بداية من حيث انتهى المقال الأخير "ما نوع القطاع الخاص الذي نريده لاقتصادنا الوطني؟"، إشارة إلى أي تبريرات قد تصدر عن أغلب منشآت القطاع الخاص؛ لعدم قدرتها على التكيف مع الإصلاحات الاقتصادية الراهنة، أنها تعد اعترافا صريحا منها بأنها غير قادرة على الوفاء بمتطلبات برامج التحول الراهنة، التي تستهدف النهوض باقتصادنا الوطني. وعليه؛ إما القبول بإرادة وشروط منشآت القطاع الخاص، التي تريد "صراحة" أن يستمر تسخير كل مقدرات الاقتصاد الوطني وفق ما يريد أرباب هذا القطاع، أو أن نمضي قدما في طريق الإصلاحات الاقتصادية الراهنة، والوصول لاحقا إلى الفوز بقطاع خاص من نوع آخر، مختلف تماما عن القطاع الراهن، يقوم هو بدعم وتحفيز الاقتصاد والمجتمع.
وكما هو معلومٌ، لا يمكن العودة بأي حال من الأحوال إلى الوراء مهما كلّف ذلك، فوتيرة الإصلاحات الاقتصادية انطلقت منذ أكثر من عامين سابقين، ولن تقف عند تمنُّع طرف من الأطراف مهما كان وزنه. نعم، قد تطرأ بعض التعديلات أو التغييرات في أجزاء من البرامج التنفيذية، وهو أمرٌ متوقع وموضوع في الحسبان مسبقا، والهدف الرئيس منه هو رفع قدرة وكفاءة تلك البرامج، لكن لا يمكن أن تكون أي من تلك التغييرات بمنزلة التراجع أو الإلغاء لأي من التوجهات والأهداف النهائية للرؤية الإصلاحية الشاملة.
ليس جديدا أن نشهد من فترة إلى أخرى، صدور عديد من اعتراضات منشآت القطاع الخاص على ما يتعلق بها من إصلاحات، تستهدف قيامه بمزيد من أدواره الأساسية، كزيادة الإنتاج وتنويعه، وزيادة توطين الوظائف لديه على حساب العمالة الوافدة المليونية، أو زيادة تحمله أعباء وتكاليف تشغيله، نتيجة إصلاحات أسعار استهلاك مصادر الطاقة، وغيرها كثير من الإصلاحات.
كما ليس مقبولا ولا ممكنا بأي حال من الأحوال، استمرار ما كانت تقف عليه من "دلال" باذخ على حساب رعاية الحكومة، نتجت عنه هوامش أرباح طائلة، لم يشهد الاقتصاد ولا المجتمع انعكاسا أو مردودا إيجابيا منها كما يجب على نمو الاقتصاد الوطني، وتوطين الوظائف، ومستويات الأجور المدفوعة إلى العمالة الوطنية، وغيرها من الآثار الإيجابية التي كان منتظرا أن نراها ونلمسها اقتصاديا واجتماعيا، بل على العكس تماما من كل ذلك، شهدنا اعتمادا مفرطا متزايدا من تلك المنشآت على معونات الحكومة، واعتمادا أكثر إفراطا على العمالة الوافدة، وتهميشا صادما للعمالة الوطنية في وظائف هامشية "التوطين الوهمي"، تزامن مع مستويات متدنية جدا من الأجور "45.8 في المائة من العمالة الوطنية في القطاع الخاص أجورهم ثلاثة آلاف ريـال شهريا فما دون".
الخلاصة من كل ما تقدّم، أن أي اعتراضات تمعن فيها أغلب منشآت القطاع الخاص، تعني بعبارة صريحة، أنها اعتراف صريح منها بعدم قدرتها على الوفاء بالمتطلبات التنموية والنهضوية للاقتصاد الوطني، وهو حق مكفول لها الاعتراف به، أن تعلن أنها غير أهل للقيام بما يجب على أي قطاع خاص في أي اقتصاد حول العالم. في الوقت ذاته، الذي لم نشهد من شريحة أخرى من منشآت القطاع الخاص مثل تلك الاعتراضات، بل على العكس تماما أظهرت نموا في هوامش أرباحها، وقدرة جيدة على التكيف مع متطلبات وتحولات المرحلة الراهنة، ولم يظهر عليها أي انخفاض في معدلات التوطين لديها، أو في خططها التوسعية.
