لا يخالجني شك بوجود فرص كثيرة تطرح نفسها أمام الريال السعودي ليلعب دوره الإستراتيجي الحيوي سواء في تحقيق غايات رؤية 2030 ، أو في أن يصبح عملة احتياط دولي. كما لا يخالجني شك بأن تفعيل سياسات محددة سيكرس المملكة كقوة تصديرية إقليمية. وأضيف بأن أقدار السعودية أن تكون دولة مركزية في محيطها العربي وقائدة في محيطها الإسلامي.
العملات الحرة الاحتياطية العالمية كانت مثل الريال. وبفضل سياسات محددة انتقلت من المحلية إلى لعب أدوار محورية في اقتصاداتها ثم في اقتصادات عالمية. يؤكد هذا بروز عملات احتياطية جديدة من حين لآخر، أشار لها البروفسور رانديل ري كالدولار الأسترالي. إذ رغم أن الاقتصاد الأسترالي يعتبر صغيراً مقارنة باقتصادات العملات الكبرى، إلا أنه بفضل سياسات محددة ارتفع الطلب عليه مما حفز صناديق التقاعد الدولية مؤخراً بالتوجه لتنويع استثماراتها بضم الدولار الأسترالي لسلة عملاتها المعتمدة. هذه الخطوة عززت من مكانة أستراليا كقوة تصديرية. فما الذي يمنع الريال السعودي من أن يحقق ذلك، إذ إن الأمر يحتاج لتطبيق خطط يُفترض فيها تحقيق وثباتٍ اقتصاديةٍ تجعل المملكة ضمن القوى التصديرية أو أقلها كمصدِّر أساسي لأسواق عربية وإسلامية. وفي هذا المعنى يشير بروفسور رانديل ري ، بأن الدولة التي ترغب في أن تصبح ضمن الاحتياطي الدولي كما في حال الدولار الأمريكي، عليها أن تتصرف على نحو محدد كما تصرفت أمريكا في الأزمة المالية الأخيرة ، فقد كوَّن بنكها المركزي حوالي 29 تريليون دولار، سلّف أوربا 40% منها. ويحضرني أيضاً تصرف الصين التي لديها فرصة أن تكون قوة احتياط عالمي في هذا السياق ولكنها لا ترغب لأسباب رأتها. إذ رغم تأهلها تصرفت بما لا يتوقع في المدى المنظور أن يحل (الرنمينبي) محل الدولار. فهي تدرك أن الدولار نفسه لم يستطع إزاحة الإسترليني لفترة طويلة من الزمن. وأن الانضمام لنادي العملات الاحتياطية ليس من مهددات مكانة الدولار لأن الطلب عليه سيستمر لبعض الوقت.
ولهذا أمام المملكة فرص كبيرة لرفع الطلب على الريال، باعتماد سياسات من (ساما )، تبدأ بدعم اقتصاديات العالم الإسلامي التي تحتاج للريال للحج والعمرة أو للسياحة والتجارة البينية أو الخدمات. كما يمكن طرح الريال كعملة لصادرات الدول الإسلامية. أيضا يمكن تفعيل استراتيجيات تتضمن خيار تعويم الريال مع انتهاج سياسات محلية تحقق برنامج التوظيف الكامل. وبأن تصبح أغلبية الاستدانة العامة بالريال. هذا ما سيسمح بمرونة وجود عجز مستمر في الموازنة دون مخاوف إلا من التضخم . على أن فكرة اعتماد تحفيز الدول الإسلامية للجوء للريال في حال الأزمات أو الاستثمارات سيعزز من الطلب عليه. كما يمكن بيع بعض المشتقات والبتروكيماويات المصنعة محلياً والمصدرة للسوق العربية المشتركة بالريال وكذلك يمكن بيع فائض الطاقة المتجددة للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي عبر بنك التنمية الإسلامي. إن بيع الصادرات المحلية بالريال لا يعني إحداث أي خلل في اتفاقات ثنائية أو سياسات مالية أساسية بقدرما هو تفعيل لبعض الجوانب التي ستعزز قوة الريال وقوة المملكة التصديرية. فالمملكة قبلة دينية للمسلمين ويمكنها أن تصبح وجهتهم الاقتصادية وأن يصبح الريال عملتهم الاحتياطية.
