للمرة الأولى أشعر بخيبة أمل أني حوَّلت مؤسستي الفردية إلى شركة مساهمة متداولة .. ذلك أن المؤسسة الفردية تملك نفسها ومقدراتها وتصرفاتها .. ولا تحاسب إلا من صاحبها ومؤسسها ومالكها الوحيد الذي يقرر مصيرها ..
أما الشركات المساهمة فإنها تحت المسؤولية أمام مساهميها والجهات الرسمية التي تنظم علاقاتها .. ومعاييرها المحاسبية التي تفرضها الجهات الرقابية ..
وبالرغم من أن ذلك يؤدي إلى الانضباط الإداري والمسؤولية التي تنظمها هذه العلاقات الرسمية التي تضمن حقوق المساهمين وكفاءة الإدارة ومسؤولية الرئيس التنفيذي ومجلس إدارته ..
إلا أن معنوية الشركة المساهمة تقع على عاتق العاملين بها .. وأفكارها الإبداعية وتواجدها بين المنافسين الذين يرون نتائجها ويتعقبون مسارها .. وليس لغيرها من المؤسسات الفردية معلومة لتستند عليها .. وتعرف بها مدى تحقيقها لمستويات بيعية وربحية تتناسب وموظفيها وفروعها وإدارتها ..
إن المؤسسات الفردية قابلة للانتكاس .. ولكن دون ضوضاء أو أضواء تُلقى على عاتق مؤسسها الذي يجد له المجتمع تبريراً مقبولاً .. ويتعاطف معه خاصة عند وجود ظروف محيطة به أوقعته في إشكالية لا يستطيع معالجتها .. كالمرض أو الحوادث أو الاجتهاد غير الموفق أحياناً ..
لا يعلم الأسباب إلا الله ثم صاحب المؤسسة الذي يمكنه الاستدراك والنهوض من جديد .. أعرف التجربتين .. كمؤسسة فردية وكشركة مساهمة .. وآمنت أن لا شيء للأبد .. وأن لكل زمان دولة ورجالاً ..
الشيء الوحيد الذي يرهق المؤسسة الفردية هو عدم تمكنها من الوفاء بالتزاماتها وأعبائها المالية التي تؤرق صاحبها .. خاصة إذا كان ممن يتحلى بالقيم الأخلاقية الموروثة .. والالتزام والوفاء ..
أما الشركات المساهمة التي لا تحمل أعباء مالية ومديونيات .. فإن الشيء الذي يؤرقها هو نتائجها وتعظيم أرباحها .. ليستفيد منها مساهموها والحاملون لأسهمها .. خاصة أن هذا الموضوع لا يجد له المساهمون مبرراً مهما كانت الظروف ..ويكون الحكم على الشركة أن إدارتها غير قادرة على النهوض بأعمالها .. وغير مجدية بوجودها ..
وعندما تفرج الأمور ويتحسن الحال .. يكون عليها الرضا حتى السنة التي تليها .. فإن كانت النتائج غير مرضية فإن حمَلة أسهمها لا يتذكرون ماضيها وأرباحها وفروقات أسعار أسهمها ..
إن الشركة المساهمة وجدت لتبقى أجيالاً بعد أجيال .. لذا فإن انتكاساتها مؤقتة وقابلة للوقوف مرة أخرى والانطلاق إلى النجاح .. طالما أنها لا تحمل أعباء مالية من بنوك وخلافه .. ولديها استثمارات مفيدة لها في الآجال المقبلة .. تكون قد وضعتها في الأماكن الموفقة المدروسة ..
الشركة المساهمة لا تنتهي إلا بنهاية مأساوية تؤثر على سوق الأسهم ..وإداريوها قد عفى عليهم الزمن ولا مكان لهم .. فنهايتهم صنعتها أيديهم بالغفلة في حقوق المساهمين والتقصير والتخلي الأخلاقي ..
وقد تمرض ويكون علاجها في إدارة جديدة .. تصلح ما سبقها ولا تموت .. حتى بعد أن تمكث في العناية المركزة .. إلا في حالة عدم التوفيق فيمن يديرها .. وكأنها نادي الاتحاد.
امل من الادارة الفاشلة لمطاعم ومطابخ ريدان قراءة هذا المقال ومقالات فتيحى بصفة عامة حيث ان هؤلاء القوم مازالوا يعتقدون انهم يديرون شركة عائلية
مقال نابع من معاناة وخبرة طويلة وعميقة في فن التجارة واشكرك جزيل الشكر على هذا المقال الرائع هذه الرسالة موجهة الى كل مسؤول يمكلك شركة خاصة في سوق الأسهم اذا لم يكون للسهم شعبية مضاربية ملحوظة حينها من الصعب ان تنجح الشركة في اسواق المال واحد الحلول لهذه الشركات هو ان تضارب الشركة في اسهمها بأسلوب نظامي وشراء حقيقي لا يتعارض مع هيئة المال بطريقة غير مباشرة بشرط ان لا تتم المضاربة على الشركة الا اذا كانت الأرباح ضعيفة ويتم تعويض الفارق عن طريق المضاربة اللحظية