يتفق أغلب المتخصصين على أن الاندماج بين الشركات بشكل عام خيار مهم لتوحيد الجهود، وتقوية المنافسة، وتقليل التكاليف، وتكوين كيانات عملاقة قادرة على التوسع والاستثمار، وزيادة قدرة الكيان الجديد على حل مختلف المشكلات والعقبات التي تواجه الشركات.
حاليا لدينا مشروع اندماج محتمل بين «البنك الأول» وبنك «ساب»، حيث تم الإعلان أخيرا عن وصول المفاوضات بينهما إلى مرحلة متقدمة، وأن مجلسي إدارة البنكين توصلا إلى اتفاق مبدئي غير ملزم بخصوص معادلة مبادلة الأسهم.
لدينا تجربة سابقة للاندماج في القطاع المصرفي عام 1996، عندما اندمج كل من بنك القاهرة السعودي والبنك السعودي المتحد، وبعد ثلاث سنوات اندمج البنك السعودي المتحد مع البنك السعودي الأميركي عام 1999، التي نتجت عنها مجموعة سامبا المالية.
والسؤال المطروح: هل أضاف هذا الاندماج قيمة كبيرة إلى مجموعة سامبا المالية؟ منذ ذلك الوقت حتى الآن، أعتقد أن الإجابة الأقرب «لا»، فـ»الراجحي» والبنك الأهلي قبل الاستحواذ على «سامبا» وبعده، يستحوذان على 42 في المئة من أرباح القطاع المصرفي، وعلى 35 في المئة من الأصول وحجم الودائع، وأيضا صافي القروض، وحتى لو لم يحدث الاندماج في السابق، ففي اعتقادي لن تحدث أي تغيرات على وضع «سامبا» الحالي، فنموه وتطوره الذي حدث، هو بسبب إدارتها واحترافيتها، وليس بسبب الاندماجات السابقة.
بعد هذا الاندماج بسنوات تم تأسيس مصرف جديد، وهو الإنماء، وكان أحد الأسباب الرغبة في زيادة المنافسة في القطاع المصرفي المحلي بعد انخفاض عدد المصارف.
هناك شبه اتفاق على أن عدد المصارف في المملكة حاليا لا يتواكب مع حجم الاقتصاد، أو تطلعات المواطنين لتوسيع مساحة المنافسة، ولنا أن نتصور أن هذه المنافسة ستكون أفضل، لو كان لدينا حاليا بنكا القاهرة السعودي والمتحد، وستكون أفضل في وجود 14 مصرفا وليس 12 مصرفا كما هو حاليا، أو 11 مصرفا لو حدث الاندماج.
أيضا موضوع التوظيف، ففي اعتقادي أن الاندماج سيكون أفضل في الاقتصادات التي تولد شهريا مئات الآلاف من الوظائف، أما في وضع اقتصادنا الحالي، الذي تصل فيه نسبة البطالة إلى 12 في المئة، فالحل هو مزيد من خلق الوظائف وليس التسريح، أو غلق قنوات توظيف مهمة، وبالإمكان تشجيع المصارف الحالية على زيادة رؤوس أموالها بشكل مستمر من خلال المنح السنوية، والاكتتاب لتكوين كيانات مصرفية أكبر، وتوسيع القاعدة الرأسمالية، ومواكبة النمو في الاقتصاد، وتعزيز موقعها التنافسي، والمحافظة على نمو أصولها، ولذلك فإن وصفة فوائد الاندماجات، قد لا تكون علاجا مناسبا لدينا في القطاع المصرفي على الأقل في الوقت الحالي.
نقلا عن الرياض
بالنسبة لحالة سامبا فقد كان دمج بالاكراه مع بنك (المتحد) تورط بسبب درعمة مالكه الرئيس بالاندماج مع بنك شبه مفلس (القاهرة). ولا ادري ما هي اسباب دمج الاول ببنك ساب؟