المحتوى المحلي ليس مسرحية يا ارامكو

19/12/2017 3
م. عماد بن الرمال

انتهي الأسبوع الماضي مؤتمر"اكتفاء" الذي تنظمه شركة ارامكو ، ويعد الحدث الأكبر على مستوى تاريخ ارامكو في تنظيم المؤتمرات ،حسب تصريحات وزير الطاقة ورئيس مجلس إدارة ارامكو.

كنا ننتظر من قاطرة الصناعة لدينا (ارامكو) أن تعلن عن خططها ومشاريعها لرفع نسبة المحتوى المحلي كما ورد في برنامج التحول الوطني ٢٠٢٠ من ٣٥ % الى ٤٥% .

ولكن تفاجئنا بأن المؤتمرما كان الا منصة إعلامية لتصريحات مسؤولي ارامكو  بأنهم حققوا نسبة ٤٥% محتوى محلي .

هل هذا الانجاز حقيقي نصفق لارامكو عليه أم هي مسرحية يمارس كل ممثل دوره أمام الوطن والمواطن.

قيمة مشاريع ارامكو السنوية تزيد عن ٢٠٠ مليار ريال وفق أرقام رسمية ، و ٤٥% من قيمة تلك المشاريع تعادل ٩٠ مليار ريال من المفترض  إنتاجها من مصانعنا المحلية لارامكو فقط.

فهل ممكن يبقى لدينا بطالة بعد هذا الرقم .؟ أو مصانع خاوية؟ أو اقتصاد متضخم في السالب .؟

الأرقام الصادرة من هيئة الإحصاء العامة تقول أن البطالة حتى النصف الثاني من عام ٢٠١٧ زادت الى ١٢.٥% وعدد الوافدين زاد ٥٠٠ ألف وافد ليصبح عددهم ١٢.٨ مليون ، كذلك تقارير وزارة المالية توضح بأننا نمر في مرحلة تضخم سالب وركود اقتصادي 

فأي بلد يتحدثون عنها ارامكو ؟ 

ولنفترض أن هيئة الإحصاء ووزارة المالية وأكثر من مليون سعودي يبحث عن العمل جميعهم يكذبون وارامكو سيدة القصر المبني خلف الأسوار العالية هي الوحيدة الصادقة.

فأين تلك المشاريع التي أعلن عنها في عام ٢٠١٦ و٢٠١٧ تحتوي على محتوى محلي ٤٥% 

مشاريع الغاز ذهبت في أغلبها لكوريا ، ومشاريع الحفر ارامكو لا تملك صناعة مسمار فيها وصناعة التربينات الكهربائية لا نمتلك ورشة لإصلاح ريشة في تربينة وانجاز ارامكو هنا أنها حولت مسمى ورشة شركة G.E الى مسمى مصنع تربينات . 

أين المحتوى المحلي الذي عنه يتحدثون؟

ارامكو ليست لها تجربة طويلة في التعامل مع المجتمع مباشرة كان المفترض أن تتعلم من شركة الكهرباء كيف تتم الانجازات.

فشركة الكهرباء بعد ٤ أشهر فقط من إعلان هدف المحتوى المحلي أعلنت بدون مؤتمرات وتكاليف غير ضروية بأنها حققت هدف التحول الوطني ٤٥% محتوى محلي ولم تكتفي بهذا الرقم بل أنها زادت عليه الضعف لتصل ٧٠% تخيلوا ما مدى جرأة مسؤولي الشركات الحكومية على إطلاق التصريحات غير المسؤولة.

شركة الكهرباء التي أعطت خلال العام الماضي أهم الصناعات التي يمكن إنشاؤها محليا الى الخارج بالكامل كعقد صناعة العدادات الالكترونية ، وعقد الطاقة المتجددة .

وباعت ٣٠% من محطات الانتاج الى مستثمرين أجانب ضمنت لهم التشغيل الكامل  على حساب اخراج المحطات التابعة للدولة. 

ويقولون بكل جرأه أنهم حققوا  ٧٠% محتوى محلي.

بالتأكيد أن نوعية هؤلاء المسؤولين لم يقرأو المرحلة الحالية بشكل صحيح ، فرؤية الشفافية والحلم ومحاربة الفساد سوف تكشفهم بدليل أنكم الأن تقرأون مقالي ،هؤلاء المسؤولين وأن شغلوا مناصب مهمه تمثل اقتصاد الدولة لكن لا حصانة لهم بتزوير الحقائق واطلاق التصريحات المضللة. 

واخيرا

اتمنى تحديد جهة واحدة مستقلة لتقيم أداء القطاعات في تحقيق برنامج التحول الوطني واعلان نسبة نجاح كل هدف ومحاسبة المقصرين.