يقوم الناس بشراء أسهم في شركة مساهمة ما، ويضعون أموالهم فيها مستثمرين؛ أملاً في أن يحصلوا على عوائد جيدة بطريقة أو أخرى. وبغض النظر عن صحة اختيار مساهم ما لشركة ما وبغض النظر عمّا إذا كان قد بذل عناية وجهداً في انتقاء هذه الشركة أو لا، إلا أن ما يهمنا أن هذا المساهم أصبح مالكاً في هذه الشركة المساهمة بغض النظر عن حجم استثماره وبغض النظر عن عدد الأسهم التي يملكها. فنظام الشركات الجديد لعام 1437هـ، يعد مَن يملك سهماً واحداً يحق له حضور الجمعيات مثله كمثل مَن يملك 30 في المائة من ناحية المساواة في حضور الجمعيات، وهذه النظرة للمساهم في نظام الشركات الجديد قد تحولت عما كانت عليه في السابق، حيث كان نظام الشركات القديم 1385هـ لا يسمح بحضور المساهم للجمعيات العامة للمساهمين إلا لمَن يملك 20 سهما فأكثر. والسؤال الأهم هو: ماذا يعني أن تكون مساهماً في الشركة المساهمة؟! وما دور المساهم حينها؟!
إن من أهم ما سعى إليه نظام الشركات الجديد ولائحة حوكمة الشركات لإقراره ودعمه هو مسألة حضور الجمعيات العمومية للمساهمين والمشاركة فيها والتفاعل فيها؛ فالمساهم مالك في الشركة ويحق للمالك أن يعرف ماذا يحدث في ملكه. والحقيقة أن مسألة حضور الجمعيات العمومية لا تقل أهمية عن حق المساهم في الحصول على أرباح من الشركة، وحق المساهم في الحصول على حصته من موجودات الشركة في حالة التصفية، فحضور المساهم الجمعيات يعد أداة دعم لمجلس إدارة الشركة وإدارتها التنفيذية، وأداة لمراقبة عمل المجلس وإدارته في الوقت نفسه. فعديد من المساهمين قد يضعون في شركة ما أموالهم ولا يحضرون اجتماع الجمعيات مطلقاً، وقد ينتج عن هذا نتيجة سلبية وهي أنه في حالة حدوث مشكلة في الشركة قد لا يمكن تدارك الخلل إلا بعد أن يكون الأوان قد فات.
صحيح أن نظام الشركات الجديد والضوابط التنظيمية سعت لتسهيل عملية مشاركة المساهم في الجمعيات العمومية من خلال تبني آلية التصويت الإلكتروني للمساهمين التي تمكّن المساهمين من خلالها من التصويت على بنود الجمعية العامة إلكترونيا، إلا أني أعتقد أن حضور المساهمين اجتماع الجمعيات العمومية يظل مهماً.
تكمن أهمية حضور المساهمين شخصياً أو مَن ينوب عنهم، في أن حضور المساهمين يمكنهم من مناقشة مجلس الإدارة في بنود الشركة وأدائها وإبداء الملاحظات فهذا من حقه، وبهذا يكون دور المساهم هنا دوراً إيجابياً يسعى فيه للتأكد من سلامة ما يقوم به مجلس الإدارة، فهم أي مجلس الإدارة نواب المساهمين والمؤتمنون على الشركة. من إيجابيات حرص حضور المساهمين اجتماع الجمعيات العمومية للمساهمين، أن المساهمين الأقلية الذين يعتقدون أن رأيهم أو تصويتهم لا يفيد، قد يكون مؤثراً حسب تفاعل وحضور المساهمين الأقلية؛ ما يقلب المعادلة في أن تصبح أقلية المساهمين هم الأكثرية.
ختاماً، جاء نظام الشركات الجديد ولائحة حوكمة الشركات بلغة حازمة وبأسلوب أكثر فعالية من ذي قبل فيما يتعلق بحقوق المساهمين، سعياً منهما إلى دعم المساهم وإعطائه الفرصة لمتابعة استثماره والرقابة عليه.
نقلا عن الاقتصادية