من الممكن القول إن نظام مكافحة الغش التجاري السعودي رغم أنه يعد قديما نسبيا مقارنة بالمستجدات التي حدثت بعد صدوره، إلا أنه أحد الأنظمة المفصلية والأساسية لحماية المستهلك، الذي يمكن من خلاله تفعيل دور ومفهوم المستهلك بشكل أكبر.
واحد من أهم المبادئ التي يقوم عليها نظام مكافحة الغش التجاري هو التحريم والسعي نحو مكافحة الخداع للمستهلكين أو الجمهور بشكل عام، ما يؤثر في حرية اختيارهم للسلع والخدمات. إن من أهم المبادئ التي تقوم عليها قوانين مكافحة الغش التجاري أو المستهلك بشكل عام، أن يتاح للمستهلك حرية اختيار المنتج والسلعة أو الخدمة بناء على معلومات ومعطيات صحيحة فيقرر بنفسه واختياره إذا كان يرغب في هذه السلعة التي تحمل المواصفات المذكورة بغض النظر عن جودتها أو مناسبتها له، لكن في المحصلة الأخيرة المستهلك هو من يقرر أن يشتري هذا المنتج أو لا بكل حرية وبناء على معلومات صحيحة ومتوافرة له. وكون كثير من المستهلكين لا يقرؤون المعلومات عن المنتجات (على فرض صحتها) فهي ليست من شأن البائع ولا غيره، وإنما هو قرار للمستهلك وحقه إن شاء أخذ به أو تركه.
لذلك سعى نظام مكافحة الغش التجاري على أن يمنع الخداع في المنتجات الذي يمس ذاتية المنتج ومصدره وقدره من ناحية الكمية؛ هذه العناصر الثلاثة حرص المنظم على أن يلتزم التجار بالدقة فيها وتقديم المعلومات الصحيحة الكافية للجمهور، حيث لا ينتج عنها شراء للمنتجات بناء على خداع في مثل هذه المعلومات الأساسية. ثم جاءت اللائحة لتتوسع في معنى الخداع لتشتمل على الوصف والتسويق والعرض بمعلومات غير صحيحة أو مضللة أو خادعة يجعلها تخالف حقيقة المنتج.
يسعى كثير من الشركات أو المؤسسات لتسويق منتجاتها وهذا أمر مهم وأساسي للأعمال التجارية وترصد له ميزانيات كبيرة، وتسعى كذلك للابتكار في التسويق وفي عرض منتجاتها وهذا أمر مشروع، لكن ينتفي هذا الحق المشروع إذا كان يشتمل على خداع في الإعلان، وبالتالي سيكون هذا الخداع على حساب المستهلكين الذين جاء هذا النظام في جوهره ليكفل ويحمي مثل هذا الحق الأساسي. إن نظام مكافحة الغش التجاري من حيث المبدأ يفترض فيه أن يتوافق كذلك مع مبدأ المنافسة بحيث السوق والمنتج هما الميدان الذي من خلاله ينبغي على الشركات والمؤسسات أن تتنافس فيه من خلال عرض منتجاتها وخدماتها للجمهور والسوق بنفسها ستحدد مسار المنتجات والخدمات بناء على العرض والطلب.
نقلا عن الاقتصادية