قبل كل شيء هذه المبادرة إن نجحت سنجني الكثير من الفوائد على مستوى المواطن وعلى مستوى الدولة، ولكن تحتاج إلى الجدية في التطبيق ومعرفة المعوقات ومحاولة تفاديها.
أوضح التقرير السنوي لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية لعام 2016، أن الوزارة تعمل على إصدار قرار بتوطين نشاط البقالات ومحلات بيع المنتجات التموينية والاستهلاكية بنسبة 100%، بما يؤدي لتوظيف 20 ألف مواطن ومواطنة.
وأعقبها «تغريدة» لمتحدث الوزارة الأستاذ خالد أبا الخيل، ذكر فيها: أي نشاط يوجد فيه عدد كاف من طالبي العمل المواطنين، هو نشاط مستهدف بالتوطين الحصري، بالتنسيق مع الجهات المختصة.
وأود أن أذكر سعادة الأستاذ خالد أبا الخيل أنه لا يمكن معرفة كون النشاط مستهدفا ما لم يكن «جاذبا»، وهذا يستدعي أن تقوم الوزارة بدورها لجعله جاذباً.
وسبق أن ذكرت أنه من المفترض أن تركز الوزارة على سعودة الكيف لا الكم.
والمقصود بالكيف عند ذكر توطين البقالات أن يكون المواطن مالكا لعمله لا موظفا فيه.
ولتجعل هذا القطاع جاذباً للمواطن لا بد أن تعمل على بعض الإشكاليات وحلها، وأهمها تحديد ساعات العمل للجميع والمقصود هنا البقالات داخل الأحياء ليتمكن المواطن من التوفيق بين إدارة عمله وواجباته الاجتماعية.
وأن يكون هذا العمل مقتصراً على المواطن وأسرته «family business» بعيداً عن تدخل الشركات الكبرى فيه.
وهذا سيحقق للوزارة القضاء على البطالة بين الفئة غير المؤهلة والتي لديها تعليم متدن، حيث إنها لا تحتاج إلى مؤهلات أو مهارات وإلى فئة المتقاعدين لرفع دخلهم، وكل ما تحتاجه هو حمايتها من تسلط الوافد؛ لأن هناك تجارب وقرارات مع الأسف لم يتم تنفيذها، وأذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر «سعودة الليموزين وأسواق الذهب». فلا يمكن أن يجازف المواطن في دخول هذا القطاع المُهمل لسنوات من قبل الوزارة ما لم يكن هناك ضمانات وقرارات ورقابة حقيقية.
وجدية الوزارة في هذا الأمر ستقودنا في النهاية ليس فقط في تخفيض نسبة البطالة، وإنما القضاء على التستر التجاري والذي يعتبر «السرطان» الذي ينهش في اقتصادنا الوطني.
إذا أخذنا في الاعتبار أن حجم أعمال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في المملكة يقدر بنحو 140 مليار ريال مقابل 20 مليارا للشركات الكبيرة من أصل حجم السوق في النظام التجاري المحلي الذي يصل إلى 160 مليار ريال، وهذه السوق تتحكم فيها العمالة الوافدة بنسبة 80% !
لهذا يجب أن نراعي عمل هذه البقالات داخل الأحياء، وذلك بتحديد ساعات عملها، على سبيل المثال من 6 صباحاً إلى 12 ظهراً ومن 4 مساءً إلى 9 مساءً، وهذا سيجعل المنافسة عادلة وتبقى البقالات الكبيرة «السوبر ماركت» تعمل كما هو معمول به اليوم «على مدار الساعة»، وبهذا نحقق التوازن بين الأعمال الصغيرة والكبيرة ونجعل من سوق التجزئة سوقا جاذبة للمواطن، والذي يعود في النهاية إلى رفاهيته وعائلته وعائد على اقتصادنا الوطني.
تغريدة:
أسوأ أنواع الفساد هـو الـذي يـرتـدي ثوب الفضيلة.
لم ينجح أحد !!
