الأسهم وعواصف الأعصاب

14/07/2017 6
عبدالله الجعيثن

لا يوجد سوق تثير الأعصاب أكثر من سوق الأسهم، بعد سوق العملات الذي يتجنبّه العقلاء، لماذا تُثير سوق الأسهم الأعصاب وكعاصفة هوجاء في بعض الأحيان؟.. لأن كثيرين لا يعتمدون على تحكيم العقل، واتخاذ القرار بعد دراسة وبحث، فهم تتحكّم في أعصابهم (شاشة الأسهم) بتقلباتها الشديدة، وليس أوضاع الشركات التي اشتروا أسهمها .. فهؤلاء -في كثير من الأحيان- لم يشتروا أسهمهم بناءً على معرفة العائد، وبأقلّ من السعر العادل، بل بنوا قرار الشراء على حركة السهم، بغض النظر عن وضع الشركة، ولهذا وصلت بعض أسهم الخشاش فوق (400) ريال، ثم هبطت تحت (30) ريالاً، لا شيء كان يبرر ارتفاعها سوى عاصفة هوجاء أشعلت الطمع في صدور المشترين، وهم يرون السهم يرتفع كل يوم، بدون أي مُبرِّر مالي، أو قرار عقلي، بل بمجرد إثارة الأعصاب وإشعال الطمع .. والعكس يحدث حين يبيع آخرون أسهم شركات ممتازة بأقل من قيمتها العادلة بكثير، لمجرد أن السوق انخفضت، وضغطت على أعصابهم، وعطلّت عقولهم.. حين انخفض سهم شركة كبرى بقوة قال لي رجل مسن عاصر الأسهم طويلاً: هل كانت تبيع ذهباً ثم صارت تبيع التراب؟! وأضاف: كلا.. وضع الشركة كما هو.. لا يوجد مبرر واحد يدعو للبيع. قلت: عاصفة الأعصاب إذا هبّت لا تعترف بالمبرّرات ولا تعرف العقل.

نقلا عن الرياض