المقاولون من أجل التحول الاقتصادي

02/11/2016 2
مازن السديري

تقارب السنة من النهاية وتوشك المؤشرات أن تؤكد بأن العجز سيكون أقل بكثير مما كان متوقعاً في بيان الميزانية الأخير، وهذا شيء إيجابي، لكنه جاء على حساب نمو الاقتصاد الكلي والقطاع الخاص غير النفطي وحجم فرص العمل التي صنعها الاقتصاد، حيث توضح المؤشرات بأن نسبة العاطلين سوف تكون في ازدياد.

أساس فكرة التحول الوطني كانت قائمة على تنوع مصادر الدخل عبر تعزيز القطاع الخاص، لكن خلال هذا العام كان واضحاً جداً للجميع الصعوبات التي أتعبت القطاع الخاص سواء بشكل غير مباشر عبر تغير سياسة الرواتب، أو مباشر مثل تأخير المستحقات التي لا يستطيع التعامل معها لفترة طويلة، ولا أستغرب أن تعرض الكثير قياديي القطاع إلى أزمات.

هناك نقطة أحب توضيحها وهي أن ما يعزز القطاع الخاص والنهضة في أي بلد هو وجود أشخاص لديهم الرغبة في أخذ المخاطرة والاستثمار، وهذا سبب نهضة الولايات المتحدة لوجود هذه الثقافة القائمة على التفاؤل وأخذ المخاطر من مقاولين أميركيين واجهوا أسوأ الفترات الاقتصادية، وحققوا أعظم معالم الحضارة في أسوأ الفترات الاقتصادية، حيث تم بناء أعلى ناطحات بنيويورك وأكبر جسر مائي Golden Gate خلال سنوات الكساد في نهاية العشرينيات الميلادية، إنها شخصية entrepreneur التي تعني المقاول بالعربية.

ما أريد قوله هو أن المبادرات الاقتصادية يقودها المقاولون وليس المستثمرين، المستثمرون هم بحاجة إلى مقاولين لتنفيذ استثماراتهم، وكان الاقتصاد السعودي مؤخراً معبأ بأنشطة بناء وتشييد، هكذا كان اقتصاد البلاد، والتحول لا يعني تهميش المقاولين ولكن جذبهم لقطاعات أخرى.

كنت سعيداً جداً بالوعود الأخيرة نحو تسديد مستحقات المقاولين، وأتمنى الإسراع وبث ثقافة التفاؤل أكثر، وأنتظر أن أرى صندوق الاستثمارات العامة بأن يشارك في البناء الداخلي بمشروعات تنموية أكثر لأنه في نظرنا هو البديل التنموي عن الإنفاق الحكومي، أخيراً تقليص العجز مهم؛ لكن خلق فرص العمل والنمو الاقتصادي أهم في نظري لمجتمع شاب؛ كل عام يدخل قواه العاملة عدد كبير من الشباب.

نقلا عن الرياض