ما هذا الكلام .... حاليا من أكثر الامور إزعاجا إغلاق البقالات الساعة 12 مساءا .... ولو احتجت شيء بسيط بعد هذا الوقت يجب أن تذهب لأحد السوبرماركت الكبيرة القليلة المفتوحة 24 ساعة وتقود السيارة لمدة ساعة تقريبا للحصول على شيء بسيط مثل علبة ملح أو كيس سكر .... يجد الواحد منا نفسه مضطر لمراجعة كل متطلباته قبل انتصاف الليل وخاصة في نهاية الاسبوع حيث المفترض أن تسهر مع الاصدقاء والعائلة .... وبدلا من محاولات التوسع في محلات الـ 24 ساعة نجد من يقول لماذا لا نجعلها حتى الساعة 9 وذلك حتى يقوم الانسان بمهامه الاجتماعية ؟؟؟ أي مهام اجتماعية ستقوم بها بعد ذلك يا استاذ .... لو اغلقت البقالة الساعة 9 وذهبت للمنزل فستحتاج ساعة حتى تكون جاهز للخروج فستخرج في العاشرة فمن ستذهب لتزور في هذا الوقت وكم من الوقت ستمكث هناك .... كل هذا لإن الكاتب يعلم يقينا أن مجال البقالات هو اصعب مجال للتوطين ولا يريد أن يقولها صراحة فيأتي ويقول يمكن التوطين لو حققنا المستحيل ... لنفرح مواطن بوظيفة ونخنق ألوف المواطنين بإغلاق المحلات مبكرا جدا جدا .... هناك قواعد رئيسية للبقالة وهي أن المواطن لن يقبل ان يعمل في بقالة مواطن آخر لإنه ببساطة إن كان سيقوم هو بكل العمل في البقالة فلما لا يفتح بقالته الخاصة ؟؟؟ نفس الامر تجده في سيارات التاكسي فلا يوجد مواطن يعمل سائق تاكسي لدى شركة لإنه بكل بساطة بدلا من دفع 160 ريال يوميا لشركة التاكسي مقابل السيارة بإمكانه أن يدفع نصف هذا المبلغ ويمتلك السيارة بعد 3 سنوات ويعمل بها تاكسي أيضا فلما يذهب مجهودي لآخر حتى وإن كان سعودي .... وعليه مرة أخرى لن تجد مواطن يعمل في بقالة مواطن آخر .... فإن أضفنا معلومة أنه لا يوجد مواطن قادر على تشغيل البقالة بمفرده لإن البقالة حاليا تعمل 17 ساعة يوميا من 7 صباحا حتى 12 منتصف الليل فهل هناك طاقة لإنسان ليقوم بهذا ؟؟؟ والأهم حتى الاجنبي لن تجد أجنبي واحد في البقالة ... لا يقل العدد عن 3 عادة وفي حالات نادرة 2 .... إذن التوطين يعني ان حلها الوحيد هو الشراكة بين إثنان يتناوبان العمل في البقالة ... حت هذا فاشل عادة ولكن لنفرض نجاحه .... هل المشكلة كلها في افتتاح بقالة ..... إن البقالة مشروع خاص وليس وظيفة وكل مشروع إما أن يفشل فيتم إغلاقه أو ينجح فيكبر ويتوسع .... ولنفترض هنا أفضل الاحتمالات وهو النجاح ... لنفرض أني قمت بفتح بقالة وعملت فيها 17 ساعة أو حتى بالتوقيتات المذكورة وزادت أرباحي وأريد إفتتاح فرع آخر .... من سيعمل في هذا الفرع ؟؟؟؟ تذكر أنه لا يوجد سعودي يقبل أن يعمل في بقالة شخص آخر ....كل هذا ونحن لم نتحدث عن السعوديين الذين لديهم بالفعل اكثر من بقالة فمن أين سيجدوا موظفين لها الآن ... وعليه فالتوطين بنسبة مية في مية لهذا القطاع هو امنية غالية جدا ولكنها صعبة ... صعبة ولكنها غير مستحيلة .... ولكن لابد من التخطيط الجيد .... أعتقد أن الخطوة الأولى تحديد المشكلة الحقيقية وبعد ذلك حلها بدلا من إطلاق الحلول لمشاكل غير موجودة .... المشكلة الحقيقية في رأيي هي التستر ... لابد من القضاء على التستر ... التوطين ليس مصيبة ولا مشكلة لإن المجال غير جاذب للعمالة السعودية من الاساس .... التستر هو اساس النزيف المالي في المملكة .... لابد من طريقة لمراقبة دخول العاملين بالبقالات وتحويلاتهم للخارج وبالتالي اكتشاف حالات التستر .... أعتقد أن السعودي المتستر لا يقل جرما عن الوافد الغير نظامي ... ليتم إصدار قانون عن المتسترين به عقوبات رادعة مثل الحجز على المؤسسة المتستر عليها ( في الغالب هي بأموال الوافد العامل وليس بأموال السعودي ) بالإضافة للغرامة الكبيرة على السعودي والحبس أيضا ... ولينص القانون على ألا يتم شملهم في أي عمليات عفو ... وكما تم مع الوافد الغير نظامي يتم منح مدة زمنية بلا عقوبات لمن يأتي ويبلغ عن نفسه كمتستر مع توفيق الاوضاع وتجهيز برامج تدريب ليقوم بإدارة المؤسسة بنفسه كما يجب إيقاف الترخيص للمشاريع الصغيرة مثل البقالة والورشة للنساء لإنها كلها تستر ... موضوع التستر كبير ولكنه هو المشكلة وتوطين البقالات هو قرار فاشل قبل ان يطبق
استعجال النتائج خطأ كبير سنحتاج الى سنوات لحصد امر مر عليها عقود و سيناريو نتائج سعودة البقالات سيكون كالتالي ستقفل معظم بقالات الاحياء الصغيرة ملاك هذه البقالات ومعظمهم اسيويين سيعرضونها للتقبيل باسعار مغرية وسيتقبلها البعض من الشباب والمتقاعدين محلات السوبر ماركت الكبيرة سيزداد الطلب عليها وستزداد ارباحها تبعاً مما يساعد على رفع اجور العاملين المواطنين. اوقات العمل الطبيعية من الصباح الباكر حتى آذان الظهر ومن بعد صلاة العصر حتى آذان العشاء مع تأخيره ما بين 30 و60 دقيقة والاقفال يوم الجمعة بكامله مع استثنائات برسوم عالية لمن اراد.
عندما يتم توطين البقالات سترتفع ارباح السوبر ماركت وخااصة اسواق العثيم وسترون ذلك باعيينكم مثل ما حدث عند توطين قطاع الاتصالات عندما ارتفعت ارباح جرير وعادت اكسترا الى الربحية
ربما يكون هذا هو المطلوب .... وبالنسبة للمستهلك .... ياكل هوا