مرحبا بالعصر النووي السعودي

20/09/2017 2
م. عماد بن الرمال

يتميز البرنامج النووي السعودي بأنه برنامج متكامل لا يقتصر فقط على بناء المفاعلات النووية لانتاج الطاقة الكهربائيه لكن يتعدى ذلك ليشمل " التنقيب عن اليورانيوم واستخراجه ومعالجته في دورة  الوقود النووي" كما صرح بذلك وزير الطاقه السعودي المهندس خالد الفالح.

هذا يعني أن المملكة عقدت العزم على الاستثمار في مخزوناتها العالية من اليورانيوم المتوفر فوق أراضيها والمقدر ب ٦٪‏ من الاحتياطيات العالميه للأنتاج الوقود النووي واستخدامه لانتاج الطاقة الكهربائية واستخدامات أخرى في مجال تحلية المياه وصناعة البتروكيماويات .

عنصر اليورانيوم-٢٣٥ يتوفر في الطبيعة بنسب ضئيلة جداً تصل الى 0.7%  أما باقي النسبة فهو اليورانيوم -٢٣٨ والمطلوب في عملية التخصيب هو رفع نسبة اليورانيوم-٢٣٥ الى نسبة ٣.٥٪‏  حتى يمكن استخدامه في المفاعلات النوووية لانتاج الطاقة الكهربائيه.( انتاج أسلحة نوويه يحتاج الى تخصيب يبدأ من ٢٠٪‏ الى ٩٠٪‏)

التقنية المنتشرة والمتوفرة عالمياً في مجال التخصيب هو استخدام أجهزة الطرد المركزي من خلال تغذية الجهاز بغاز ( سداسي فلوريد اليورانيوم ) ليتم بعد ذلك تجميع  الجزيئات الخفيفة من اليورانيوم -٢٣٥ على مراحل.

وعلى الرغم من الحديث عن وجود طريقة حديثة لتخصيب اليورانيوم باستخدام الليزر الا أن جميع تلك المعلومات لم تتعدى النشرات العلمية . 

المملكة بثقلها السياسي والمالي متوقع لها أن  تمتلك التقنية النووية بأسرع ما هو متوقع . وان تأخرت عن البدء بهذا المجال كثيراً.

مما يتيح لها الاستفادة من ثروة امتلاكها لمخزونات اليورانيوم التي وصفها سيدي ولي العهد بالنفط الثاني .

ويتضح من تمسك الدول التي تمتلك الطاقة النوويه وتقع في منطقة زلازل كاليابان والتي تعرضت لأكثر من حادث نووي مريع تمسكها بهذه الطاقة وإعادة استخدامها بعد ايقافها فترات مدى الجدوى الاقتصادية من تلك التقنية.

فالمحطات  النووية على رغم من ارتفاع تكلفة البناء الا أنها طاقة الأجيال القادمة فعمرها الافتراضي يزيد عن محطات الطاقة التقليدي بأربع مرات مما يبرر ارتفاع تكلفتها المبدئية.

امتلاك التقنية النووية يتطلب الاعتماد الاكبر على القدرات الوطنية وتطويرها ، وهذا يتطلب من وجهة نظري ابعاد فكر ارامكو عن هذا المشروع والذي اثبت من خلال مشاريع الطاقة المتجددة اعتمادها الكلي على الانفاق المالي لشراء التقنيات من خارج المملكة .وهذا لا يتناسب مع التوجهات بأمتلاك تقنيات البرنامج النووي محلية.

ولعل التجربة الاماراتيه ببناء ٤ مفاعلات نووية عملاقة سوف توفر لدولة الامارات ٢٠٪‏  من احتياجها الطاقة الكهربائية تبدو ملهمة ولكن ما يلهمني أكثر في التجربة الاماراتيه هو أن من يقوم ببنائها هي شركة كافكو الكورية هذه الشركة الحكومية التي كانت تشكل عبء على الحكومة الكورية نتيجة لترهلها المالي والاداري استطاعت الحكومة الكورية إعادة هيكلة الشركة .

لنراها اليوم تنفذ مشروع ضخم في الطاقة النووية يعتبر التجربة الاولى لها بهذا المجال.

فما الذي يمنع أن نبني محطاتنا النووية بإنفسنا وبشراكة عالمية وتكون تجربتنا الاولى بإيدي وطنية.

 

خاص_الفابيتا