ما عادت تخدعنا نسبة السعودة

27/11/2017 7
م. عماد بن الرمال

تستغرب كيف الشركات الوطنية الكبرى لدينا وهي المصدر الرئيسي لتوليد الوظائف  تزداد بها نسب السعودة، في الوقت الذي تزداد نسبة البطالة بين المواطنيين ويزداد عدد الوافدين .

فالارقام التي اصدرتها الهيئة العامة للاحصاء للربع الثاني لعام ٢٠١٧ اظهرت زيادة بنسبة البطالة حيث وصلت الى ١٢.٨% اي ما يعادل اكثر من مليون مواطن يبحثون عن العمل في دولة توظف اكثر من ١٠ مليون وافد واعدادهم زادت عن عام ٢٠١٦ بقدر ٥٠٠ الف لتصل في الربع الثاني عام ٢٠١٧ الى ١٢.١٨ مليون.

اذا هل رؤساء الشركات الوطنيه يكذبون علينا في كل ظهور اعلامي وهم يتشدقون بزيادة نسبة السعودة حتى اصبحنا نسمع انها وصلت الى اكثر من ٩٠%.

 الحقيقة المرة بأن تسريح الموظف السعودي من خلال برامج ما يسمى بالشيك الذهبي واغلاق ابواب التوظيف خلال العامين المنصرمين ادى الى زيادة نسبة السعودة بالمقابل زاد اعتماد الشركات الوطنية على الاجنبي من خلال عقود الصيانة او التشغيل او الموضة الحالية ما يسمى التشغيل المستقل والتي لا تظهر بمؤشر السعودة. 

مما ادى الى زيادة البطالة ما بين المواطنين وزيادة الاعتماد على الاجنبي لدرجة ان السعوديون اصبحوا في مصانعنا وشركاتنا الوطنية مجرد موظف سنترال يقوم باستدعاء المقاول في وقت الصيانة  او في حالة وجود انحراف عن معايير التشغيل .

ادخال نسبة السعودة لتشمل عقود المقاولين وعقود المصنعين ستكشف لنا الارقام الحقيقة للسعودة .

ونعرف وقتها من الذي عمل من اجل ابناء الوطن ومن الذي عمل من اجل المحافظه على كرسيه.

لا يمكن لنا ان نتحول الى بلد صناعي ما دامت مصانعنا وشركاتنا تديرها عمالة وافدة .

متى نصحى من هذا الوهم الذي نعتقد بأن بناء المصانع وتقديم الدعم المالي سوف ينقلنا الى مصاف الدول الصناعية.

علينا ان نتخلى عن هذا الوهم كما تخلينا عن وهم ان نتحول الى بلد زراعي ونحن نعاني من شح بالمياه وقمنا بإيقاف زراعة القمح مقابل الاستيراد.

وكما اهدرنا مواردنا في دعم زراعة القمح كذلك علينا ان ندرك بأننا نهدر مواردنا ببناء مصانع وشركات تدار بعمالة وافدة.

لا احتاج الى عبقريه كي اثبت بأن استيراد 80% من مصانعنا التي تديرها عمالة وافدة سوف تكون ارخص لو استوردناها من الخارج .

توفير الوظائف للمواطنين والمحافظة عليها هي عامل الضغط الاقوى على جميع اجهزة الدولة ومخارج البحث والتعليم لكي ننتقل الى دولة صناعية .

سوف افرح واصفق لأي وزير صناعة يأتي ويقول مصانعنا التي لا يشغلها المواطن 100%  سوف تغلق بمهلة محددة.

وسوف لن اصفق ابدا لمن يأتي ويتخذ القرار الاسهل بصرف اموال الدولة لبناء صناعة تديرها ايدي وافدة.