بعيداً عن فرضيات وتحليلات اختيار الامريكان رئيسهم المنتخب دونالد ترامب، هناك حقائق جازمة لا يعرفها الكثير كانت سببا في قلب النتائج وكلها تعنى بالاقتصاد فقط.
الشعب الامريكي ورغم تنوعه الديموغرافي إلا أنه شعب غير مثقف خارجياً، ولا يهتم أبداً بالاخبار الدولية ولا تهمه - بأي حال - أمور الشرق الأوسط أو المسلمون فالأمريكان يعيشون لأنفسهم مشغولين بأنفسهم، وأي قضايا أخرى دولية فثق أن منظمات وهيئات أخرى هي من تصنع وعي الشارع لتستنهضه، لذا لم يكن برنامج ترامب في السياسة الخارجية يشكل أهمية بقدر كون هذا الرجل رجل أعمال شهد له تاريخه أنه نجح مرتين في انقاذ ثروته التي كانت على حافة الانهيار وهو مؤشر لعقلية ذكية وواعية بالذات في أوقات المخاطرة، ولم يقف عند ذلك، بل استطاع هذا الرجل - الذي استهان به الكثير - العمل على تنمية ثروته بصورة لافتة.
في الحقيقة يعتبر ترامب تجسيدا لطموح الناخب الامريكي الفقير والمعوز وهؤلاء بالذات زاد عددهم في عهد الرئيس أوباما رغم محاولة رفع نسبة نمو الاقتصاد الامريكي، ولندرك أن هؤلاء الذين يشكلون نسبة واسعة في امريكا هم من أوصل ترامب لكرسي الرئاسة.
وحسب دراسة نشرت مؤخراً كشفت عن مخاوف المواطنين الأمريكيين على وضعهم المالي، فهناك نحو 63 بالمائة ممن شاركوا في الدراسة من العينة يقلقون «أحيانًا أو بشكل متكرر» بشأن وضعهم المالي، في الوقت الذي «لا ينام» قرابة 32 بالمائة من العينة نفسها، بسبب تفكيرهم الدائم في وضعهم المالي الحالي، فكان ترامب الملياردير الامريكي الذي كان يتحدث بواقعية عن الاقتصاد كونه أول مرشح فئة رجل أعمال ولا يمت للسياسة بصلة، جاءهم كحلم لعله يساعدهم على تأمين وضعهم المالي ليستطيعوا النوم.
وحسب دراسات فإن متوسط دخل الأسرة الأمريكية لم يرتفع في عهد أوباما عما كان عليه في 2009م، وإنما هو في تراجع، ففي عام 2009م كان متوسط دخل الأسرة الأمريكية 54.9 ألف دولار، وفي عام 2012م وصل لأقل مستوياته 52.6 ألف دولار، ليرتفع مرة أخرى مع نهاية عام 2015 إلى 53.65 ألف دولار.
كان ترامب الذي تبنى فكرة «ريغانوميكس Reaganomics» كسياسة اقتصادية قادمة تنتهج نهج الرئيس الراحل ريغان في تقليل تدخل الدولة بالاقتصاد وفرض الضرائب، يضع النمو الاقتصادي للدولة على رأس الأولويات، وطالما صرح بأنه يطمح لتحقيق نمو قومي بنسبة 4 بالمائة، بدلا من 2 بالمائة في عهد أوباما، وأجل كان يضغط تجاه أحلام الفقراء حين قال: «نرفض التشاؤم القائل: إن مستوى معيشتنا لا يمكن أن يرتفع».
لذا فإن الامريكان الحالمين باقتصاد قوي ووظائف طموحة ورفع مستوى المعيشة بعد عدة أزمات مرت بهم، هم من قاموا بانتخاب ترامب الذي يراهنون عليه في صنع نجاح يوازي نجاحه كرجل أعمال.
نقلا عن اليوم
وهو مؤشر لعقلية ذكية وواعية بالذات في أوقات المخاطرة .... تلك الجمله تفصح عن اتجاه ترامب للمخاطره كنوع من تحدى الذات و بعدها يبدء الحل ... و هذا خطر كبير