وهنا يظهر الفارق الكبير بين منشآت اتسمت بعديد من السمات المالية القوية والمتينة، وضخامة رؤوس الأموال التي ضخت فيها، ومن جانب آخر منشآت افتقرت تماما لأي من تلك السمات الواجبة في أي منشآت تستهدف تحقيق الربح، الناتج من متانتها لا من الاعتماد المفرط على الدعم الحكومي الباهظ الثمن، ولا من الاعتماد الأكثر إفراطا على العمالة الوافدة، متدنية المهارات والخبرات ورخيصة الأجور.
المنطق القائم والمقبول هنا، أن البقاء للأقوى والأكبر من منشآت القطاع الخاص، التي تتوافر لديها القدرة على التكيف مع أي إصلاحات يقوم بها الاقتصاد الذي تعمل وتنشط داخل مجالاته، وأن الباب إليه سيظل مفتوحا أمام هذا النوع الجيد والمطلوب من تلك المنشآت المتينة. وفي الوقت ذاته، لا حاجة إلى الاقتصاد ولا المجتمع على حد سواء في وجود منشآت "هشّة" ضعيفة الأسس، تريد من وجودها امتصاص أكبر قدر ممكن من الدعم والرعاية والحماية، قد تسقط عند أول وأبسط معوق يعترض طريقها، بمعنى أنها في الأصل غير كفؤة على الإطلاق للحياة إلا في ظروف خاصة مكلفة جدا، مثل هذه المنشآت لا حاجة لأي اقتصاد حول العالم إليها، لا اقتصادنا فحسب! وهو ما كفله وسهّل طريق خروجه وتوقفه ممثلا في نظام الإفلاس.
ختاما؛ يجب التأكيد لجميع منشآت القطاع الخاص، أن اقتصادنا يتجه نحو الأعلى ونحو آفاق مختلفة تماما عن تلك التي اعتادها طوال نصف قرن مضى، ولن نعود بأي حال من الأحوال إلى تلك الأوضاع البائدة، والمستقبل سيكون أرحب لمن يمتلك القدرة والأهلية والكفاءة على مستوى الإنتاج وتنويعه والتوظيف الأفضل للعمالة الوطنية، عدا ذلك لا مجال للبقاء. والله ولي التوفيق.
نقلا عن الاقتصادية
وكما هو معلومٌ، لا يمكن العودة بأي حال من الأحوال إلى الوراء مهما كلّف ذلك، فوتيرة الإصلاحات الاقتصادية انطلقت منذ أكثر من عامين سابقين، ولن تقف عند تمنُّع طرف من الأطراف مهما كان وزنه. نعم، قد تطرأ بعض التعديلات أو التغييرات في أجزاء من البرامج التنفيذية، وهو أمرٌ متوقع وموضوع في الحسبان مسبقا، والهدف الرئيس منه هو رفع قدرة وكفاءة تلك البرامج، لكن لا يمكن أن تكون أي من تلك التغييرات بمنزلة التراجع أو الإلغاء لأي من التوجهات والأهداف النهائية للرؤية الإصلاحية الشاملة.
ليس جديدا أن نشهد من فترة إلى أخرى، صدور عديد من اعتراضات منشآت القطاع الخاص على ما يتعلق بها من إصلاحات، تستهدف قيامه بمزيد من أدواره الأساسية، كزيادة الإنتاج وتنويعه، وزيادة توطين الوظائف لديه على حساب العمالة الوافدة المليونية، أو زيادة تحمله أعباء وتكاليف تشغيله، نتيجة إصلاحات أسعار استهلاك مصادر الطاقة، وغيرها كثير من الإصلاحات.
كما ليس مقبولا ولا ممكنا بأي حال من الأحوال، استمرار ما كانت تقف عليه من "دلال" باذخ على حساب رعاية الحكومة، نتجت عنه هوامش أرباح طائلة، لم يشهد الاقتصاد ولا المجتمع انعكاسا أو مردودا إيجابيا منها كما يجب على نمو الاقتصاد الوطني، وتوطين الوظائف، ومستويات الأجور المدفوعة إلى العمالة الوطنية، وغيرها من الآثار الإيجابية التي كان منتظرا أن نراها ونلمسها اقتصاديا واجتماعيا، بل على العكس تماما من كل ذلك، شهدنا اعتمادا مفرطا متزايدا من تلك المنشآت على معونات الحكومة، واعتمادا أكثر إفراطا على العمالة الوافدة، وتهميشا صادما للعمالة الوطنية في وظائف هامشية "التوطين الوهمي"، تزامن مع مستويات متدنية جدا من الأجور "45.8 في المائة من العمالة الوطنية في القطاع الخاص أجورهم ثلاثة آلاف ريـال شهريا فما دون".
