الذهب والطين.. الأهم توزيع الأرباح

22/04/2018 3
خالد العويد

خلال الجمعية العمومية لشركة الصحراء للبتروكيميائيات التي عقدت أمس الأول، أثار أحد المساهمين الكبار في السن أهمية الانتظام في توزيع الأرباح من قِبل الشركات على المساهمين، وأثنى على انتظام الشركة في التوزيع، وساق مقارنة طريفة تتمثل بين شركتين مساهمتين وهما معادن والفخارية، وقال إن معادن تعمل وتنتج الذهب، لكنها لا توزع أرباحاً على المساهمين، بينما الفخارية التي تعمل في إنتاج الطين لإنتاج الأنابيب الفخارية توزع الأرباح بشكل منتظم سنوي ونصف سنوي، وهذا ما أسعى له كمساهم ويهمني، وهو الحصول على عائد ربحي منتظم على استثماري بغض النظر عن مجال عمل الشركة.

ومع أن وجهة النظر قد يختلف معها البعض وبالتحديد ما يتعلق بشركة معادن ومستقبلها وكونها تمثل الركيزة الثالثة للصناعات السعودية في مجال التعدين، والذي يضم إلى جانب الذهب صناعتي الفوسفات والألمنيوم والنحاس والمعادن الصناعية، بعد أن قادت أرامكو صناعة النفط والغاز، وسابك صناعة البتروكيميائيات، فإن موضوع توزيع الأرباح على المساهمين هو الهدف الأساسي من الاستثمار في الشركة، ويجب العمل على الانتظام في دفعه للمساهمين بشكل ربع سنوي بدلاً من التوزيع السنوي، وبصورة متوازنة لا تؤثر على التدفقات النقدية للشركة وسيولتها ومعدل نموها المستقبلي، وكثير من المساهمين خاصة المتقاعدين وكبار السن يهمهم التوزيع الربع السنوي أو النصف السنوي كونهم يعتمدون عليها في إنفاقهم واستهلاكهم.

يضاف إلى ذلك فإن سياسة التوزيع المستقرة من قبل الشركة مطلب عام من المساهمين، فالملاحظ أن عملية التوزيع تخضع لاجتهادات مجلس الإدارة أو الإدارة التنفيذية للشركة، و لا يوجد أي توازن بين التوزيع النصفي رغم أن ربحية الشركة لم تتغير بين الفترتين، كما يتم أحيانا ترحيل الأرباح دون مبررات مقنعة للمساهم مثل التوسعات وغيرها من المشروعات، وهذا ما يحرم المساهمين من الاستفادة من الأرباح التي تظل حبيسة لدى الشركة على صورة أرباح متراكمة.

السوق المالية السعودية تشهد حالياً عملية تحول إلى الاستثمار المؤسساتي، والأرباح التي تم الإعلان عن توزيعها حتى الآن تجاوزت 58.3 مليار ريال، ولذلك يجب على الكثير من الشركات أن تتواكب مع هذا التحول الاحترافي فيما يتعلق بعملية الحرص على الانتظام في توزيع الأرباح على المساهمين بحسب ظروف الشركة، والتوازن في دفعها بين الفترات الربعية للعام، وعدم ترك مثل هذه القرارات للاجتهادات الفردية، فهدف أي مساهم هو تحقيق عائد يتناسب مع حجم استثماره.

نقلا عن الرياض