أنبوب نقل البترول الكندي إلى أميركا

05/02/2017 1
د. أنور أبو العلا

أوّل عمل رسمي يقوم به ترامب سيّد البيت الأبيض الجديد هو توقيعه بالموافقة المبدئية على تمديد أنبوب نقل البترول الكندي المعروف باسم البترول القذر (Dirty Oil) من كندا الى أميركا.

لقد سبق أن رفض الرئيس الأميركي السابق أوباما الموافقة على تمديد هذا الأنبوب لأنه يضر بالبيئة والمناخ ويلاقي معارضة كبيرة من الرأي العام العالمي والأميركي وأنصار البيئة. فمن المعروف أن أقل هذه الأضرار المنظورة الناتجة من مد هذا الأنبوب هو أنه يُشجّع على تطوير وإنتاج بترول الرمال في كندا الذي ينتج عن مجرد حفر آباره انبعاث غاز الكربون بزيادة مقدارها على الأقل 20 % عن انبعاثه من حفر آبار البترول التقليدي، وهذا يتعارض مع التزام أميركا بخفض انبعاث غاز الكربون وفقا لاتفاقية المناخ.ن أ.

هذا الأنبوب ويسمى: Keystone XL هو جزء من نظام شبكة أنابيب لنقل البترول من ولاية شمال داكوتا وكندا الى المصافي ونقاط التوزيع في بعض ولايات وسط أميركا مروراً بمدينة كوشنق (مركز خزن وتوزيع بترول غرب تكساس الشهير) ويتجه جنوباً الى أن ينتهي عند ساحل خليج المكسيك حيث يمكن تصديره بحراً عبر المحيط الى أوروبا وأميركا اللاتينية.

الجزء المقترح الجديد -إذا تم تنفيذه- بإمكانه نقل حوالي 830 ألف برميل في اليوم من بترول الرمال في كندا، وطول الأنبوب 1172 ميل (1886 كلم) ويمتد من مدينة هاردستي الكندية الى مدينة ستيل سيتي في ولاية نبراسكا الأميركية ومن ثم يتصل بشبكة أنابيب لنقله جنوباً الى مدينة هيوستن في ولاية تكساس ومدينة نيدرلاند في ولاية لويزيانا على ساحل الخليج المكسيكي.

الخلاصة: نحن كُل الذي يهمنا من مد هذا الأنبوب المثير -محليا وعالميا- للجدل هو هل سيؤثر على طلب أمريكا لبترول الخليج، وما مدى تأثيره على أسعار البترول.

الحقيقة -وهذا الاستنتاج مبني على نظرة فاحصة علمية دقيقة للموضوع- أن تأثير هذا الأنبوب بشكل رئيس هو على البيئة وارتفاع درجة حرارة المناخ، وليس له تأثير بشكل رئيس كما يُشاع على الطلب على البترول من الخليج أو التأثير على أسعار البترول في أسواق البترول العالمية.

الواقع يقول: إنّ إمكانية التوسع في إنتاج بترول الرمال الكندي محدودة، ليست فقط بسبب تكاليفه الإنتاجية الاقتصادية العالية، بل وأيضاً لصعوبة التخلص من مُخلّفاته المتراكمة المُدمّرة للبيئة التي ستقف حجر عثرة في سبيل التوسع في إنتاجه مستقبلاً الى أكثر مما هو مقترح الآن بأنه سيكون كحد أقصى حوالي 830 ألف برميل في اليوم ولذا سيكون دوره مُكملاً (ومُرحّباً به) أكثر منه مُنافساً لبترول الخليج.

نقلا عن الرياض