وفقا لتقرير إدارة معلومات الطاقة الأميركية (eia) كان احتياطي البترول المؤكّد في كندا أقل كثيرا من 10 مليارات برميل إلى العام 2002. لكن قفز احتياطي البترول الكندي إلى 180 مليار برميل العام 2011 بعد إضافة بترول الرمال إلى الاحتياطي.
يُلاحظ أن العام 2011 كان عام القفزات في الاحتياطي العالمي للبترول بسبب إضافة البترول غير التقليدي -للمرة الأولى- إلى احتياطيات الدول. فلم يُقتصر على إضافة بترول الرمال الكندية لتصبح كندا ثالث أكبر احتياطي البترول في العالم، بل أيضا قفز باحتياطي فنزويلا إلى 303.2 مليارات برميل لتصبح فنزويلا أكبر دولة لديها احتياطي بترول في العالم.
الفرق بين فنزويلا وكندا أن إنتاج فنزويلا للبترول بدأ يتناقص -سنة بعد سنة- بعد إضافة الاحتياطي الجديد، فبعد أن كان إنتاج فنزويلا تاريخيا يتجاوز 3.14 ملايين برميل قبل العام 2010 أخذ إنتاجها للبترول ينخفض تدريجيا فوصل 2.1 مليون برميل في اليوم العام 2017، بعكس إنتاج البترول الكندي الذي واصل زيادته -سنة بعد سنة- من حوالي 2.6 مليون برميل العام 2001 إلى أن تجاوز 5.2 ملايين برميل في اليوم العام 2018.
دوافع تطوير وإنتاج بترول الرمال في كندا يكتنفها الكثير من الغموض والمتناقضات فكندا ليست في حاجة إلى تطوير وإنتاج أسوأ أنواع البترول وأكثره ضررا بالإنسان الكندي والبيئة الكندية وتلويث المناخ العالمي في شتى أصقاع الأرض مُقابل حفنة دولارات قليلة لا تحتاجها كندا فلديها مصادر دخل متنوعة وغنية بمواردها الطبيعية.
كذلك من غير الواضح أسباب اندفاع شركات البترول العالمية للاستثمار في إنتاج بترول الرمال الكندية رغم أن عوائده المُنخفضة لا تكاد تغطي تكاليف إنتاجه العالية، فمن المعروف أن سعر بترول الرمال الكندية هو أقل كثيرا من أسعار البترول الأخرى ففي الوقت الذي لا يتجاوز سعره 40 دولارا للبرميل فإن متوسط تكاليف إنتاجه فوق 40 دولارا للبرميل.
لقد حاولت حصر عدد شركات البترول المنتجة لبترول الرمال الكندية فلم أستطع لكثرتها لكن يوجد العديد من الشركات الكندية والعالمية بينها من الصين وحدها أربع شركات صينية، ناهيك عن جميع الشركات الرئيسة (بقايا الشقيقات السبعة): إكسونموبيل، والبريطانية، وشل، والنرويجية، وتوتال، وشيفرون ضمن مجموعات من الشركات الصغيرة.
مبررات إنتاج بترول الرمال الكندية: يبدو أن السبب في اندفاع شركات البترول للمشاركة في إنتاج بترول الرمال الكندية ليس لغرض تحقيق الربح بقدر ما هو لسد النقص في إنتاج البترول فلولا إنتاج حوالي 5.5 ملايين برميل من بترول الرمال فلا شك أن الاقتصاد العالمي لا يستطيع مواصلة نموه وسيعاني من نقص حاد في عرض البترول.
نقلا عن الرياض