خطط المدن في التكيف مع ارتفاع درجات الحرارة

12/06/2018 1
فهد الصالح

تشير توقعات خبراء الأرصاد الجوية والطقس إلى ارتفاع درجات الحرارة في مدن المملكة، وهذا يعود لعدة مسببات بعد مشيئة الله ولعل أهم تلك المسببات ظاهرة التغير المناخي التي تتسبب في تزايد متوسط درجات الحرارة ويعود ذلك إلى عدة أمور منها تلوث الهواء والإشعاع الشمسي العالي وتصحر المدن حيث تمتص وتخزن الحرارة، بالإضافة إلى عدم وجود خطط وبرامج واضحة أو معلنة للمدن في التكيف مع التغير المناخي فلا تزال الطرق التقليدية في مواجهة درجات الحرارة تعتمد على خفض درجات الحرارة في المباني ومناطق الأعمال عن طريق أنظمة التبريد والتكييف.

وقد ذكر "تقرير المخاطر العالمية"، الذي يصدر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، والذي يجمع تقييمات من 750 عالماً وخبيراً، إلى أن أكبر أربعة مخاطر واجهها العالم في عام 2017م، بعد أسلحة الدمار الشامل هي المخاطر المناخية وتتلخص في التحول الجذري في الطقس، وأزمات المياه، والكوارث الفيضانية، وفشل التخفيف من حدة آثار التغيرات المناخية والتكيف معها.

إن ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض معدلات تساقط الأمطار وتأثيرها على تكاثف وتكاثر العواصف الرملية أصبحت خطراً يؤثر على المدن ومكوناتها المختلفة فهناك تأثيرات كبيرة على صحة السكان وانتشار الأمراض المعدية كالملاريا وحمى الضنك وغيرها، وهناك تأثيرات على البنية الأساسية في المدن فعلى سبيل المثال تتسبب ارتفاع درجات الحرارة في مدينة نيويورك في تعطل شبكة المترو أحياناً، وهناك تأثيرات على الاقتصاد ومستوى الإنتاجية العامة.

وفي الواقع أصبح من الأهمية بمكان العمل على وضع خطة وبرنامج محدد للتكيف ومواجهة تحديات التغير المناخي وارتفاع درجات حرارة المدن بالإضافة إلى دراسة المخاطر المتوقعة لتغير المناخ على مختلف القطاعات، وترتيب المخاطر حسب أولويتها وتحديد تداعيات التغير المناخي التي تتطلب اتخاذ إجراءات واضحة في كافة القطاعات ومن أهمها قطاع العمران والتخطيط الحضري من خلال ضمان استجابة الأنظمة العمرانية والبلدية للتغيرات المناخية المتوقعة، ومنها زيادة الرقعة الخضراء في المدن ورفع نسب التشجير فيها واستخدام الأشجار المقاومة للجفاف، وتحديد نطاقات المواقع المعرضة لآثار التغير المناخي واعتبارها مناطق ذات أولوية وحساسية عالية، وتشجيع استخدام الطاقة المتجددة، وزيادة كفاءة استخدام الطاقة لإنارة المباني والطرق.

نقلا عن الرياض