الخلاصة من كل ما تقدّم، أن أي اعتراضات تمعن فيها أغلب منشآت القطاع الخاص، تعني بعبارة صريحة، أنها اعتراف صريح منها بعدم قدرتها على الوفاء بالمتطلبات التنموية والنهضوية للاقتصاد الوطني، وهو حق مكفول لها الاعتراف به، أن تعلن أنها غير أهل للقيام بما يجب على أي قطاع خاص في أي اقتصاد حول العالم. في الوقت ذاته، الذي لم نشهد من شريحة أخرى من منشآت القطاع الخاص مثل تلك الاعتراضات، بل على العكس تماما أظهرت نموا في هوامش أرباحها، وقدرة جيدة على التكيف مع متطلبات وتحولات المرحلة الراهنة، ولم يظهر عليها أي انخفاض في معدلات التوطين لديها، أو في خططها التوسعية.
وهنا يظهر الفارق الكبير بين منشآت اتسمت بعديد من السمات المالية القوية والمتينة، وضخامة رؤوس الأموال التي ضخت فيها، ومن جانب آخر منشآت افتقرت تماما لأي من تلك السمات الواجبة في أي منشآت تستهدف تحقيق الربح، الناتج من متانتها لا من الاعتماد المفرط على الدعم الحكومي الباهظ الثمن، ولا من الاعتماد الأكثر إفراطا على العمالة الوافدة، متدنية المهارات والخبرات ورخيصة الأجور.
المنطق القائم والمقبول هنا، أن البقاء للأقوى والأكبر من منشآت القطاع الخاص، التي تتوافر لديها القدرة على التكيف مع أي إصلاحات يقوم بها الاقتصاد الذي تعمل وتنشط داخل مجالاته، وأن الباب إليه سيظل مفتوحا أمام هذا النوع الجيد والمطلوب من تلك المنشآت المتينة. وفي الوقت ذاته، لا حاجة إلى الاقتصاد ولا المجتمع على حد سواء في وجود منشآت "هشّة" ضعيفة الأسس، تريد من وجودها امتصاص أكبر قدر ممكن من الدعم والرعاية والحماية، قد تسقط عند أول وأبسط معوق يعترض طريقها، بمعنى أنها في الأصل غير كفؤة على الإطلاق للحياة إلا في ظروف خاصة مكلفة جدا، مثل هذه المنشآت لا حاجة لأي اقتصاد حول العالم إليها، لا اقتصادنا فحسب! وهو ما كفله وسهّل طريق خروجه وتوقفه ممثلا في نظام الإفلاس.
ختاما؛ يجب التأكيد لجميع منشآت القطاع الخاص، أن اقتصادنا يتجه نحو الأعلى ونحو آفاق مختلفة تماما عن تلك التي اعتادها طوال نصف قرن مضى، ولن نعود بأي حال من الأحوال إلى تلك الأوضاع البائدة، والمستقبل سيكون أرحب لمن يمتلك القدرة والأهلية والكفاءة على مستوى الإنتاج وتنويعه والتوظيف الأفضل للعمالة الوطنية، عدا ذلك لا مجال للبقاء. والله ولي التوفيق.
نقلا عن الاقتصادية
ماذا تعني اعتراضات منشآت القطاع الخاص؟الجواب يرغبون في واد التوطين والقضاء عليه في ََمهدة.. استاذ عبدالحميد نأمل منكم التكرم وتكتب عن اجازة يومين في القطاع الخاص لما لها من دور في استقرار موظفي القطاع الخاص وتحفيز لهم وزيادةولأهم للمنشآت التي يعملون بها ولنأخذالعبرةمن موظفين البنوك سابقا عندما كان لايحصلون الا على يوم كان التسرب الوظيفي في ذلك الوقت كثير الان الشباب يتنافسون ويقبلون على القطاع المصرفي لوجود الاستقرار الوظيفي..هذا ونتمنى لكم دوام التوفيق والنجاح..وشكراً
اقتباس: "منطق القائم والمقبول هنا، أن البقاء للأقوى والأكبر من منشآت القطاع الخاص" بناءً على رأيك أعلاه، يمكننا الاستنتاج بأن علماء الاقتصاد والتقارير الاقتصادية التي تصدر عن كافة المؤسسات المعنية بالعالم وعلى رأسها البنك الدولي وصندوق النقد، وكذلك الهيئة العامة للمشآت الصغيرة والمتوسطة بالمملكة، كلهم على خطأ، وأنت الوحيد الذي على صواب!!!
