتصاديات الدواء من الاصعب فهما وتطبيقا. اتمنى في احد المقالات القادمة لك ان تعطينا فكرة عن قطاع الادوية في السعودية من حيث حجمه والفرص المتوافرة فيه, وعن السبب الحقيقي في احتكار هذا القطاع الحساس امنيا واستراتيجا من جنسية عربية واحدة, شكرا لك.