الطلب على البترول ينمو بمعدل أكبر من معدل نمو عرض "إنتاج" البترول، لذا من الضروري أن يحاول الإنسان الاستعانة بجميع المصادر البديلة التي يستطيع الحصول عليها لسد الفجوة المتزايدة - عاماً بعد عام - بين الطلب والعرض.
أميركا رائدة في استخدام جميع البدائل، ليس فقط الفحم، والنووية، والشمسية، والرياح، ومساقط المياه. فهذه البدائل جميعها لا يمكنها في ظل التكنولوجيا الحالية "مكينة الاحتراق الداخلي لوسائل المواصلات" أن تحل مكان البترول كبنزين وديزل وكيروسين، لذا لجأت أميركا إلى الإيثانول كمصدر إضافي ينمو سنة بعد سنة، لقد بلغت طاقة إنتاج أميركا للإيثانول "تحويل المحاصيل الزراعية إلى بنزين" 1.06 مليون برميل في اليوم العام 2018 "المصدر: eia".
لقد بلغ إجمالي الإنتاج العالمي لما يسمى البايوفيول "تحويل المواد العضوية إلى البنزين والديزل" 1.62 مليون برميل في اليوم العام 2017 "المصدر: إحصائية BP". وتحتل أميركا المركز الأول بلا منازع كما يتضح من ترتيبنا للعشر الدول الأولى المنتجة للبايوفيول "يشمل الإيثانول والبايوديزل" مرتبة من الأكبر إلى الأصغر - حسب نسبة إنتاج الدولة من إجمالي إنتاج العالم - كالتالي: أميركا 43.9 %، البرازيل 22 %، ألمانيا 3.9 %، الأرجنتين 3.7 %، إندونيسيا 2.8 %، فرنسا 2.6 %، الصين 2.6 %، تايلند 2.2 %، هولندا 2 %، كندا 1.5 %.
من الرسمة في الصفحة 45 من إحصائية "BP" واضح أن إنتاج الإيثانول هو السائد في أميركا لفائض محصول الكورن وحبوب الصويا بغزارة. بينما البايوديزل هو السائد في أوروبا، حيث يمكن الاستعانة بالطحالب والمخلفات الحيوانية. ويتميز البايوديزل عن الإيثانول بأنه يمكن استخدامه لوحده كوقود من دون خلطه بالبنزين أو الديزل، بعكس الإيثانول الذي يحتاج إلى خلطه مع البنزين ليمكن استخدامه في السيارات.
المُعضلة التي تشغل بال العالم ليل نهار وتقض مضاجع المُخططين للمستقبل في الدول المتقدمة هي أن البترول المصدر الوحيد الآن للمواصلات سيأتي يوم - بعمر الدول قريب - فلا يستطيع البترول وحده أن يلبي الاحتياج العالمي المتزايد للمواصلات.
هذا السبب الخطير "عجز البترول عن تلبية الحاجة" الذي يواجه العالم الآن هو سبب السياسات المُشدّدة التي تتبناها الحكومات - في شتى أنحاء الكرة الأرضية - بتشجيعها إيجاد البدائل "لا سيما السيارة الكهربائية" بأسرع ما تستطيع، وليس السبب كما يُخيّلُ للبعض أنه محاربة للبترول، وحماية للمناخ، أو نكاية بالدول التي لديها احتياطيات كبيرة من البترول.
بديهيّة: مصير البترول سيعجز عن تلبية احتياج الإنسان، ولن يستغني الإنسان عن البترول بل العكس، سيسعى الإنسان للبحث عن البترول في شتى بُقاع الأرض.. ولكن قد تتغير أماكن وتكاليف إنتاج البترول.
نقلا عن الرياض