نفايات المدن والاستغلال الاقتصادي لها

22/05/2018 0
فهد الصالح

تعدّ نفايات المدن ثروة اقتصادية ضائعة في ظلّ التأخر والتباطؤ من الجهات المعنية في استغلالها والاستفادة منها اقتصادياً، وما أود التأكيد عليه هنا هو أن الحاجة اليوم أصبحت ملحّة للعمل على إعادة تدوير نفايات المدن، فهناك مئات الأطنان من النفايات التي تنتج في المدن منها ما هي مخلفات عضوية ومنها مخلفات بناء وخلافه، وذلك للحفاظ على الجوانب الصحية أولاً والحد من التلوث البيئي وتحويلها من مشكلة تؤثر على الصحة والبيئة إلى مصدر دخل اقتصادي للمدن، مثلما هو قائم ومعمول به في بعض الدول التي تبنت برامج ومشروعات لتدوير النفايات والاستفادة منها.

فيجب أن نلحق بركب الدول التي تستفيد من كل مواردها، وتحويل النفايات إلى موارد اقتصادية مهمة يمكن الاستفادة منها في توليد الوقود من خلال حصر الغازات المنبعثة منها وتوليد الطاقة وهو ما يساهم في الحد من التكاليف العالية في تأمين الكهرباء مثلاً للسكان والمدن، وكذلك التصنيع وتحويل المخلفات العضوية إلى سماد وغير ذلك من الأساليب المنتجة.

ولعل من التجارب الناجحة التي قرأت عنها حول الاستفادة من نفايات المدن هي تجربة دولة أثيوبيا؛ حيث يتم تحويل النفايات إلى طاقة كهربائية تسد حاجة عاصمة أثيوبيا أديس أبابا بنسبة 30 % تقريباً، كما يتم حرق النفايات فيها لاستخدامه في مواد البناء من خلال صنع الطوب.

كما أن دولة السويد لديها تجربة رائدة على مستوى العالم في مجال الاستفادة من النفايات وإعادة التدوير حيث بلغت نسبة التدوير لديها 99 % تقريباً من إجمالي النفايات المنزلية، كما أنها تقوم باستيراد النفايات من خارج السويد بحوالي 800 ألف طن من النفايات كل عام من الدول الأوروبية الأخرى لتوليد الطاقة من خلال برنامجها المختص بحرق النفايات لتحويلها إلى طاقة كهربائية وتأمين التدفئة، بسبب نجاح برنامج إعادة التدوير الذي اعتمدته.

لذا من المهم جداً الاستفادة من تلك التجارب والبدء في استغلال نفايات المدن والتأسيس لتحويلها إلى صناعة يستفاد منها اقتصادياً لتنويع مصادر الدخل وتوفير الطاقة وتهيئة فرص عمل ومشروعات جديدة.

نقلا عن الرياض