لو يقع عصيفير على خوصة هزعت وانهارت.. والعنوان مأثور شعبي عن الرجل الذي يجزع من أي شيء ولا يتحمل، (والتعبير فصيح)..
ورجل الأعمال والمال والأسهم بلا شجاعة لا يُساوي قُلامة ظفر، (فقوة الضلوع) من شروط النجاح في عالم المال والأعمال والأسهم بشرط أن يصحبها العقل والتمييز، فإنّ الفرق بين (قوة الضلوع) وبين الجنون شعرة.. ولكنها قوية كشعرة معاوية ..
(قويُّ الضلوع) الذي يُعانق بنجاحه النجوم، هو الذي يجمع معها العقل والتمييز، وحُسْن التدبير والتوقيت، يُقْدمُ وقتَ الإقدام، ويُحجم وقت الإحجام .. فحتى التراجع والبيع بخسارة - عن دراية بالمتغيّرات- يحتاج إلى شجاعة وعزم.. أما الضعيف الذي (ترقل ضلوعه) فإنه يتصف بالتردد والهيبة وقت الشراء والبيع معاً .. والسبب الغالب هو الجهل وعدم المعرفة بما هو مُقْدِمٌ عليه، فتجده يتردد ويتحسر ويُكثر استشارة من يعرف ومن يجهل فلا يزيده ذلك إلّا حيرة وحسرة..
ولا يعني ذلك أن (قوي الضلوع) بمنجاةٍ عن الفشل والخسائر، ولو كان ذا حكمة وتمييز، فإن المال تتصارع حوله أقوى العقول وأعتى الرجال، فدرب المقدام الواعي غير مفروش دائماً بالفُلّ والياسمين، بل قد يُفاجأ بعقارب وثعابين، وأسماك قرش تقص ماتُصادف نصفين، لكنّ رجلاً كهذا - ذا شجاعة ورأي- يحسب لذلك حساباً. وإن أخطأ الحساب فرأية الحصيف يحول بينه وبين وضع البيض في سلةٍ واحدة، أو تسليم رقبته للأسواق ، فالأسواق لا ترحم .. وقد يفشل مراراً فلا يزيده الفشل إلّا حكمة وقوة وبصيرة.. أما (الجاهل المقدام) فمصيره الإفلاس في الغالب العام حتى لو ضرب معه الخط مرة .. أو مرتين .. لأنه لا يملك صفات رجل المال المستدامة، وهي الشجاعة مع التمييز والحكمة والتنويع والرأي السديد ..
أما الذي (ضلوعه خوص) فمن الخير له أن يُبعد عن سوق الأسهم، ويكتفي بعوائد ثابتة شُبه مضمونة، فذلك أحفظ لماله وصحته، ويُجنّبه الخسائر والحسرات ولذعات الندم.
نقلا عن الرياض
مقال شيق أقرب الى الحكم الرائعة منه الى الوصف. أنصح بقراءة المقال والرجوع اليه كمرجع!
اذا كنت ذَا رأي فكن ذَا عزيمة - - فان فساد الرأي ان ترددا
تجاربنا مع السوق جعلتنا نخاف وماكنا كذا .. شكراً لك