سؤال سهل وإن استلزم استعراض شروط صحية للتطبيق.. فمن حيث المبدأ يصعب رؤية اقتصاد ناجح من دون ضرائب حكومية، باعتبار الضريبة أداة توجيه وتصويب للخلل الاقتصادي، فاقتصاد من دون ضرائب مثل سيارة بدون مقود، فمهما نرصف الطرق فإنها ستحتاج لمقود وسائق ماهر يقودها، فالضريبة وسيلة المخطط لقيادة الاقتصاد في مسارات تحقق الهدف الاقتصادي بدون صدام، وأهل الاقتصاد مثل رجال المرور الذين يضعون الأنوار والحواجز والأرصفة والخوانق في المسارات، مع مراقبة حركة السير وتوجه الحركة بعيدًا عن الأرصفة وما يفاجئ السائق، فالاقتصادي رجل مرور يراعي جوانب تمنعه أن يكون كحاطب ليل، أو كمن يفقد المقود بسبب خلل، أو بسبب تجاهل جوانب فنية ينتج عنها صدم الرصيف باليمين والشمال أو توقف السير في الطريق.
الضرائب إذن وسيلة الاقتصاد لأداء أدوار وظيفية، كزيادة دخل الفرد وفق توجيه مُسبق، ضمن المعاني التي أشرت إليها أعلاه. وأُشير إلى أن معظم الدول بما فيها المملكة تتبنى الرأسمالية كجهاز اجتماعي للتبادل ولتحقيق التنمية الاقتصادية، ولو بتعديلات محددة. ومن طبيعة الجهاز الرأسمالي أنه يركز الثراء في أيدي شريحة اجتماعية ضيقة؛ ولهذا تستخدم الدول الضرائب لتصويب أي خلل أو تركيز سلبي، وليكون الدخل أقرب للتوزيع العادل للثروات الوطنية، وبما يحقق معدلات التنمية الاقتصادية المتوازنة داخل البلاد. كما تستخدم الضرائب لإعادة التوزيع في الثراء عبر ما يسمى (progressive taxation)، وفيه يتم فرض نسبة كبيرة من الضرائب على الثروة بأعلى الهرم، ليعاد ضخ ما أخذ من الأثرياء لزيادة دخل قاعدة الهرم. عبر دعم المبادرين والمبدعين العصاميين وبدعم التعليم النوعي ليحد من شريحة الفقراء والعاطلين. كما توجد ضريبة عكسها تسمى (regressive taxation) وفيها تؤخذ الضريبة من القاعدة بنسبة أكبر لضخها في الاقتصاد. وللنقاد رأي فيها بأنها تنقل الثراء إلى أعلى الهرم كما في ضريبة القيمة المضافة وأثرها في نقل الثراء.
وفي ظل انخفاض الدخل الريعي بالمملكة فإن الخيار الأنسب هو في توجيه الضريبة لرفع الإنتاجية وتحفيز الاستثمار في العقول المبدعة، وتوفير بيئة استثمارية جاذبة لرؤوس الأموال المحلية والأجنبية. كما يستلزم التركيز في قطاعات بعينها كالأعمال العصامية؛ لأنها ستوفر الوظائف، مع أبعاد الموارد من قطاعات لا تسهم في الاقتصاد بصورة كبيرة مثل العقار والأسهم. وفي كل حال فرض ضرائب لتوزيع الثراء يتطلب معايير لتعريف الأثرياء والثراء. حتى إذا ما طبقت الضرائب تنعكس زيادة في دخل الفرد وتحفيز النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المتوازنة.
نقلا عن المدينة
الغرض من وضع الضرائب والرسوم هو تشكيل دخل للحكومة التى لا دخل لها بغرض الإنفاق على مشاريعها وإلتزاماتها. بالنسبة لدول الخليج هناك دخل طبيعى هائل يأتى من ثرواتها الطبيعية كالبترول والغاز ورسوم الجمارك والخدمات وخلافها كلها تذهب لخزائن الدولة فهل هناك حاجة لإثقال كاهل المواطن بضرائب إضافية !! ؟