الحياة أعظم مُعلّم

03/02/2017 1
عبدالله الجعيثن

نتعلم في المدارس والجامعات (شذرات) من كل شيء ربما كانت الجامعة أكثر تخصصاً وتركيزاً ولكن يظل الأمر برمته نظرياً حتى تخرج للحياة العملية وتمارس العمل على أرض الواقع فتحس أنك تبدأ من جديد في أكبر جامعة مفتوحة يتعلم فيها الإنسان كل يوم ويزداد خبرة مع كل تجربة ولكنه يعرف أنه لن يظفر بالشهادة النهائية في جامعة الحياة أبدا، فطالما هناك نفس يتردد فهناك الأكثر مما نجله، فما أوتينا من العلم إلا قليلاً.

والذين يمارسون الأعمال الحرة - بما فيهم تجارة الأسهم - سوف يجنون خبرة أكثر مع كل تجربة، صائبةً كانت أم خائبة، وسوف يكونون أكثر حضوراً في (جامعة الحياة) وأكثر تعجباً ودهشة من ضآلة مادرسوا وما يعملون، من زملائهم الذين انخرطوا في وظائف تطلب نفس التخصص الذي درسوه، ممن أداروا ظهورهم للأعمال الحرة بما فيها الاستثمار في الأسهم والعقار.. وستكون خبراتهم أقل وطريقهم مكرراً لا يحمل الكثير من المستجدات والخبرات وقد يمارس الواحد منهم عمله بروتين ممل ودون حماسة..

أما الذين خاضوا غمار الحياة الواقعية - بكل ما فيها من تصارع العقول وضرورة التنافس الشريف وغير الشريف - في الأعمال الحرة فإنهم يظفرون بدروس جديدة كل يوم، ويواجهون مواقف مختلفة باستمرار، ويظلون طلاباً أوفياء في جامعة الحياة.

 

نقلا عن الرياض