أرامكو السعودية تتحدث إليكم عن نفسها (2-2)

26/07/2017 5
د. أنور أبو العلا

أول وأقدم تقرير اطلعت عليه من تقارير أرامكو السنوية – ولا زلت أذكره كأنه بين يدي الآن – هو تقريرها السنوي الصادر بتاريخ 1969 (قبل 48 سنة) بعنوان: (Aramco Annual report 1969) أذكر أنه كان مجلدا من الورق الكبير المصقول وغلافه من الجوخ الأحمر (القطيفة الخشن) عثرت عليه عندما كنت أبحث في قسم الوثائق في الدور تحت الأرض (القبو) بمكتبة الجامعة في منتصف الثمانينات.

يقول تقرير أرامكو القديم ان عدد الموظفين في ارامكو كان 24 ألف موظف عام 1952 وأن انتاجها كان 301.9 مليون برميل في السنة. أي 827 ألف (أقل من المليون) في اليوم.

الآن نعود لتقرير أرامكو الجديد. تقول أرامكو أن عدد الموظفين لديها هو 65.3 ألف موظف (أي أقل من 3 أضعاف الموظفين عام 1952) وان انتاجها اليومي هو 13.5 مليون برميل مكافئ (أي 16 مرة أضعاف انتاجها عام 1952). هذه الملاحظة عابرة ليس القصد منها التساؤل لماذا لم تُضاعف أرامكو عدد موظفيها بنسبة مضاعفة عدد براميل انتاجها للهيدروكربونات. 

ربما البعض منكم قد لاحظ أنني في كتاباتي عن البترول أتكلم فقط عن ما يسمى (upstream) أي البترول تحت الأرض وكل ما يتعلق به كالتنقيب والانتاج ونادرا أتكلم عن ما يسمى (downstream) أي الأعمال التي تأتي بعد استخراج البترول من تحت الأرض كالمصافي والتصنيع والتسويق. لكن هذا لا يعني ان تقرير أرامكو لا يوجد فيه الكثير الذي يستحق الاهتمام عن جميع مراحل صناعة الهيدوكربونات سواء تحت الأرض أو ما يتبعها من أعمال فوق الأرض.

التقرير الجديد يحتوي على عشرة فصول. كل فصل يتناول بإسهاب أهم إنجازات أرامكو فيحدثنا الفصل الخامس عن المصافي والبتروكيماويات فيقول التقرير ان صناعة الكيماويات في العالم تبلغ 4 تريليون دولار بينما نصيب دول مجلس التعاون منها لا يتجاوز 2% فقط. لذا فإن الفرصة متاحة لتوسع أرامكو في هذا المجال ويضرب كمثال بمشروع صدارة العملاق. ثم يقول أن مصافي أرامكو (بعضها شراكة) منتشرة في أنحاء العالم بطاقة انتاجية 5.4 مليون برميل في اليوم. 

ويحدثنا الفصل السادس عن استخدام أرامكو للتكنولوجيا والابتكار للاستفادة من مواردها لتكون أكثر قابلية للاعتماد عليها والاستدامة وذات مردود أعلى قيمة لصالح أرامكو والمملكة والمستهلكين للطاقة في شتى أنحاء العالم. ثم يتحدث التقرير عن الانتقال الى مرحلة استخدام المحفزات لزيادة الانتاج ورفع معدل الاستخراج النهائي كتجربة حقن الكربون (CO2) في شمال العثمانية. وكذلك استخدام المحفزات الكيماوية بخلطها بالمياه المستخدمة لضخ البترول.

نقلا عن الرياض