ما إن تنشر صورة مسربة للتعريف بالراتب لوافد، إلا وتضج وسائل التواصل الاجتماعي غضبا وسخطا متسائلة لماذا لا توفر هذه الوظائف للمواطنين؟ انتشر مثل هذه الشهادات بالرواتب مؤخرا، وأتذكر منها هاشتاق «لبناني براتب 900 ألف» وطبعا هذا سنوي أي 75 ألفا شهريا، وهاشتاق «وافد براتب 36 ألف»، وقبلها «لبنانية في الخطوط السعودية» وأيضا «بريطانية» براتب 120 ألفا شهريا بوظيفة مدير للتخطيط الاستراتيجي بإحدى الهيئات الحكومية، وغيرها الكثير.
هذه الوظائف رواتبها عالية في جميع بلدان العالم بما فيها السعودية، وطبعا السعودية ليست الخيار الأول لهؤلاء ولكن شح الوظائف في البلدان الأخرى مع وجود كفاءات عالية في تلك البلدان، جعلهم يبحثون في الدول التي لا يوجد بها كفاءات عالية كافية لتغطية هذه الوظائف.
من أهم الأسباب الرئيسية التي تتسبب في شح الكوادر الوطنية لملء هذه الوظائف هي عدم توفر أكاديميات تقنية وفنية ومهنية لهذه الأعمال (مثلا استشاري محاسبة لنظام SAP ومختص في التخطيط الاستراتيجي)، وأيضا عدم رغبة القطاع الخاص في الاستثمار في الكادر السعودي بتدريبه، حيث إن هذا يتطلب وقتا طويلا لاكتساب الخبرة وإتقان هذه الأعمال، وأيضا من أهم الأسباب أن البديل الوافد جاهز.
يتخرج المهندس السعودي ويعمل بوظائف تكميلية نظرا لغياب مراكز التطوير، آن الأوان لأن نحصي هذه الوظائف (في الشركات والبنوك والوزارات) ونفتح الأكاديميات العلمية والعملية سواء مجانية أو بمقابل مادي، المهم تكون في نفس المدينة التي يعمل بها الشاب والشابة ولا تتطلب السفر والتفرغ والتكاليف العالية. أرى أن هذا هو السبب الحقيقي لوجود الوافد براتب عال.
يوجد في المملكة وظائف تخصصية كثيرة وذات رواتب عالية، وليس صعبا على شاب لديه خبرة 10 سنوات بعد التخرج بأن يحصل على راتب 45 ألفا شهريا، ولكن نحن (الشركات والقطاعات الحكومية المعنية بتطوير الكوادر) نفضل الجاهز (الأجنبي) ولا نستثمر بالسعودي.
الوظائف كثيرة ولكن كيف نملؤها؟ كيف نؤهل ونجهز السعودي لذلك؟ لدينا وافدون في أعمال إدارية وتكنولوجية برواتب عالية وعددهم كثير، هؤلاء اجتهدوا وركزوا على التأهيل المهني في أعمال التقنياتSAP, Microsoft Cisco, Oracle, EMC, ERP وغيرها الكثير، تجدهم في القطاع الخاص وتجدهم أيضا في الشركات المشغلة للقطاعات الحكومية والعسكرية.
كيف لنا أن نفترض وجود سعوديين بهذه الكفاءات دون وجود أكاديميات تخصصية لهذه التخصصات؟ كيف لنا أن نفترض وجود سعوديين بهذه الكفاءات دون وجود معامل ومراكز بحوث وتطوير لهذه الأعمال؟
هل نعي الفرق بين استهداف الربحية القصوى واستهداف تطوير الكوادر وتطوير الاقتصاد، ألم نعي خطورة فرض الموظف السعودي كشرط لبقاء المنشأة بالنطاق الأخضر؟ ألم نعي طرق التحايل بتوظيف السعوديين بالوظائف المتدنية والوظائف الإدارية (سكرتارية ورجل أمن وعلاقات عامة) بينما هم في الحقيقة مبرر للحصول على تأشيرات للوافد الذي يقوم بالعمل الحقيقي والعلمي والمتطور.
تطوير التعليم العام وتطوير التعليم العالي مفتاح للآفاق وتنويع للأعمال وانتشار لثقافة التطوير والازدهار. المملكة بحاجة لأكاديميات لتدريب وتطوير الشباب والشابات على التقنيات العالية، الحقيقة أنه مخجل أن نبتعث شابا ليتعلم قراءة القوائم المالية لدبي أو البحرين لأسبوعين، وهذه من أبسط الأعمال المتقدمة فكيف بالأكثر صعوبة؟
لدينا في المملكة مئات الآلاف من أجهزة تقنية المعلومات المتقدمة يقوم على تشغيلها وصيانتها الوافد، ولا يوجد لدينا معامل تدريب متقدمة كافية مثل simulation labs (معامل محاكاة)، هل نعي هذا التجاهل وتداعياته؟ الحديث ليس فقط على تقنية المعلومات، بل على جميع التخصصات التقنية والعلمية والهندسية والطبية والإدارية والمحاسبية والتسويقية.
نقلا عن صحيفة مكة
من اخطر الجمل في المقال ، :الجملة التالية: ألم نعي خطورة فرض الموظف السعودي كشرط لبقاء المنشأة بالنطاق الأخضر؟
أستاذ برجس ليست فقط الوظائف التخصصيه بل تقريبا شتى المجالات
مقال ثمين يصدر من إنسان وطنى غيور خبير.وزارة العمل تضيع وقتها فى شكليات من تقاسيم وألوان معظمها يتم الإلتفاف عليها بالحيل والخداع. وزارة العمل إلى الآن لم تستطع أن توضح لنا بصفة رسمية ماهى الوظائف التى يبحث عنها الشاب السعودى هل هى إدارية أم مهنية وحرفية. لو ركزوا على ماورد فى إقتراحك البناء الواعى لحققوا رسالتهم وخدموا المجتمع والوطن بصورة أفضل وذلك بدلا من مطارة المهنيين والحرفيين كالنجار والسباك والبناء والدهان والمبلط والترزى والحداد والغسال والحلاق وبقية المهن التى ثبت أنها مهن لايقبل بها السعودى حتى لو تدرب عليها فى معاهد التدريب المهنى التى أنشأتها الدولة قبل 60 عام وأختفى كل خريجها. لنكن واقعيون ياقوم !
مقال رائع . وفي الحقيقه ان الأجانب الذين على هذه المناصب كثرا منهم لا يملك المؤهلات المطلوبه وهذا الكلام من واقع ولاكن لديهم ميزة المخاطره والسبب لا لأنهم يحبون المخاطره ولاكن ليس لديهم بديل وكذلك هناك كونكت بين هؤلاء والسعودي المؤهل لا يحب المخاطره ويكتفي بوظيفة ارامكو او سابك لمجرد الأمان الوظيفي ومن ثم يقع تحت وطأت البيروقراطيه ويقضي عمره بدون اي تحديات ويستسلم لراتب الزهيد .
نقطه مهمه هل تعلم بان بعض الاجانب يتم توظيفه براتب مثلا مئة الف ريال على ان يكون نصيبه منها ٢٥٠٠٠ فقط والباقي يدفعه كاش او مشتريات لمن وظفه !! يعني غسيل رواتب !! وافضل من يقوم بهذه المهم هو الاجنبي يعني لا تصدق رواتبهم الصخمه دائما لانه لو حاول يلعب بذيله يكون خسران وهو يعلم انه لا يستحق هذا الراتب ولا حتى نصيبه المخصص له