تعتبر حماية المستهلك من الأسباب الرئيسية في إستقرار الأمن الإقتصادي وتعمل على تعزيز فاعلية تدوير الأموال بالشكل المؤثر، التي على الأغلب تظهر نتائجها في وقت متأخر، لذلك تعد هذه الحماية مسؤولية مشتركة تحتاج لعمل كبير وتوعية قوية، فليس للجهات الرقابية دور سحري من خلاله تطبق السيطرة على الأسواق ولكن الدور الأكثر أهمية وفاعلية يقع على عاتق المستهلك، الذي يعاني من نقص كبير في التوجيه والإرشاد، الأمر الذي يطابق بمضمونه مقولة (الوقاية خير من العلاج).
أعرف حقوقك
ربما يجهل مانسبته 90% من المستهلكين حقوقهم التي ضمنتها لهم الجهات المشرعة والرقابية، فعلى سبيل المثال المكافآت التي تصرف للمُبلغ عن حالة غش أو تزوير وغيرها والتي بدورها وضعت لتشجيع ملاحظة المخالفات، كذلك من الحقوق أيضاً طرق التبديل والإرجاع ومدتها وماهي الأصناف المشمولة والمستثناة، وأيضاً من الحقوق والتي تعتبر مهمة للغاية هي ضمان أفضل سعر وربما لا توجد آلية واضحة لتحديدها وهي تحتاج لرقابة وبورصة شاملة غير تقليدية تتابع من خلالها مؤشرات أسعار السلع الأكثر رواجاً، كذلك الضمان على السلع المكفولة وما يشمله وماهو غير مغطى والمدد وغيرها، والحقوق كثيرة لم يتم صياغتها وتطبيقها إلا لضمان حقوق الأطراف جميعاً، ولكن تحتاج لنشر وتفعيل والأهم الإطلاع لتضييق الخناق على الإنفلات في قطاع التجزئة على أقل الأحوال.
الوعي الإستهلاكي
مسؤولية المستهلك كبيرة وهندسة الإنفاق والنظرة بعيدة المدى في هذا الجانب لها أثر إيجابي بالغ الأهمية على إقتصاد الأفراد والأسر حتى على الناحية الصحية أيضاً، فالنظر في تاريخ الصلاحية مثلاً في السلع الغذائية ليس وحده كافياً فربما ضرر بعض المواد الملونة والحافظة وغيرها أكثر خطورة من تاريخ الإنتاج والصلاحية، كذلك التروي قليلاً قبل إتخاذ القرار للتعرف أكثر على متوسطات الأسعار والجودة لما لها من أدوار جيدة في تقليل الإنفاق ويرافق هذه الممارسات متعة تنمو طردياً مع الوعي الإستهلاكي وفنون المفاضلة، وينبغي مراقبة السلوك الإستهلاكي السلبي حتى لا يصبح جزءاً من الحياة اليومية وطريقة تفكير مقبولة.
إحذر الإعلانات
لا شك أن الإعلانات ركيزة مهمة في إستنزاف ميزانية المستهلك وتوجيهه نحو الشراء وتوليد ثقافة الحاجة الخفية بداخله لو سلمنا بالجودة مثلاً، ولكن الأخطر منها الأن هو الإعلان بإسلوب التخفيضات المحددة بمدة زمنية التي تمنح شعور للمستهلك بضرورة الإسراع لشراء المنتجات بغض النظر عن سعرها قبل التخفيض ولكن بمجرد أن هناك تخفيض محدد المدة، ولهذا النوع من الإعلانات قدرة كبيرة على إستقطاب العملاء الذين سيشترون مع الغير ضروري أشياء أخرى ليست ضمن العروض أيضاً، والدليل على هذه الخدع الإعلانية هو أن لا نهاية للتخفيضات أي بمعنى أوضح أن هذه العروض لا تخضع لموسم أو لحالة خاصة بالمتجر أو المنتج.
لماذا الأن ؟
الأن تحديداً تمر معظم الإقتصادات بحالة ركود أو تغير في تشكيل الوضع الإقتصادي وخصوصاً في منطقة الخليج، وهذه الحالات ربما تصنع تضخم سلبي يؤثر بدوره على القوة الشرائية ويضعفها بشكل ملحوظ وقد يذهب من لم يلجأ لتخفيض أسعاره إلى ممارسة الغش والتزوير أو التلاعب بالأوزان والتركيب وهي أمور بالغة الخطورة خصوصاً في قطاع التجزئة الذي يعاني من سلبيات كثيرة أهمها التستر التجاري، والأن أيضاً ربما ليس الوقت الأنسب للشراء أو هو الوقت المناسب ربما لعدم إستقرار أغلب الإقتصاديات التي ينتج بسببها فرص لاتتكرر، يخضع كل ذلك لنوع المنتج أو التوقيت بحسب الحالة الإقتصادية العامة، والأن مع تغيرات كثيرة في التسعيرات وإقرار بعض الضرائب يحتاج المستهلك لوضع أولويات وقياس مدى القدرة على تحمل التكاليف التي كانت سابقاً مقبولة نوعاً ما.
في النهاية المستهلك هو أهم رقيب على الأسواق والأجدر بأن يكون ملماً بأهم نواحي الثقافة الإستهلاكية بشكل عام وهو الشريك الفعال مع الجهات المسؤولة لمساعدتها على تبني بيئة خلاقة للممارسات الإستهلاكية، وهو أيضاً أصدق المراقبين على سلوكه وطريقة تفكيره، ومن ذلك بما أن المواطن رجل الأمن الاول أيضاً المستهلك رجل الإقتصاد الأول وجميعهم مسؤولين.
خاص_الفابيتا
الوقت مناسب جدا للشراء وخصوصا للسلع الضرورية و المعمرة قبل تطبيق الضرائب و رفع الجمارك عليها مثل شراء منزل أو سيارة او تأثيث بيت وصيانته .. إلخ