نقد " الرؤية "

11/02/2018 0
فواز حمد الفواز

الأفكار ملقاه على الطريق الأسلوب هو الرجل 

                                                        الجاحظ

أخذت الرؤية طابع اقتصادي لأسباب موضوعية ولكن المملكة تواجه تحدي تنموي اشمل من الصعوبات الاقتصادية ناهيك عن المالية التي تشد اهتمام الغالبية . اغلب النقد ياتي من منظار مالي وقليل من منظار اقتصادي والاقل حتى  من منظار تنموي. لذلك من المتوقع ان يكون اغلب النقد مرتكز على النواحي التوزيعية .

الطابع التوزيعي لازال كاسحا ولذلك فان اغلب ما يبدو انه نقد ياتي من هذا المنظار ولكنه في الحقيقة اقرب للتشكي لمن تعود على نمط توزيعي وهذا ياتي من الافراد وبعض رجال الاعمال التجاريين ( الذي يخلط بين دور رجل الاعمال المبادر والقادر على الإبداع وخلق الفرص والتاجر الذي يستورد بضاعه من الخارج او الذي يتستر على وافدين )، فهؤلاء شركاء في المرتكز التوزيعي. فهو لايفرق بين جمع المال وبين خلق القيمه المظافة. وهذا الاخير يجد اقتصاديين لا يفرقون بين الهيكلي و الدوري من ناحية او بين التحديات التنموية والاقتصادية  من ناحية اخرى.

في نظري احد عوائق التنمية الحقيقية ضعف الثقافة النقدية ولعل كاتب هذه السطور لم يسلم من هذا النقد . للجانب الاجتماعي دور تراكمي ايجابي في التحول ولكنه أيضاً مصدر اخر للتضجر لانه اقرب الى ممارسات الناس وبالتالي لابد ان يكون مصدر اخر لقلق البعض على ما تعود عليه، فطبيعة الانسان انه يخشى التغيير .    

يجمع المختصين في التنمية والتحديث العميق على القليل ولكن هناك عدة عناصر تلاقي إجماع بينهم. منها اليه الدائرة الخيرة والشريرة - فالنجاح يجر لمزيدا من النجاح وكذلك الفشل. ومنها ان مواجه التحديات التنموية لا يمكن ان تكون دقيقة ورتيبة في الحجم والوقت والتأثير  وانما من خلال اختراق هنا واختراق هناك عسى ان نجد ما يجمعهم تدريجيا. ومنها المرونه الذهنية لدى القيادات الادارية في التجريب والتعلم من النجاح والفشل، ومنها كما ذكر وليم هيق السياسي البريطاني في ندوه " ماسك " في الرياض الاسبوع الماضي من الحاجة لمشاركة اكبر عدد من الفيئات  المجتمعية إذ ان تخلف البعض يعوق البرامج ويسبب مشاكل مستقبلية. 

الكثير من التشكي  نابع من منظار توزيعي يبحث عن نصيب حقيقي او افتراضي وكانه نقد وهذا إسقاط ثقافي لايخدم التنمية او الاقتصاد او الرؤية. البعض سوف يقول ان هذه ملاحظة " طبقية " وهذا مفهوم ولكنه لايخدم احد ركائز التنمية المؤسساتية - المنافسة لإبراز الافضل فينا دون إغفال حق الاقل قدره، تكافؤ الفرص يكفل الفرصة للمجتهد. ولكن المنافسة ليست ماده لأغلب النقد او حتى جزء مهم  منه، فبدون منافسة داخلية جادة لن يكون هناك قدرة على منافسة خارجية. الجميع يطالب بنقد بنأ ولكن في نظري النقد البنأ لا يخرج عن محيط العناصر المذكوره أعلاه. التساؤل الموضوعي لابد ان يكون عن مدى قبولنا مجتمعيا لنتائج فرز المنافسة لاعادة الاصطفاف التوظيفي ( لا اقصد الوظيفي ولو انه جزء منه ).

فالناقد الذي لايعطي نفسه فرصه لمعرفة السياق والحقائق والربط بينهما اقرب الى من يبحث عن مفتاح مفقود عند عمود الكهرباء وليس حيث فقد المفتاح. يذكر الكاتب الامريكي المرموق والتر رسل ميد ان ذهب يستجدي نصيحه كيسنجر عندما أسندت له جريده الوول  ستريت جور نال  كتابة عمود مهم عن العلاقات الدوليه ان كيسنجر نصحة بالتركيز على "  Context " - السياق  حين كان يتوقع سرد طويل واذ به كلمه واحده، ولذلك لابد للنقد ان ينطلق من السياق المناسب  وتقدير الحالة التاريخية والاجتماعية. يسجل  لسمو ولي العهد ذكره للحاجة للنقد واعتقد هناك ايضا حاجه ماسه  لسماع المتشكي ولكن لابد من التفريق بينهما واخيرا هناك حاجه لتطوير النقد وخاصه تفهم السياق والحالة المجتمعية .

خاص_الفابيتا