وين انت عايش يا بن زقر؟؟ بتقول في الصحيفة و الا عند كامي و لوكس و هيد اند شولدرز.
مقال عميق ويحمل رؤية استرارتيجية نقدية بعيدة المدى. أرجو فعلا ان يؤخذ هذا المقال بعين الاعتبار ويدرس بطريقة مهنية محترفة من قبل المتخصصين والمسؤولين وأن يتم التطبيق العملي لمخرجاته. شكراً جزيلا لك أستاذ سعيد على الأطروحة المتميزة ونفع الله بها
يا اخي الصين صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم لم تنجح بقتناص اعتراف صندوق النقد بكون اليوان عمله احتياط دولى الى مؤخرا ف عن ماذا تتحدث انت و الكاتب سابقا كان هناك امال معقودة على العملة الخليجية الموحدة وما كان يدعم هذه الآمال القوة الكبيرة لمنضومة دول المجلس من ناحية إجمالي التصدير للغاز و النفط و الاحتياطي النقدي الذي يتجاوز الاحتياطي الصيني
انتهاج سياسات محلية تحقق برنامج التوظيف الكامل؟ ماذا يعني الكاتب بهذا الجزء...
يعطيك العافية آخي سعيد.. العملة الإسترالية ، عملة معومة مستقلة وتستطيع تغيير سياساتها النقدية بكل آريحية، و تاخذ قوتها من قوة اقتصاد نفسه ومن الطلب الدول على دولارهم لشراء سلعهم .. الريال كعملة مربوطة بالدولار ،فاقد لستقلاليته وبالتالي جزء كبير من سياساته النقدية..
أخي (المنبجس) صدقت، فعلا الريال فاقد لإستقلاليته وتابع للدولار ، والأولى للعالم الإسلامي أن يتمسك بالأصل (الدولار) ويترك الفرع (الريال). فعن ماذا يتكلم بن زقر ؟؟
الي فهمته من الموضع ان تعويم الريال يقصد به فك ارتباطه بالدولار وزير المالية صرح اكثر من مرة بانه لن يغير ارتباط الريال بالدولار وانه ليس مناسب لاقتصاد المملكة الغاء الارتباط بالدولار
مقال يحمل وجهة نظر رغائبية بيد انه اغفل وقائع اقتصادية حقيقية ففي المقارنة مع كل من استراليا والصين بالرغم من تحفظ الاخيرة الان الوضع بالنسبة للريال مختلف جذرياً. كل من استراليا والصين تقوم على اقتصادات متنوعة وقوية، فماهو اقتصادنا؟ ليس لدينا الا النفط منذ الخطة الخمسية الثانية والتوصيات تتلاحق بتنوع مصادر الدخل لكن للاسف اصبح التعكز على النفط و مشتقاته وتناسينا تنويع الاقتصاد. ثانياً الدولار الاسترالي او اليوان الصيني مدعومين بقاتصاديات قوية وغير مرتبطه باي عملات اخرى بمعنى انها عملات مستقلة. الريال مرتبط بالدولار ولن يستطيع الانفلات منه لان تسعير النفط و جميع الودائع واحتياطيات في الخارج بالدولار ولو تحرر الريال كم سيكون تاثيره على الودائع و الاحتياطيات. لهذا قبل ان نفكر في جعل الريال عملة متداولة لابد من تحريره و تنويع مصادر الدخل بالارتكاز على اقتصاد متنوع وليس ريعي او ضرائبي.!!
معقولة هذا الكلام! ريال وعملة دولية واحتياطي! الريال نفسة مرتبط بالدولار ولا يوجد سياسة نقدية منفصلة في قرارات الفائدة ولا تملك الدولة اي تنوع اقتصادي ولا صادرات غير النفط وحجم الاقتصاد اقل من ٧٠٠ مليار دولار مقارنة مع كيانات مثل أمريكا والاتحاد الاوروبي يقارب اقتصادهم ٢٠ تريليون دولار...لا يوجد اسواق دين ذات حجم وتنوع تستطيع ان تجتذب الفوائض...سوق الدين الامريكي ٤٠ ترليون دولار...اعذرني مقالة غير موفقة وكان يجب قبل ان تكتب ان تبحث اكثر في الموضوع