جُلّ ما تعانيه شركاتنا المساهمة الخاسرة، أو التي ربحها هزيل مقارنة برأسمالها، وبأرباح الشركات الخاصة المماثلة لها في النشاط .. جُلّ ذلك يعود إلى مشكلات إدارية في الدرجة الأولى وربما الأخيرة..
ومشكلات الإدارة في شركاتنا المساهمة الخاسرة وشبه الخاسرة، حتى التي تستطيع مضاعفة أرباحها مع الإدارة الخلاقة - هذه المشكلات لها عدة وجوه:
1- الفساد الإداري المتمثّل في تقديم المصالح الشخصية على مصالح الشركة والمساهمين، بمنافسة الشركة في أعمالها مع الاستفادة من خططها وخبراتها ومعرفة أسرار عملها، وتجبير ذلك لمؤسسات خاصة يملكها المديرون مباشرة، أو بواسطة أحد الأقارب، مع أن هذا محظور في نظام الشركات، وأي أرباح يحصل عليها المديرون من أعمال خاصة تُنافس عمل الشركات المساهمة التي يديرونها، يوجب النظام إعادتها إلى الشركة المساهمة، ومعاقبة من قام بها؛ لأن تعارض المصالح فيها واضح وغير مجاز أو حتى معلن.
2- توظيف الأقارب والمحاسيب في الشركات المساهمة، مع أنهم لا يملكون الكفاءة، وتفضيلهم في المكافآت على المخلصين الجادين في العمل، مّا ينشر الإحباط والسخط بين موظفي الشركة الجادين الأكْفاء.
3- الجهل وسوء الإدارة وانعدام القدرة القيادية لكثير من المديرين، الذين وصلوا إلى هذه المناصيب لمجرد امتلاكهم أسهماً كثيرة في الشركة، أو تكوين تكتل من غير المؤهلين.
4- اعتبار المناصب الإدارية في الشركات من باب الوجاهة، مع عدم الاهتمام بمصالح الشركة، وانعدام الرغبة أو القدرة على (تحقيق الذات)، من خلال قيادة الشركة من نجاح إلى نجاح.
5- عدم العمل بروح الفريق، فالمدير المبدع قائد يبث الحماسة في فريق العمل وإن لم يعتمد المركزية والتدخل في كل الأمور، فهو يشبه (قائد الأوكسترا) القادر على جعل الفرقة تعمل بانسجام وإبداع.
إنّ مشكلة الإدارة عويصة وقديمة جدا، إلى حدّ أن رجلاً من أفذاذ التاريخ المعدودين، الذين هم مثال للقوي الأمين، هو الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، رفع يديه إلى السماء وقال:
( إلى الله أشكو ضَعْفَ الأمين وخيانة القوي).
نقلا عن الرياض