روحٌ سعودية جديدة ولدت يوم أستلم الملك سلمان الحكم وثلاثة أعوام مرت استعادت فيها الدولة زمام المبادرة في كل الجوانب فدب النشاط في أركان الحياة السعودية وتأثرت المنطقة والعالم بذلك التغيير إلا أن العام 2017 كان مختلفاً وتاريخياً على السعوديين وسيذكر التاريخ احداثه التي شكلت وتشكل مستقبل السعوديين الاقتصادي والسياسي والثقافي.
بدأت ابرز الأحداث في الربع الثاني من عام 2017 حيث تم تسمية الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد فظهرت بصمتة سريعاً على خطط الإصلاح والتنمية وتكللت جهوده على الجانب السياسي بعقد أول قمة عربية اسلامية امريكية في ال 20 من شهر مايو بالرياض بحضور الرئيس الامريكي و 55 رئيس وزعيم دولة حيث شكلت القمة توجهاً عالمياً موحداً لعزل ومعاقبة جمهورية الشر الإيرانية كما أسست لإجراءات مقاطعة قطر بسبب سياسة حكومتها الداعمة للإرهاب والتي اعلنت في شهر يونيو. وفي نفس العام توج دعم السعودية للجهود الدولية لمحاربة الارهاب إعلان القضاء على تنظيم داعش في العراق وسوريا.
على الجانب الاقتصادي والتنموي شهد العام 2017 إعلان مشاريع عملاقة كان أبرزها مشروع «مدينة نيوم» في الشمال الغربي للسعودية ومشروع «تطوير البحر الأحمر» ومشروع «تطوير الأماكن التاريخية في محافظة العلا» والتي كشف عنها النقاب أثناء مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» الذي عقد في الرياض في اكتوبر. كما أعلن في نفس العام عن انشاء «الهيئة العامة لتطوير الصناعات العسكرية» التي تهدف لتوطين الصناعات العسكرية تطبيقاً لرؤية المملكة 2030 في زيادة المحتوى المحلي. كما تم لأول مرة البدء بأعمال مشروع «توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية» في سكاكا في شمال المملكة. وفي بداية شهر ديسمبر أقر مجلس الوزراء أكبر ميزانية في تاريخ المملكة بإنفاق قياسي وصل 978 مليار ريال.
محلياً ترجمت أحداث العام 2017 ما تعهد به الامير محمد بن سلمان بمحاسبة كل من يثبت تورطه الفساد فتم في 4 نوفمبر إعلان تشكيل «لجنة عليا لمكافحة الفساد» والتي اتخذت فوراً مجموعة هامة من القرارات في قضايا فساد لمحاسبة مسؤولين ومسؤولين سابقين وأمراء. كما استمرت الحكومة بنهج التغيير الهيكلي من خلال قرارات أهمها إعلان السماح بقيادة المرأة للسيارة والتصريح بنشاط دور السينما كنشاط تجاري في السعودية وعودة المسرح والمهرجانات الفنية والثقافية الى الساحة السعودية وهو ما أقر في الربع الاخير من العام.
رياضياً استطاعت هيئة الرياضة وبشكل سريع وبقرارات قوية ضبط فوضى التعصب والتحيز في الإعلام الرياضي واستطاعت هيئة الرياضة استعادة هيبتها ودورها وتكللت الجهود بتأهل المنتخب السعودي لكأس العالم بعد طول انتظار وعقد بطولة العالم للشطرنج في السعودية.
2017 بوابةٌ واسعة لمرحلة جديدة من تاريخ المملكة العربية السعودية وفترة لها ما بعدها نحو سعودية رابعة ستفرض واقع ومستقبل مختلف سيكون له تأثير بارز على المنطقة والشرق الاوسط والعالم.
نقلا عن الرياض