ظل بعض الكتاب الصحفيين في بلادنا يحذرون من ارتفاع نسبة المواليد السعوديين، وأنها تصل سنوياً إلى 4% من عدد السكان، وأن ذلك يعني تضاعف عدد السكان خلال سنوات معدودات، وأن هذا التكاثر سوف يضغط على الخدمات بجميع أنواعها الصحية والبلدية والتعليمية والترفيهية والسكنية والاقتصادية، وأنه لا بد من برامج لتنظيم النسل وإقناع «الفحول» بالحد من إنتاجهم باستخدام الوسائل المتاحة، إلى غير ذلك من المزاعم التي طالما قرأناها في الصحف من خلال مقالات أو تقارير صحفية أو سمعناها من متحدثين مشاركين في ندوات عن السكان والنمو السكاني المطرد، حتى بلغ ببعض الكتاب أو المتحدثين أنه أخذ يحذر من انفجار سكاني سوف تشهده المملكة بعد عقود قليلة، وكانت كتاباتهم وأحاديثهم قبل عقدين أو أكثر ولكن الانفجار لم يحصل حتى تاريخه بل إن آخر إحصائية رسمية صدرت عن الهيئة العامة للإحصاء ونشرت في جريدة مكة المكرمة بعددها رقم 1538 تشير إلى أن عدد السكان السعوديين كان في عام 2016م 20 مليوناً و60 ألف نسمة فأصبح في عام 2017م 20 مليوناً و400 ألف تقريباً أي بزيادة قدرها 340 ألفاً خلال عام واحد!
ولما قِسْتُ نسبة الزيادة إلى عدد السكان وجدت أنها أقل من 2% فأين هي نسبة الزيادة المزعومة التي تصل سنوياً إلى 4% التي حذرونا منها ليل نهار، لأنه لو كانت الزيادة كما زعموا فإن ذلك يعني أن زيادة السكان في عام واحد يجب أن تبلغ 800 ألف نسمة وليس 340 ألف نسمة كما جاء في الإحصائية الرسمية!
وعلى أية حال فإن عدم تحري الدقة في معالجة بعض الموضوعات الاجتماعية والمبالغة في تضخيم الأشياء يؤدي إلى نتائج وتصورات غير سليمة، ويجعل للذين يقللون من شأن ما يكتب في الصحف بقولهم «إنه كلام جرايد» بعض الحق في ذلك التقليل، أما واقع الأمر فهو إن النمو السكاني في بلادنا طبيعي جداً وربما أقل من معدلاته في العديد من البلدان التي بها مئات أو عشرات الملايين من السكان، ومنها من وصل إلى مراتب متقدمة في الحضارة والتنمية وهي دول بعضها آسيوية مثل اليابان وكوريا الجنوبية ناهيك عن أوروبا التي يبلغ عدد سكان الدولة الواحدة منها 60 و70 مليون نسمة وعلى مساحة قد لا تبلغ عشر مساحة المملكة وبعضها لا يملك ثروات طبيعية من نفط وغاز ومعادن ثمينة، ومع ذلك لم تشتك من النمو السكاني بل أخذت بأسباب التنمية فكان لها السبق والمقدمة.
نقلا عن عكاظ
للاسف هذا النوع من الكتاب يضلل الرأي العام ويجعل النقاش لايتعدي قشور المشكلة بدون ان يكلف نفسة عناء البحث واستيعاب العواقب بجميل زواياها. هل مقارنة عام 2016 و 2017 تعطي تصور عن ماحدث من 2000 حتى الان وكيف تضاعف عدد السكان واختلت شرائحة العمرية! الضغط على المدارس والطرق والخدمات حاصل فعلاً. لم يسأل الكاتب نفسة لماذا تأثرنا بهبوط النفط اكثر من تأثر جيراننا الكويت والامارات! لا ادري ماهذا الحماس والتعنت في استيعاب مشكلة بالامكان رؤية عواقبها في بلدان منتجة مثل بنجلادش ومصر. 2% الان مع 20 مليون ليست مثل 2% قبل 15 عام.
في الواقع لم يكن هناك إنفجار سكاني ناتج عن كثرة المواليد وإنما الانفجار السكاني نشأ عن كثرة إعطاء الجنسية السعودية لعدد كبير من البدون وعلى أطراف حدود المملكة ولذلك إرتفع عدد السكان فجأة وخلال سنوات قليلة من ١٢ مليون الى ٢٠ مليون مواطن !!!
وحتى لو إفترضنا أن فيه إنفجار سكاني ، هل الحل في تحديد النسل ؟ أم الحل في الدفع نحو الإنتاج والعمل ؟ كثير من الأحيان كثرة عدد السكان ميزة وليست عيب، مثل الصين عدد السكان الكبير جداً أعطى ميزة توفر الإيدي العاملة ، السؤال هو هل نقتل الإنسان من أجل الحياة ؟ أم نقتل الحياة من أجل الإنسان؟ السؤال الثاني هو جواب تحديد النسل
الانفجار السكاني كان حقيقة ولكن سببها لم يكن السعوديين، فقد كانت وزارة العمل تصدر تأشيرات عمل سنوياً بما يوازي 4% - 5% سنوياً من حجم السكان (على الاقل حتى 2015م).
مشكلتنا قله عدد السكان فالموارد كثيره غير مستغله زراعيه وخدميع وصناعيه ووجود عماله اجنبه كبيره مثال مدينه كراتشي الباكستانيه تعادل سكان المملكه ومشكلتنا وزاره تخطيط واحصاء كسوله لا توضح الامكانات المتاحه