«منتجون الرابع».. وماذا بعد؟

25/01/2017 0
بسام العبيد

قبل أسابيع أسدل الستار على معرض "منتجون" في سنته الرابعة على التوالي ولا تزال هذه المعارض تقام بين حين وآخر وان اختلفت المسميات إلا أنها تتصدرها جميعا منتجات صنعتها أيدي المرأة السعودي أو كما يقال "الأسرة المنتجة " والتي أعطتنا جزءا من الصورة عن قدرة المرأة السعودية على الإبداع والتميز, فقط عندما نكبر العدسة بعض الشيء ونمنحها تلك المساحة الصغيرة داخل هذه المعارض لتعطينا وتدهشنا بمساحه اكبر من الإنتاجية وفن العرض والتميز والتعامل مع العملاء والرغبة في تسلق سلم النجاح بقوة وإصرار.

لا أنكر أن المجتمع بكامله وباختلاف فئاته العمرية وأطيافه كان يعيش نشوة النجاح ليشاركها بالدعم المعنوي والمادي من خلال القوة الشرائية التي ضخها في هذه المعارض، وما عدد الزوار الكبير إلا مرآة يعكس حجم الإقبال عليها ودليل على تعطش المجتمع لتلك المنتجات، كما أن زيارة سمو أمير منطقة الرياض تعكس الاهتمام بمنجزات المرأة السعودية التي كان لحرصها الشديد على كسب لقمة العيش بيدها محوطاً بجودة الإنتاج والتميز في العرض والتقديم أثر بالغ وانطباع ايجابي في نفوس الجميع, فلاشك أن التقاء المرأة المنتجة مع القطاع الخاص ممثلا بجهاته الاستثمارية أو الفردية تحت مظله هذه الفعاليات وتسهيل التواصل بينهما يُعد عاملا هاما وخطوات رائعة لتوفير صفقات تجارية وتسويقية يعود بالنفع على الطرفين، إلا أن هذه الخطوات لم تكن الوحيدة التي يمكن المضي بها قدما بهذا الاتجاه وذلك ليس تقليلا من حجم أو مستوى ما تم انجازه وإنما لان المرأة السعودية قادرة على لعب دور اكبر في الاقتصاد المحلى والدولي في هذا الاتجاه بل وأكثر بكثير مما منحتنا إياه من صور التميز والإبداع والقدرة على المنافسة من خلال هذه المعارض، فقد أبدعت بعدة مجالات من خلال حرفتها اليدوية سواء في إنتاج العطور والصابون والعناية بالبشرة إلى الإكسسوارات أو البهارات ولم تنته عند تلك الحلويات والأطعمة التي تفوق بلذتها وجودتها مطاعم الخمس نجوم, فلا زالت تمنحنا الإبداع بمنتجات جديدة بين حين وآخر. فمن خلال زيارتي لمعرض "منتجون" الرابع أو رياض الخير المقام حاليا بصالة المعارض شمال الرياض أو حتى طاولات البيع على ضفاف الأسواق, لعلي أتساءل هنا ما الذي يمكننا فعله تجاه هذه الأنشطة لنضمن الاستدامة لتسويق هذه المنتجات واستمرارية زيادة فرص العمل فيها وديمومة العيش والاكتفاء الذاتي لهذه الأسر وتلك المرأة.

لماذا لا يكون لدينا عدة مصانع وطنية متعددة المناطق ومتنوعة الاتجاهات؟ فمن العطور والصابون إلى الإكسسوارات واللوحات الفنية أو الملابس انتهاء لتلك البهارات والأطعمة مع فتح المجال لأنشطة اضافية وتدار كل هذه المصانع بنساء سعوديات بكل مراحلها بدءاً من الإنتاج والمراقبة الصحية والتعبئة والتغليف وانتهاء بالتسويق والتصدير الداخلي بين مناطق المملكة كخطوة تتبعها خطوات لتصديرها خليجيا وعربيا تمهيدا لعالميتها, فمن المحزن أن نستورد البهارات أو الأغذية المخللة وقد أبدعت المرأة السعودية بإنتاجها وأصبحت مطلبا لدى المستهلك ونجد عليها إقبالا واسعا في مهرجانات دول الخليج عندما يكتب عليها أسماء مناطق سعودية. لذا فإن إنشاء مراكز للتدريب والتسويق المنتهي بالتوظيف يخدم مصانع للإنتاج في هذه المجالات وتدار كلها بقيادة المرأة السعودية مطلبا ضروريا في هذه المرحلة, فما المانع أن نخصص لها ركنا لبيع منتجاتها وتلزم الصيدليات الكبرى ومراكز التسوق بتخصيص بتوفير مكان لمنتجات المرأة السعودية لنخلق معها آلاف الفرص إنتاجيا وتسويقيا ووظيفيا ونصل لحد الاكتفاء الذاتي لننعم بقنوات استثمارية جديدة تلعب دورا بارزا في الاقتصاد وتساهم فيما نصبو إليه في 2030.

نقلا عن الرياض