كلما انتهى ربع سنوي، وأعلنت الشركات أرباحها وتوزيعاتها، زاد حرص المستثمرين على الأرباح الموزعة، وهواجس الدخل الثابت لكثير من الناس.
طبقا لموقع أرقام، كانت نسبة العائد الموزع 3.18 في المائة مع نهاية 2017، وهذه نسبة أعلى من متوسط العائد على أسهم مؤشرS&P الأمريكي "قبل الضرائب، التي تبلغ عادة نحو 30 في المائة من الربح الموزع" بأكثر من 50 في المائة وقريب من أعلى خمس شركات بريطانية "بنك HSBC وشل للنفط البريطانية وجلاسكو كلاين واسترازينكا والتبغ البريطانية - الأمريكية؛ حيث تشكل هذه نحو نصف الأرباح الموزعة لمؤشر فوتسي لأكبر 100 شركة، بعد الضرائب تتعادل التوزيعات تقريبا مع مستوى تداول".
كذلك لا بد أن التوزيعات مركزة حجما واستقرارا في "تداول". فتوزيعات "سابك" و"الاتصالات" و"الكهرباء" و"سامبا" و"المراعي" و"ساب" و"الرياض" و"الفرنسي" تشكل الغالبية العظمى وأكثر استقرارا، وأحيانا تحظى بنسبة نمو جيدة، بينما هناك شركات لم تحقق نموا مستقرا في التوزيعات، مثل بنك البلاد و"التصنيع"، وبعضها مثل "سافكو" كان موزعا جيدا فترة طويلة، إلى أن تغيرت الظروف، وهناك شركات أخرى من النوعين وبينهما بدرجات مختلفة. إذن المستثمر من النوع المهتم بالدخل، وهذا توجه لا بد له أن يتزايد مع ارتفاع أعداد المتقاعدين، وتغير مفاهيم إدارة الأموال الشخصية، واستقرار عديد من الشركات الوطنية، وتوسع دائرة الاستثمارات الدولية. ومجمل هذه الظروف الموضوعية تؤثر في عموم المستثمرين، خاصة المهتمين بالدخل، مثل درجة استقرار التوزيع داخليا ودوليا وقطاعيا، والتنبه إلى المخاطر، فليس كل الأرباح الموزعة بالجودة نفسها.
فمثلا السوق السعودية في الجوهر تعتمد على دخل النفط من ناحية وعلاقتها بالمالية العامة ودرجة التحسن في الحوكمة من ناحية أخرى، بينما كثير من دول المنطقة، خاصة ذات الكثافة السكانية أعلى في سلم المخاطرة، خصوصا في تلك المخاطر المتعلقة بالعملة وحرية تحويل العملات ورؤوس الأموال، لكن المخاطر أيضا موجودة حتى في الدول المتقدمة، ولذلك على المستثمرين القيام بمسؤولياتهم في البحث والتقصي. كثير من الناس ليس لديه الوقت أو المعرفة، خاصة حين تتوسع الدائرة دوليا وفنيا وقطاعيا، ولذلك يلجأ كثيرون إلى الصناديق التي تستهدف المهتمين بالدخل، وهذا متوقع، لكن عليهم أيضا الحرص؛ لأن تكاليف ورسوم إدارة كثير منها عالية، وبعضها غير مرئي لغير العين الخبيرة والفاحصة، خاصة في بيئة استثمارية أسعار الفائدة فيها ليست عالية، ولذلك تكون تكاليف الإدارة عالية مقارنة بالدخل المتوقع. أنا شخصيا لا أحبذ الصناديق؛ لأن التكاليف عالية، وأغلبها لا يتمتع بإدارة جيدة كما أثبتت التجارب؛ لذلك أرى أن أهمية الموضوع تتطلب جهودا من كل مهتم، وتخصيص عدة ساعات أسبوعيا للقيام ببعض القراءات والتفكير والبحث. والأحرى أن تكون البداية من تداول وتعميق الخبرة والمعرفة تدريجيا.
نقلا عن الاقتصادية
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع