الاسواق و لعبة الفراخ

30/05/2017 0
محمد مهدى عبدالنبي

هل يتصطدما ويخسرا معا ؟!

هل يفسح احدهما الطريق وينجو بنفسه و يفوز الاخر ؟! 

هل يخففا سرعتهما معا للتفاوض على حلول وسط ؟!

هل يتوقفا تماما تحت ضغط  طرف ثالث ليعيدا حسابتهما ؟!

ما سبق هو احتمالات المشهد المعقد والمقتبس من لعبة الفراخ الامريكيه حيث تتسابق على طريق واحد سيارتين وجها لوجه بسرعة جنونيه فى تحدى الشجاعه والخوف ... لتتحقق احدى الاحتمالات السابقه ويخرج الخاسر موسوما بلقب الفرخه او الجبان ! ... ورغم خطورة اللعبه على الجميع الا انها جارية بالفعل بين سيارة السياسه وسيارة الاقتصاد خصوصا فى السنوات الاخيره لتتشكل ملامح صور مخيفه ومنقوصه نرصدها كما يلى :-

1- خلال ثلاثين عاما مضت واجه العالم ثلاثة ازمات ماليه كبرى بتوابعها بداية من الاثنين الاسود فى 19 اكتوبر 1987 مرورا بزلزال ازمة اسواق شرق اسيا فى يوليو 1997 و انهيار الروبل الروسى فى 1998 وصولا الى الازمه الماليه العالميه فى 2008 التى خسر الاقتصاد العالمى فيها اكثر من 45 % من قيمته ... تلك الازمات كان بطلها المعلن هو صراع السياسات النقديه بين بنوك العالم المركزيه من جانب وبين الفيدرالى الامريكى من جانب اخر، اما بطلها الخفى هو تفاعلات السياسه العالميه المعنونه تحت شعار " كل الطرق تؤدى الى الولايات المتحده " .

2- الغريب ان الازمات الماليه تأتى فى الثلث الاخير من كل عشر سنوات ! ... فهل نحن فى اتجاه انفجار ازمه ماليه عالميه جديده بعد منتصف 2017؟!!! ... ربما تراكم الاحداث السياسيه والاقتصاديه تقود للاجابه على هذا السؤال الكبير ، الذى تتكثف غيومه بعد نتيجة انفصال سياسى مفاجىء لبريطانيا عن الاتحاد الاوروبى Brexit فى يونيو 2016، تبعة زلزال سياسى اخر بفوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحده الامريكيه فى نوفمبر 2016 ... لتكتسب سيارة السياسه العالميه سرعات مضاعفه فى لعبة الفراخ وتتجة لمواجهة سيارة الاقتصاد العالمى المثقل بديونه و همومه الذى رفعت فيه الاسواق الماليه راية التحدى بتداول المؤشرات العالميه عند اعلى قممها التاريخيه رغم شدة المخاطر !

3- من الملاحظ انه لم تشهد اى من المشكلات السياسيه و الاقتصاديه المفتوحه من قبل 2016 اى حل فعلى بل تزداد تثبيتا وانحدارا وصعوبة بمرور الوقت ... فرغم اتفاقات اوبك لخفض الانتاج الا ان اسعار النفط لم تحقق اى مفاجأه سعريه ويتحرك بندولها بين 55 الى 45 دولار للبرميل تحت رحمة البيانات الاعلاميه الامريكيه والتغيرات الجيوسياسيه .

ورغم مرور ما يقرب من عام  على نتيجة Brexit الا انه لم تتضح بعد صيغة الانفصال المناسبه وتم تأجيل بدء الأجراءات للنصف الثانى من 2017 ... ولم تظهر ايضا للنور خطة اصلاح مسار الاتحاد الاوروبى بعد فقدان العضو البريطانى ...  بالاضافة للتلاسن الامريكى الالمانى  بشأن وحدة الاتحاد الاوروبى وشكل الاتفاقيات التجاريه وفاعليه اتفاقيات الدفاع المشترك بين دول اوروبا والولايات المتحده، هذا التلاسن السياسى قد يظهر اثره فجآه بأنفجار مفاجىء ﻷزمات ديون البنوك الاوروبيه .

4- تظل اولوية تناول ادراة ترامب للملفات السياسيه والاقتصاديه هى الخطر المحفز فى لعبة الفراخ العالميه ، فتنامى اشارات عزل ترامب تحت دعودى التدخل الروسى فى الانتخابات الامريكيه لا تخدم تماسك المشهد الامريكى على المدى القريب ومن ثم تلقى بشكوك كثيفه ومعوقه لكل خطط ترامب داخليا ... اما خارجيا فطريقة الضغط السياسى على كوريا الشماليه لا تؤدى بالضروره الى التنازلات الاقتصاديه المرجوه من الصين لصالح الولايات المتحده ... وكذلك مشاكل اعادة فتح الملف الايرانى لا تكافىء مكاسب المصالح الاقتصاديه الامريكيه بالشرق الاوسط.

ويبدو ان هذا كله  تستقبله الاسواق حتى اللحظه بترقب حذر وبرود مصطنع  على عكس الشواهد التى تقول ان رأس المال جبان، لتبقى كل الاحتمالات مفتوحه.

خاص_الفابيتا