الذهب عيار 14.. إلى متى يستمر المنع؟

08/02/2018 4
عبدالعزيز شمس الدين

حددت اللائحة التنفيذية لنظام المعادن الثمينة والأحجار الكريمة الصادرة عن وزارة التجارة عام 1406هـ، العيارات النظامية للذهب المسموح ببيعها في الأسواق المحلية. فعرّفت المشغولات الذهبية بأنها: "كل قطعة معدنية مشغولة تحتوي على الأقل 18 قيراطاً من الذهب النقي (750 في الألف)"، واعتبرت أي أصناف مشغولة تحتوي على نسب أقل من ذلك بأنها "مشغولات ذات عيار متدن"، حاظرة عرضه أو بيعه أو حيازته بقصد البيع.

وإيضاحاً للقارئ الكريم فإن عيارات الذهب تقيس نسب الذهب في المنتج، فالذهب عيار 21 يعني أن 87.5% منه ذهب والباقي معادن أخرى، والذهب عيار 18 يعني أن 75% منه ذهب، والذهب عيار 14 يعني أن 58.3% منه ذهب وهكذا. وتكمن أهمية المعادن الأخرى المصاحبة للذهب في أنها تعطي الصلابة واللون للمنتج، فكلما انخفض العيار زادت صلابة المنتج وتحمله للاستخدام. لذلك يصعب أن نجد خاتماً مصنوعاً من الذهب عيار 24؛ لأنه معدن ناعم وقابل للانحناء والكسر بسهولة.

وبسبب ارتفاع سعر الذهب، ولسهولة تلف العيارات العالية، وتوفيراً لأموال المستهلكين؛ تم اللجوء لعيار 14، والذي يكثر انتشاره في الولايات المتحدة الأمريكية وأغلب الدول الأوروبية، كما يُسمح بتجارته في ثلاث دول خليجية. وقد شاع استخدامه مؤخراً في السوق السعودية - رغم منع تداوله - بسبب الإقبال على التسوق الإلكتروني الذي قارب بين أسواق العالم، فأصبح ما يُباع في المكسيك غرباً أو نيوزيلندا شرقاً، يمكنك شراؤه في بلدك بعدة نقرات على جوالك. إضافة لذلك فإن الابتعاث وانتشار الطلبة السعوديين في مختلف بلدان العالم، جعلهم يقتنون الذهب عيار 14 لمناسباتهم وأفراحهم دون اعتبار لمنعه، ولا ننسى بالطبع مئات الآلاف من السائحين السعوديين سنوياً.

ولتميز الذهب عيار 14 بصلابته وتحمله للخدوش وقلة الحاجة لصيانته، ولكونه متداولاً عالمياً ومقبولاً اجتماعياً، فقد اعتمدت المراسم الملكية في اللائحة التنفيذية لنظام الأوسمة السعودية الصادر عام 1436هـ صناعة سلاسل "قلادة بدر الكُبرى" و"قلادة الملك عبدالعزيز" منه، و "هما أرفع الأوسمة السعودية درجة في التكريم ولا تمنحان إلا تكريماً للملوك ورؤساء الدول" كما نصت اللائحة، فإذا كانت أرفع الهدايا الملكية السعودية تُصنع منه، فلماذا الإصرار من وزارة التجارة على منعه واعتباره عياراً متدنياً؟!

أعتقد أنّ السماح بتجارة وصناعة الذهب بعيار 14، سيوسع استخدام الذهب والمجوهرات لدى فئات من المجتمع قد لا تقدر اليوم على اقتنائه بسبب ارتفاع سعره. كما أن تصاميمه أكثر حداثة وتطوراً من العيارات الأعلى، لكون أغلب إنتاجه يتم في أمريكا وأوروبا. كما سيحفظ حقوق أولئك الذين قد اقتنوه من قبل ويرغبون في بيعه، إذ أنهم يُبخسون، حالياً كون ما يملكون هو ذهب بعيار متدن.

خاص_الفابيتا