في الحديث عن مهام إدارة الموارد البشرية ودورها الفاعل ضمن المنشأة وخاصة في توضيح ما لها من تأثير، فإننا نتحدث عن أكثر من مهمة حيوية لابد أن تقدم بشكل واضح ومناسب لتطلعات المنشأة ومنسوبيها ضمن إطار عادل ومنصف لكلا الطرفين، وعلى رأس تلك المهام تحقيق الموازنة الصعبة للأسف بين حقوق وواجبات الموظف والتي تكون بشكل غير واقعي في كثير من المنشآت لغلبة الشخصنة وغياب الوعي بأهمية الإدارة.
إلى زمن قريب كانت الموارد البشرية موجودة بمسميات اخرى كشئون الموظفين مثلا وكان صميم عملها يتلخص في مراقبة الموظف ومحاسبته في تسخير كامل له لمصالح المنشأة مع تهميش ما له من حقوق إلى أن تغيرت هذه النظرة بتوفر الكادر المؤهل والمطلع والذي أصبح يعامل الموظف كاستثمار فعلي وطرف أساسي يكمل معادلة النجاح لأي عمل حسب صحة اختياره، ومنها أصبح الأمر من تطبيق واجبات فقط إلى تطبيق واجبات وضمان حقوق في تعريف أكثر إنسانية ومهنية.
تغير مصطلحات الإدارة بحد ذاتها هو أمر لا يستهان به في قراءة مفهوم الإدارة ككل، مثال ذلك ما يختص بالاستقطاب والتوظيف، فيأتي استقطاب المواهب عوضا عنه وما كان على نفس المسار.
ومما سبق تأتي معايير جديدة للقياس والمحافظة على بقاء الموظف الجيد والكفء ضمن تطبيق معايير محترفة وفعلية للموارد البشرية خاصة في ظل وجود مقاييس عالمية تطبق وتحدد ممارساتها لتكون على قدر عالٍ من الاحترافية وليست مجرد مجموعة من الاجتهادات تصيب أحيانا وتخطئ أحيانا اخرى.
أمر اخر يبين مدى حرفية الموارد البشرية فيما يخص غربلة وتمحيص الكوادر، وهذه تعتبر هي فرصة حقيقية للإدارة تمكنها من معرفة مواضع الخلل في نظام المنشأة الداخلي ككل عبر تحصيل ما كان مفقودا في مسألة التعيينات السابقة من جهة وأسباب التسرب الوظيفي من جهة اخرى، إضافة لذلك فإن قياس جودة المخرج النهائي ستكون سريعة لوضوح معايير القياس ودقة تطبيقها، وهذا ينعكس على أمور عدة منها على سبيل المثال لا الحصر بيئة العمل ومحيطه والسمعة العامة للمنشأة.
والأمر الأهم للموارد، هو أن تكون الملاذ الحقيقي للموظف الذي يبحث عن قرار عادل فيما قد يتعرض له من تجاوز إداري أو ظلم من رئيس مباشر، فيكون العنوان هو الحق للجميع ويؤخذ من الجميع، ومن هنا تأتي الموارد الفعالة والمحترفة في قدرتها على اتخاذ القرار المنصف ومواجهة الضغوط والبعد عن المجاملات في محيط العمل، ويبقى التقدير الاخر والمهم طبعا في معرفة ان التخلي عن موظف ما هو أمر قد لا يستغرق جهدا سوى المعاملات الورقية التي تأتي مرافقة لعملية الفصل لكن التحدي الحقيقي هو ابقاؤه في ظل سوق متغير وبشكل سريع.
نقلا عن اليوم