قطاع التطوير العقاري.. تراجع في الربحية وتناقص في قيم الأصول

18/04/2018 0
حسين بن حمد الرقيب

يمر قطاع التطوير العقاري بمرحلة صعبة في ظل تراجع أسعار العقار بنسب كبيرة، وكذلك فرض الرسوم على الأراضي البيضاء، وتراجع قيم الإيجارات وأيضاً تراجع مبيعات وقيم الوحدات السكنية التي كانت معدة للبيع، وفي هذا التحليل نحاول أن ندخل إلى تفاصيل شركات التطوير العقاري والتحديات التي تواجهها مستقبلياً.

مكة للإنشاء والتعمير

شركة لديها أبراج سكنية وفندق تعتمد بشكل كامل على المعتمرين والحجاج حققت في العام 2014 أرباحا صافية تجاوزت 327 مليون ريال وبعدها واصلت التراجع سنوياً حتى وصلت في العام 2017 إلى أرباح 266 مليون ريال، بررت الشركة انخفاض أرباحها إلى تراجع أعداد المعتمرين والحجاج، مع التقارير الإحصائية الرسمية التي أظهرت نموا كبيرا في أعداد الحجاج والمعتمرين خلال العام 2017 وفي اعتقادي بأن أبراج البيت وجبل عمر أثرت فعلياً على شركة مكة.

شركة جبل عمر

كانت تخطط الشركة لبناء أبراجها معتمدة على 3 مصادر للتمويل رأس مال الشركة والتمويل البنكي والإيرادات من بيع الوحدات السكنية ولكن في السنتين الماضيتين تراجعت مبيعات الوحدات السكنية بشكل حاد مما أثر على أهم مصدر لتمويل المشروعات ووصلت إلى الحد الائتماني الأعلى مع البنوك ولذلك اتجهت إلى بيع 3 أبراج فندقية إلى صندوق الإنماء مع وعد بالشراء بعد 5 أو 10 سنوات حسب قدرة الشركة المالية وبالتالي استطاعت أن تحصل على تمويل لمشروعاتها، ولكنها فقدت جزءا كبيرا من أرباحها التي كانت تحصلها من هذه الأبراج، سددت الشركة مبلغ تمويل هذا العام مع كامل الفوائد وهذا خطأ مالي على إدارة الشركة كان عليها أن تتفاوض مع المقرضين لرد جزء من الفوائد عن الفترة المتبقية أو إبقاء القرض واستثماره وتحقيق عوائد جيدة للشركة.

العقارية

أرباح الشركة تحسنت العام الماضي، ولكنها مازالت بعيدة عن الأرباح التي تحققت في العام 2014 بحوالي 276 مليونا، يبدو أن الشركة تعاني من ضعف الإيجارات وخصوصاً في مجمع العقارية بشارع العليا، إلا أن ما يميز الشركة أن لديها استراتيجية جديدة لتنويع أصولها العقارية ما بين فنادق جديدة 5 نجوم ومجمعات سكنية عبارة عن عمائر بها شقق بأحجام مختلفة ربما تساهم في عودة الشركة إلى الأرباح الجيدة.

إعمار

أعتقد أن الشركة تأخرت كثيرا في الاستفادة من موقعها الاستراتيجي ومازالت الخطى نحو تحقيق أهدافها بعيدة مع أنها تمتلك ميزة نسبية في المدينة الاقتصادية بوجود ميناء بحري ومدينة صناعية بالإضافة إلى المجمعات السكانية قرب شاطئ البحر الأحمر، وأعتقد أنها بحاجة إلى زيادة عوامل الجذب السياحي للمدينة بإنشاء مدن ترفيهية وألعاب مائية وإكمال البنية التحتية لكي تستطيع استقطاب المزيد من المستثمرين والتشديد على جودة البناء، ويحسب للشركة بالرغم من الظروف الاقتصادية أنها نجحت في تقليص الخسائر المتراكمة إلى حوالي 500 مليون.

مدينة المعرفة

مازالت الشركة تواصل خسائرها مع أنها تمتلك مساحات كبيرة من الأراضي المطورة لإقامة مشروعاتها، وقد يكون لضعف التدفقات النقدية وتراجع أسعار العقار الأثر في التباطؤ في تنفيذ المشروعات، وقد يكون خيار البيع على الخارطة أحد الحلول المالية للمساهمة في توفير السيولة اللازمة دون تحمل أعباء مالية أو إصدار صكوك لآجال 10 سنوات وتنفيذ المشروعات المستقبلية للشركة.

الأندلس العقارية

حققت الشركة أرباحا جيدة خلال العام 2017، وهنالك 22 مليون ريال مكاسب محققة من استبعاد أرض استثمارية للشركة وتقديمها كحصة عينية في شركة زميلة قامت الشركة خلال العام المنصرم بتحويل الأندلس مول بجدة والفندق التابع لها إلى صندوق الأهلي ريت حيث حصلت على إيرادات بحوالي 220 مليونا أضافتها إلى الأرباح المبقاة، عموماً الشركة جيدة ربما تواجه بعض الانخفاض في الإيجارات مع سعودة الاثني عشر قطاعاً في النصف الثاني من هذا العام.

شركة طيبة

بالرغم من زيادة أعداد الزائرين خلال السنة الماضية، إلا أن أرباح الشركة تواصل الانخفاض منذ 4 أعوام حيث حققت أعلى أرباح في العام 2014 بحوالي 1.2 مليار ريال، الشركة تحتاج إلى إعادة استراتيجيتها المستقبلية ومواكبة التغيرات وشدة المنافسة وتحتاج أيضا إلى تطوير وحداتها السكنية والاستفادة من الموقع المميز لأبراجها.

التعمير

بالرغم من تخلص الشركة من الأراضي البيضاء التي قد تسبب لها زيادة في المصاريف نتيجة الرسوم ومشاركتها للصندوق العقاري بكامل حصتها في الأرض الواقعة شمال شرق مدينة الرياض مع شركة الإنماء للاستثمار، إلا أن الأرباح تراجعت وأعتقد أنها سوف تواصل التراجع خلال السنوات القادمة في ظل تراجع قيم الإيجارات مع توطين بعض قطاعات التجزئة.

دار الأركان

الشركة لديها رأس مال كبير وأرباح مبقاة تتجاوز 6 مليارات ريال ومع ذلك كانت نتائجها خلال السنوات الماضية مخيبة للآمال، بدأت أرباح الشركة تتعافى خلال العام المنصرم بعد أن شرعت بالتعاون مع أحد المصارف في بيع عقارات مطورة للأفراد، ولكنها بحاجة إلى مزيد من السرعة في إنجاز المشروعات المخطط لها والتخلص من المديونيات التي تستنزف إيراداتها والشروع في توزيع أرباح على المساهمين الذين حرموا من التوزيعات لأكثر من 7 سنوات.

شركة البحر الأحمر

تعمل الشركة في تصنيع البيوت الجاهزة والدهانات لأول مرة تخسر الشركة هذا العام نتيجة تكاليف واحتياطيات لضرائب محتملة في الخارج وهذه التكاليف غير متكررة، وهذا يعني أنها قد تعود للربحية اعتباراً من هذا العام وتحتاج إلى تغيير جوهري في سياساتها التسويقية والدخول في مجال إنشاء المجمعات السكنية المنخفضة التكلفة.

 

 

 

نقلا عن الرياض