هنالك رقم كبير لا يظهر في ميزانية الدولة مباشرة، مع أنه أهم الأرقام، ولإدراك أهميته وأنه هو الأساس، ضع ما شئت من الأصفار على اليسار دون رقم صحيح وستكون النتيجة مجرد أصفار.. الرقم الأول الذي يجعل الميزانية والتنمية والسعادة تأخذ معانيها الصحيحة وتؤتي ثمارها هو (الاستقرار والأمن) وهو ما تنعم به المملكة طوال تاريخها الذي عشناه منذ تأسيسها على يد بطل العروبة والإسلام الملك عبدالعزيز طيّب الله ثراه، مُنْجَز الاستقرار التام يُشبه الأكسجين الذي نتنفّسه ولا نُحِسّ بوجوده حتى نفقده لا قدر الله، عندها يبدأ الاختناق ولا تنفع كل الأموال، ويُشبه الصحة التي يتمتّع بها الإنسان ولا يشعر دوماً بوجودها الثمين حتى يفقدها فيعرف أنه لا شيء دونها..
ميزانية المملكة لسنة 2018 توسعية، وتركز على الإنفاق الاستثماري وتجنُّب الهدر، بعد توجيه ضربات قاضية للفساد جعلت كل من تسوّل له نفسه بأي نوع من الفساد المالي أو الإداري يُصاب بالارتعاد، وفي ظل وجود الرقم الصحيح وهو (الاستقرار الراسخ) الذي تنعم به المملكة حتى صارت مضرب الأمثال، تنساب أرقام الميزانية الكبيرة في شرايين الاقتصاد السعودي لتمنحه النمو والازدهار، ودوران المال في أنحاء الوطن، وبين مختلف المواطنين، كالدورة الدموية السليمة التي تصل لجميع أعضاء الجسد.. والمملكة - قيادةً وشعباً - جسد واحد متماسك، مستقر، آمن، داعم لاقتصاد العالم أيضاً بما يضخ من نفط هو مُحرك الصناعة والحضارة الحديثة..
إنّ هناك دولاً حولنا لديها النفط الوفير، والأنهار الجارية، والأراضي الخصبة، وسبقتنا في التعليم بقرون، ولكنها، حين فقدت الاستقرار والأمن، لم تنفعها الأموال ولا الأنهار، وعانت شعوبها من البؤس والخوف، وهجرها الكثير من أهلها حفاظاً على حياتهم تاركين منازلهم وأموالهم، في الوقت الذي يفد فيه الملايين من الأجانب إلى المملكة يجذبهم الأمن والاستقرار ودونهما لا قيمة للمال.
نقلا عن الرياض
العالم أجمع تقريبا ينعم بالأمن والإستقرار ماعدا بعض دول العالم الثالث والتى يكثر فيها الفساد والإستبداد.
دام عز وطننا وأمانه