توقعات الطلب المتناقضة تعطل صعود الأسعار!

13/08/2017 0
د. فيصل الفايق

أسعار النفط في هبوط عند الإغلاق للأسبوع الثاني على التوالي، حيث هبط خام برنت هبوطا طفيفا الى 52.10 دولارا، وهبط خام نايمكس الى 48.82 دولارا.

هذا الهبوط غير مبرر ولا يعكس أساسيات السوق الذي وصلت اعادة التوازن فيه إلى مرحلة اللاعودة، ولكن تقرير وكالة الطاقة الدولية جاء ليعكس الاتجاه ويكبح الاتجاه الصعودي للأسعار بعد أن خفضت التوقعات للطلب على نفط أوپيك هذا العام وعام 2018 بنحو 400 ألف برميل يوميا، مشيرة ايضا الى شكوك بشأن التزام أوپيك بخفض الانتاج.

معلومات تقرير وكالة الطاقة الدولية لا تفيد المضاربين بشيء ولا أسواق النفط المادية التي تحتاج الى معلومات فورية عن أسواق النفط واقتصادات هوامش التكرير! هذا ولم نشهد تأثير انخفاض الدولار الى مستويات قياسية أمام سلة من العملات الرئيسية على أسعار النفط صعودا.

وبذلك تحاول وكالة الطاقة الدولية أن تعزز تباطؤ وتيرة استعادة توازن السوق، وهذا تجاهل كبير لأساسيات السوق القوية والمعنويات الايجابية المتجهة الى مزيد من الصعود، مدعومة بحالة الركود في عمليات الحفر وانتاج النفط الأميركي ومخزونات النفط الآخذة في الانخفاض، أسواق النفط لابد أن تكون مدعومة بهذه التحركات الداعمة لصعود الأسعار وليس العكس:

*تدفقات اقل من أهم مصدري نفط أوپيك الى اميركا (السعودية والعراق وفنزويلا)، حيث انخفضت مجمل صادراتهم بنحو 1.5 مليون برميل يوميا وهو أدنى مستوى في 18 شهرا.

*هذا الانخفاض في الواردات الأميركية صادفها تعويض جزئي من ارتفاع صادرات نيجيريا بمقدار 493 ألف برميل يوميا ليصل الى أعلى مستوى له منذ أربع سنوات وهو 586 ألف برميل يوميا.

*الانخفاض الكبير في مخزونات النفط والمنتجات الأميركية الى أدنى مستوى لها منذ 25 شهرا، مؤخرا تراجعت مخزونات النفط الأميركية بنحو 6.5 ملايين برميل، في حين كانت التوقعات تشير لانخفاضها 2.7 مليون برميل.

*ارتفاع انتاج المصافي الأميركية الى أعلى مستويات قياسية في 12 عاما عند تكرير 17.6 مليون برميل يوميا. وستبدأ عمليات التراجع الموسمي للطاقة التكريرية للمصافي الشهر المقبل، مما سيترك نافذة شهر أغسطس لمزيد من الانخفاضات الكبيرة في مخزونات المنتجات.

*لا يزال الطلب على البنزين في اميركا قويا جدا عند مستويات قياسية بلغت 9.8 ملايين برميل يوميا.

*ركزت وكالة الطاقة الدولية على توقعات غير دقيقة للطلب لكي تؤثر على تحركات الأسعار هبوطا، توقعات ليس لها أساس في الوقت الذي لم تعكس تأثير التوتر وعدم الاستقرار السياسي في ڤنزويلا على اسواق النفط وصعود الأسعار، حيث إن أزمة ڤنزويلا الجيوسياسية التي تزداد سوءا حتى لو استمرت السلطة الحالية من خلال دستور جديد يتحدى أي قيود، فانه لن يتم تجاوز الأزمة الاقتصادية المتصاعدة. ولعل القضية الاقتصادية الأكثر وضوحا هي مدفوعات الديون المستحقة.

تغطية أسواق النفط المادية والفورية (Physical & SPOT Markets):

٭ اغلاق المصافي للصيانة غير المخطط له في آسيا والمحيط الهادي وأوروبا ومنطقة البحر المتوسط، عزز الهوامش الربحية للمشتقات النفطية

مع تحسن كبير في اقتصادات المراجحة (Arbitrage Economics).

٭ الواردات الأوروبية من الديزل الأميركي سجلت مستويات قياسية، بعد تعطل مصفاة شل في روتردام التي يبلغ انتاجها 400 الف برميل يوميا.

٭ ارتفعت أسعار الديزل الأوروبية الى أعلى مستوى لها في 20 شهرا حيث وصلت الى نحو 14 دولارا للبرميل فوق خام برنت عقب تعطل المصفاة مباشرة، نتيجة لتلبية نقص الديزل من الأسواق الفورية!

 

نقلا عن الانباء