عانى الكثير مؤخراً من الارتفاع الكبير الذي ظهر في أسعار فواتير استهلاك الكهرباء، وإن كان لتغيير أسعار التعرفة دور كبير في ذلك بحسب ما صرح به المسؤولون في شركة الكهرباء، إلا أن ثمة مؤثراً آخر يلعب دوراً مهماً في استهلاك الطاقة الكهربائية وأصبح لزاماً التفكير في التعامل معه بطريقة صحيحة وهو أسلوب اختيار وتصميم المسكن، حيث إن الأسلوب السائد حالياً يؤدي إلى استهلاك كميات عالية من الطاقة الكهربائية بشكل لا يساعد على ترشيد الاستهلاك فيها، خاصةً فيما يتعلَّق بتحديد موقع المسكن وعلاقته باتجاه الرياح وحركة الشمس، وكذلك توزيع الغرف وحجمها وطريقة استخدام العزل الحراري ونوعيته، إلى جانب تصميم المساحات والصالات المفتوحة، وكذلك عدد وحجم الشبابيك في المسكن، ونوعية مواد البناء المستخدمة، الأمر الذي قد يتسبب في الحاجة إلى استهلاك أجهزة الإضاءة والتكييف بكامل طاقتهما وبالتالي استهلاك أكبر للطاقة الكهربائية.
وهناك حلول معمارية عديدة ومتنوعة تساعد على خفض الاستهلاك، ويمكن الاستفادة منها أيضاً للمساكن القائمة تتمثل في الاعتماد على التقنيات الذكية وزيادة نسبة التشجير فيها وخصوصاً الأسطح التي تتعرض لأشعة الشمس الساقطة على المسكن، وكذلك الاهتمام بالتهوية الطبيعية وإعادة توزيع مساحات الغرف الكبيرة عن طريق إعادة تقسيمها بحوائط عازلة، بالإضافة إلى الاستفادة من الطاقة الشمسية في إنارة الأسوار والحدائق الخارجية.
كما أن أمانات وبلديات المدن يقع على عاتقها مسؤوليات كبرى للمساهمة في خفض استهلاك الطاقة الكهربائية من خلال توجيه مخططات تقسيمات الأراضي وزيادة نسبة الرقعة الخضراء داخل الأحياء السكنية، ومن الأهمية بمكان أيضاً أن تعمل الأمانات والبلديات على تحفيز اعتماد التصاميم المعمارية التي تساعد في خفض الاستهلاك كالمساكن الذكية والمساكن الخضراء وغيرها، وإيقاف اعتماد التصاميم التقليدية التي تتسبب في الهدر والاستهلاك المفرط للطاقة الكهربائية.
نقلا عن الرياض