شركات الاتصالات عالميا مهددة بالانقراض .. اذا هذا هو الحل

24/06/2018 1
هاني الحميدي
سأتطرق في هذه المقالة لقطاع الاتصالات عالميا وبشكل خاص شركات الاتصالات ومالها وما عليها وما يمكن عمله لتكمل استمرارها.

سأعمل على تقسيم المقال الى مجموعة مراحل عبارة عن الماضي، والحاضر، والمستقبل.

الماضي :
كانت في التسعينات ذروة نمو شركات الاتصالات حيث كانت مصادر دخل الشركات من خلال قطاع الأفراد وهو النصيب الأكبر من المكالمات، والرسائل النصية، وايضا باقات الانترنت (او ما يطلق عليها ديتا) وايضا موزعين للاجهزة الجوال والمحتوى. وقطاع الأعمال وهو الأقل نسبيا حيث يتم تقديم الخدمات للشركات والجهات الحكومية . ولكن قواعد اللعبة تغيرت.
 
الحاضر :
اقصد فيها بداية الألفية وصلت شركات الاتصالات ذروتها وذلك من خلال انتشارها ووصولها الى 50% او 70% من السكان . لكن في نفس الوقت دخل لاعبين جدد في السوق كتطبيقات التواصل وشركات الإنترنت مثل واتس اب، فيسبوك، قوقل وايضا شركة آبل وسحبت البساط من شركات الاتصالات عالميا حيث توجه العملاء إلى استخدام هذه التطبيقات بسبب انها مجانية وايضا اكثر استخداما وانتشارا.

حيث فيس بوك يعتبر بمثابة شركة اتصالات لديها مايقارب 2 مليار مستخدم بإمكانهم استخدام الرسائل والاتصال الصوتي والمرئي مجانا للتواصل فيما بينهم حول العالم. لذلك قل استخدام الاتصال والرسائل التقليدية من خلال شركات الاتصالات بشكل ملحوظ لدرجة تم تحجيم دخل شركات الاتصالات إلى بيع باقات الانترنت ومع تزايد استخدام العملاء للإنترنت ومنصات الفيديو مثل اليوتيوب وخلافة التي تستهلك نطاق عالي (bandwidth)، وبالتالي بدأ تحدي آخر كبير حيث تكاليف استخدام الشبكة زاد وبدأ يأخذ نصيب من إيرادات شركات الاتصالات .

وبالمقابل ليس لدى شركات الاتصالات إلا ان تعمل على تخفيض الأسعار لكسب عملاء أكثر وهذا ايضا ارهق الشركات ماليا. لذلك وبشكل ملحوظ يوجد انخفاض في إيرادات معظم شركات الاتصالات عالميا في آخر 3 سنوات.
 
منتصف الألفية، بعض شركات الاتصالات استشعرت الخطر وعملت على خطط دفاعية كخطة إنقاذ وهي اعادة هيكلة اعمالها مثل تحويل قسم خدمة العملاء إلى شركات خارجية او ما يطلق عليه (outsourcing) لتخفيض التكاليف والأعباء المالية . وايضا قسم المبيعات .
 
المستقبل :
في يوم من الايام عملت على زيارة ستارت اب في سان فرانسيسكو متخصصين في تقديم الذكاء الصناعي AI لتقليل عدد موظفي خدمة العملاء في الشركات بنسبة 90% بمعنى من أصل 100 موظف يمكنك الاعتماد على 10 موظفين والذكاء الصناعي AI وتسريح 90 موظف !!. وما هي الا البداية. وايضا من ضمن الحلول كخطط دفاعية هي الاندماج مع شركات اتصالات الأخرى وذلك لتقليل تكاليف التشغيل.
 
ومن الخطط الهجومية، هو الاستفادة من تحليل بيانات وتأسيس أقسام في مجال Data Science لكي يتم دراسة تمركز العملاء وتحويلها إلى معلومات قابلة للبيع لقطاع التجزئة والبنوك وايضا لشركات النقل حيث تهمها هذه المعلومات لكي يقدموا خدماتهم للأفراد بشكل افضل واقرب.
 
وايضا من المقترحات هو العمل على تملك تقنيات وابتكارات ذات طلب عالمي.
 
وايضا من الخطط الهجومية، هي تأسيس شركات في مجال المحتوى والميديا والترفيه أو عمل شراكات معها أو الاستحواذ عليها مثل ماتم بين شركة AT&T و Time Warner حيث قدرت قيمة الصفة بـ 100 مليار دولار. حيث Time Warner تعمل في مجال الميديا والمحتوى حيث انها تملك محطات وقنوات فضائية غير انها تعمل على بث المحتوى مثل الأخبار والإنتاج المرئي. وبالتالي AT&T عززت إيراداتها في مجال الاعلانات وايضا تقديم خدمات المحتوى لعملائها عبر باقات اشتراك.
 
وبالمثل شركة Verizon Communications عملت على الاستحواذ على Yahoo وذلك لتعزيز إيراداتها
 
ايضا من الخطط الهجومية هي تحول شركات الاتصالات إلى شركات استثمار في مجال الاتصالات والتقنية مثل SoftBank وبتالي يكون تملكت تقنيات قابلة للانتشار عالميا، حيث ان SoftBank مستثمرة في شركات مصنعة لشرائح الالكترونية وايضا اوبر وشركة علي بابا. حيث يعتبر استثمارهم في شركة علي بابا الصينية من انجح الاستثمارات حيث حققو 60 مليار دولار عائد من اصل استثمار 20 مليون دولار !!. صفقة من ذهب.
 
حقيقة لم تنتهي القصة، ادعي ان في السنوات القادمة سوف يسحب البساط من شركات الاتصالات كليا حيث سيكون لديها منافسين في تقديم باقات الانترنت وهي آخر مصادر دخل شركات الاتصالات حاليا . حيث ان قوقل أطلقت في السنتين الماضية باقات انترنت مع رقم جوال وبالتالي يمكنك الاشتراك فيها واستخدامها في أي مكان في العالم، ناهيكم عن استثماراتها في تطوير تقنيات وأقمار صناعية لتقديم الإنترنت بأسعار معقولة لأكبر قدر ممكن حيث من أهدافهم ان يوصل الانترنت الى 7 مليار نسمة وأيضا فيسبوك لديها مبادرات في هذا المجال ويوجد شركات اخرى ايضا تعمل على تطوير تقنيات لبث الانترنت على مستوى الكرة الأرضية.

مما سيعرض شركات الاتصالات بشكل عام للإفلاس إذا لم تعمل على خطط دفاعية وهجومية بشكل سريع  وتطوير خططها الاستراتيجية واستقطاب كفاءات لتسريع من عملية التطور.