من باب المصادفة لا أكثر أن ينشر مقال للدكتور إحسان بوحليقه حول نفس الموضوع في موقع أرقام هذا اليوم، والتالي إقتباس جزئي من مقاله: "ومن ناحية أخرى، فللشركات الصغيرة والمتوسطة أهمية جوهرية للاقتصادات المتقدمة، حيث تمثل جل الناتج المحلي الإجمالي، وتحديدا في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فتلك الشركات توظف 60 في المائة من المشتغلين، وتولد 50 - 60 في المائة من القيمة المضافة للاقتصادات دول المنظمة في المتوسط".
المنشآت التي ذكرها الدكتور إحسان بوحليقة لها وزنها في اقتصاد بلدانها ومنشآت تصدر اجود صناعتها يعني منشأت صناعية ولها مردود في الاقتصاد وليست المنشأت التي تقتات على دعم الحكومة والنتائج غش تجاري واستيراد اردا صناعات العالم واستقدام اعداد مهولة من الأجانب واقتيات على عشوائية الأنظمة في سوق العمل ومحاربة التوطين هاذي بقائها اخطر من زوالها تلك. وهنا فرق الثراء عن الثريا في مقارنتك بين المقالتين يامن ترمز لنفسك ب Ako. وتحياتي لكم جميعاً. وشكراً
يجب ان تفهم ان العقار في كل دول العالم يرتبط بشكل مباشر بالاقتصاد فاذا تحسن الاقتصاد سيستفيد العقار ويتحسن من خلال زيادة المشروعات والفروع واالمعارض كما ينجذب السكان للاماكن ذات الازدهار الاقتصادي فيزيد الطلب على كل انواع العقارات وهذا حدث ويجدث في كل دول العالم ولم يسبق ان قرأت او سمعت محلل يقول ان الاقتصاد سيتحسن وفي نفس الوقت يتوقع ان ينخفض العقار الا اذا كان شعبوي احمق او يهرف بما لا يعرف او يكتب حسب ما يدفع له ويطلب منه او يعتقد ان المتلقي احمق مثله
ماهو الاجدأ إمتلاك مصنع منتج ينتج صناعة تفيد البلد وتوطن الصناعة وتوظف الشباب العاطل ولنفترض ان المصنع قيمتة 50مليون ام أرض جردأ ومكتنزة تضاعفت قيمتها ووصلت 100مليون بسبب حجبها عن الاستفادة منها لافي صناعة ولافي اسكان صاحب الصناعة والذي يرغب في إفادة البلد عطلة تاجر التراب بسبب الاكتناز الجائر والمواطن البسيط تعطل بنفس السبب اي فائدة ترجوها ياخ سعد من ارتفاع الأراضي. ارجو ان ترد على مقارنت صاحب المصنع ومكتنز الارض. بالحجة والبراهين. وليس بكلام لايليق بنا النقاش مفتوح للجميع. تحياتي لكم جميعاً. وشكراً
اخوي انا ما تكلمت عن الاراضي انا اتحدث عن العقار التجاري والسكني المتضمن المعارض التجارية والفنادق والشقق المفروشة والاستراحات ومراكز الترفيه والمقاهي والمولات ووووو وهو ركيزة من ركائز الاقتصاد كما يحدث في الدول الجاذبة للسياحة او الجاذبة للاستثمار مثل دبي ولا ادري لماذا ارتبط العقار في مخيلتك بالاراضي فقط؟؟؟
المتلقي ليس أحمق ولكنه بالتأكيد ليس تاجر تراب مثلك ورط البلد في بنية تحتية تصل تكلفتها إلى تريليونات الريالات لأجل هدف شخصي خاص به !!!! أمضي يا أستاذ عبدالحميد ونحن من مؤيديك ما دمت شوكة في حلق من أضاع البلد وأستنزف ثروتها حتى للأجيال القادمة ليقنعها بأن التراب والحجر أهم من تطور البشر !!!!
البقاء للأقوى والأكبر من منشآت القطاع الخاص.!