الترويج لثورة قادمة وطفرة في صناعة السيارات الكهربائية يخلق شكوكا في غير محلها لنمو الطلب على النفط، وبالتالي يؤثر ذلك سلبا على توقعات الطلب وتحركات الأسعار ... في حين تحتاج صناعة النفط الى تدفقات رأسمالية كبيرة لإستثمارات المنبع ولتلبية النمو القوي القادم على طلب النفط!
ولا يوجد تهديد لصناعة النفط على مدى عقود قادمة من هذه الثورة المصاحبة بزخم إعلامي كبير لدعم الشركات المصنعة للسيارات الكهربائية، والتي هي بحاجة إلى ضخ سيولة كبيرة حتى تتمكن من الإستمرار في ظل انعدام المنافسة مع السيارات التقليدية!
يمثل قطاع الموصلات (النقل) نحو 25% من مزيج الطاقة الكلي في العالم، في عام 2040 تشير التوقعات الى أنه سيكون هناك 1.8 مليار سيارة، وشاحنة، بينما يوجد حاليا مليار واحد تمثل نسبة السيارات الكهربائية منها 1% فقط! حتى وإن تحققت بعض التحديات التي يروج لها صانعوا السيارات الكهربائية.
إلا أن تأثيرها يتجسد فقط على المستوى العاطفي عن طريق بث الشكوك في نمو الطلب على النفط وسط هذا الوقت الحرج من تباطؤ الإستثمارات في صناعة النفط، والتي عانت كثيرا من نقص تريليون دولار تقريبا من الإستثمارات نتيجة لإنخفاض أسعار النفط منذ منتصف عام 2014!
ونتيجة لذلك، ستخضع إمدادات النفط العالمية لتحديات في الإمدادات بعد عام 2020، ومن ثم يتوقع أن ترتفع الأسعار.
الدعاية المكثفة والترويج لثورة السيارات الكهربائية لها عدة أهداف:
* تقديم الدعم المادي وضخ السيولة لمصانع السيارات الكهربائية والتي تحتاج الى سيولة مستمرة للبدء في المنافسة مع السيارات التقليدية!
* صرف النظر على أن الطلب على الطاقة سيرتفع بوتيرة أبطئ بغض النظر عن السيارات الكهربائية لأن السيارات الجديدة ستكون أكثر كفاءة في استهلاك الوقود.
* الإيعاز لمحاولة تصديق أكذوبة أن العالم يشهد حاليا طفرة في صناعة السيارات الكهربائية، مما سوف يدعم نشوب أزمة قادمة في أسواق النفط!
والتشكيك في النمو القوي القادم للطلب على النفط، وبالتالي التأثير على أسعار النفط هبوطا!
* تركيز توجه المستهلكين على ثورة السيارات الكهربائية، على الرغم من أن الغاز سوف يحل تدريجيا محل الطاقة النووية والفحم، وتذا يعني أن نمو الطلب على النفط في النقل سوف يستحوذ على نسبة عالية على مدى العقود القادمة!
* بث حالة من عدم اليقين بشأن الطلب العالمي على النفط على المدى الطويل في وقت تحتاج فيه صناعة النفط إلى تدفقات رأس ماليه لإستثمارات مشاريع المنبع لضمان تلبية الطلب المستمر على النفط، والهدف من ذلك تحويل رؤوس الأموال من مشاريع النفط إلى مصانع السيارت الكهربائية!
نقلا عن الرياض البوست
على الأغلب ان استهلاك الوقود فقط سينتقل من استهلاكه في محرك السيارات التقليدية الى معمل انتاج الطاقة! وهذا يعني ان استهلاك الطاقة الكهربائية سوف يزيد وخاصة في فترة شحن السيارات مساء!! وبالتالي سوف يزيد استهلاك الوقود في المعامل بل وحتى من مصادر الطاقة المتجددة! وبالنظر إلى نسبة السيارات الكهربائية، التي لاتشكل سوى أقل من %1 فقط من مبيعات السيارات العالمية، فإن أهداف الترويج لها لا تعدو كونها تطلعات سياسية لأن السيارات الكهربائية لن تفلح بالإطاحة بالمركبات التقليدية حتى على المدى البعيد! ومن المؤسف ان إعلامنا ينقل عن الإعلام الغربي هذا الترويج للسيارات الكهربائية التي ستدفع بإرتفاع معدن الليثيوم احد العناصر الاساسية في بطاريات هذه السيارات واستخراج هذا المعدن ليس صديق للبيئة نهائيا، وهناك مشاكل كبيرة في البنية التحتية والاستخدام في كثير من الدول التي لا تتناسب فيها ظروف الطرق ولا البنية التحتية! وكل هذا لا يتم التطرق له من الإعلام الغربي!! وبعد كل ذلك يصبح من غير المنطقي أن يستطيع هذا الزخم الإعلامي الزائف من التشكيك في النمو القوي القادم على النفط ويتجاهل النقص القادم لإمدادات النفط من جراء هذا التجاهل أو التغافل!
ميزة السيارة الكهربائية هي في تقليل نسبة التلوث داخل المدن اما في ما يتعلق باستهلاك النفط فهو سينتقل من استهلاك مباشر الى غير مباشر كما تفضلت وسيقتصر على دول محدودة.