انطلقت قمة المناخ ٢٣ في بون في ٦ من شهر نوفمبر الحالي ، والغموض يلف النتائج التي سوف يتم التوصل إليها مع انسحاب الدولة الأكبر تأثيرا في العالم امريكا من اتفاقية باريس للمناخ .
واتفاقية باريس للمناخ التي وقعتها أكثر من ١٩٧ دولة كانت المملكة أحد الدول التي وقعت على ذلك الاتفاق في عام ٢٠١٥ م يوصف بأنه اتفاق اللا اتفاق لأنه لا يوجد فيه أي بنود ملزمة وإنما دعوات لتخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة.
إذاً لماذا انسحبت امريكا؟
الانسحاب الامريكي من اتفاقية باريس للمناخ
الانسحاب الامريكي جاء ليقطع الطريق على الدول الاوربية والدول المستوردة للنفط من الدخول في نقاشات جادة لإلزام الدول بدفع ضريبة الكربون والتحول الى الطاقة المتجددة الذي تملك أوروبا حصة كبيرة في الأسواق بعد مرور ٥ سنوات على اتفاق باريس .
وهذا الانسحاب يأتي للمرة الثانية بعد ما كادت الدول المستوردة للنفط في مؤتمر المناخ كيوتو ١٩٩٧ أن تفرض ضريبة الكربون لولا الانسحاب الامريكي الذي أفشل تلك المساعي.
إذا كان هناك حرب مصالح ما بين الدول الموقعة على اتفاق باريس للمناخ، وهذا يطرح سؤال ما موقف المملكة من دفع ضريبة على استخراج النفط الخام من أجل التغير المناخي؟
قبل محاولة معرفة موقف المملكة الرسمي علينا أن نعرف ما هو التغير المناخي
التغير المناخي
يتفق الكل على أن التغير المناخي حقيقة حاصلة منذ أن خلق الله هذا الكون ، ولكن الخلاف من هو المسبب بذلك التغير ففريق يري أن البشر هو المسبب الوحيد للتغير المناخي عن طريق حرق الوقود الأحفوري ونشاطاته اليومية .
بينما يرى الطرف الأخر بأن التغير المناخي هو قدرة ربانية خارجة عن قدرة البشر كحركة الأرض وتكون البحار وانفصال القارات .
المثير للسخرية في هذا الموضوع أن كلا الفريقين يستند الى نفس التجربة العلمية ليثبت وجهة نظره.
فعلى سبيل المثال يقول الفريق الأول بأن العالم زادت حرارته ٨ درجات خلال المائة عام الماضية
بينما الفريق الأخر يثبت بأن تلك التجربة التي أجريت على مدى ١٠٠ عام أثبتت ثبات درجات حرارة الأرض بشكل مذهل .
فما بين ٢٨٠٠ مقياس حرارة وزع على الكرة الارضية بطريقة غير متساوية ( الجزيرة العربيه كانت خارج التجربة) وتطور أجهزة القياس ونسبة الخطأ الكبيرة في هذه التجربة فإن اختلاف ٨ كالفن يدل على ثبات درجات حرارة الأرض بشكل كبير.
وكلا الفريقين لم يستطع الوصول الى تحديد درجة الحرارة المثالية والتي يقاس عليها درجات الحرارة في الوقت الحاضر لنعرف أين نحن.
لذلك فإن جميع الشعارات التي أطلقت من الطرفين بالاحتباس الحراري أو بالمقابل عودة العصر الجليدي ما هي الا نظريات لم تثبت علميا .
ما موقفنا؟
التحليل المنطقي الذي استطيع أن أقرأه من موقعي كمتابع للطاقة في المملكة يقودني الى عدم الموافقة بفرض ضريبة كربون على السلعة الرئيسية للاقتصاد النفط .
وأنه لا يمكن أن نتنازل عن مقومات اقتصادنا من أجل فرضيات علمية واسمحوا لي بإستخدام كلمة غبية يريد أصحابها فرضها علينا كحقيقة لا تقبل النقاش أي بمعنى أخر كدين جديد نؤمن به دون الخوض بالأسباب.
لكن مع انتشار وجهة نظر مؤيدي الاحتباس الحراري في اعلامنا وبشكل لافت للنظر.
وإثارة الذعر بأرتفاع درجة حرارة الأرض نتيجة لحرق الوقود الأحفوري أو ما يسمى بالاحتباس الحراري بنشر أخبار لا تستند الى حقائق . وتخيلات مستقبليه متشائمة.
كذلك ما يقوم به مركز الملك عبدالله للبحوث البترولية من دعم الأبحاث المؤيدة للاحتباس الحراري ومن تأثير حرق البترول السيء على البيئة .
وما لمسته شخصيا عن تزايد الأتباع للفريق المؤيد لنظرية الاحتباس الحراري داخل المملكة دون أن يبحث ويتأكد عن المصادر التي استندوا عليها وبينهم أساتذه في جامعاتنا العلمية.
كذلك حضور وزير الطاقة مؤتمر المناخ (بون) بعد انسحاب امريكا منه. يجعلني في شك وحيرة.
فهل غيرنا موقفنا من التغير المناخي والضريبة على الكربون ؟
اتمنى من وزير الطاقة ووزير البيئة تحديد موقفنا من الاحتباس الحراري وجميع الشعارات المستخدمة للتغير المناخي .
فما حصل في جنوب الجزائر من نجاح لوبي الاحتباس الحراري من شيطنة الغاز الصخري حرم الاقتصاد الجزائري من ثورة اقتصادية قد تتحكم في سياسة الطاقة في أوربا من خلال استخراج وتصدير الغاز الصخري الجزائري.
ينبغي من الوزيرين عدم التهاون بما يحصل