الرمز الغامض BIS

26/10/2016 2
محمد مهدى عبدالنبي

افضل من يحكم هو قوى الهيبه منعدم الشكل " .. هذا هو حال بنك التسويات الدوليه  Bank for International Settlements فى المشهد الاقتصادى العالمى الذى يعد رئيس البنوك المركزيه العالميه والمستشار الاول والمقر السرى لإداره اقتصاديات العالم ... فهو ينظم رسميا المعاملات الماليه بين البنوك المركزيه وكذلك الخدمات المصرفيه للكيانات الاقتصاديه الكبرى ويقدم التصورات  للسياسات الماليه العالميه من خلال انظمة للرقابة على المصارف وخطط للطوارئ.

بالاضافه الى ان بنك BIS  فوق اى قانون دولى ومعفى من اى ضرائب ويتمتع بقوة شرطيه خاصه به ويمتلكه افراد النخبه الماليه فى العالم ... ولما كان BIS بهذه المزايا الفريده فمن الطبيعى ان تتمتع دولة المقر وهى سويسرا بنفس الحاله الغير مسبوقه، وهذا السر الكبير لتفرد سويسرا بخصوصيتها الماليه عن باقى العالم.

ويهتم اغلب الاقتصاديين بقررات اقوى البنوك المركزيه فى العالم وعلى رأسهم الفيدرالى الامريكىFED وكذلك المركزى الاوروبى ECB وبنك انجلترا BOE وبنك اليابان BOJ وغيرهم .. ولكن يبقى بنك التسويات الدوليه  BIS هو كلمة السر فى اهم القرارات الاقتصاديه العالميه ومركز تفكير البنوك المركزيه حول العالم حيث تحديد الفائده واسعار الذهب وتخفيض العملات التى يجب ان تمر بشكل غير معلن اولا من خلاله.

ومن هذا المنطلق يجب ان نلقى الضوء على خمس نقاط هامه جاءت فى بعض التقارير الاخيره لبنك التسويات الدوليه ... فماذا يقول BIS ؟

•استمرار الاصلاح المرن لاسواق المال الامريكيه ساهم بتدفق ما يقرب من 250 مليار دولار ليتسع الفارق بين الفائده على الدولار والاموال الفيدراليه لأجل ثلاثة شهور حتى نهاية نوفمبر 2016 وهو السبب المستتر لتأجيل رفع الفائده طوال العام الجارى.

•سياسيات البنوك المركزيه تؤدى الى انتشار الفقاعات الماليه فتساهم فى خلق عوائد منخفضه قياسيه على السندات لفترات طويله، وتعيد توجيه السيوله لاسواق الاسهم العالميه فتشهد ارتفاعا حادا لا يتناسب مع ضعف ايرادات الشركات المدرجه، ولكنه يقابل الانخفاض الحاصل فى عوائد السندات ... كما ان جزء من تلك السيوله يتوجه لاسواق السندات الناشئه التى  قد تتعرض مع مرور الوقت لخطر العوائد السلبيه.

•هناك مبالغه فى تقييم السندات الحكوميه وخاصة السندات لأجل عشر سنوات التى تتداول اقل من معدلات النمو الحاليه فى الاقتصاديات الكبرى.

•التقليل من العنصر البشرى لحساب زياده منصات التداول الالكترونيه يزيد من حده الخسائر فى وقت الازمات الماليه.

•النظام المصرفى العالمى يقع تحت ضغط كبير احد ظواهره هو انخفاض هوامش ارباح المصارف العامله وارتفاع التكاليف التشغيليه بسبب ازمة تدهور اسعار النفط التى ما ان هدأت حتى طفت على السطح اسعار الفائده المنخفضه والسلبيه فى منطقه اليورو واليابان، هذا غير الازمات المكتومه للبنوك الاوروبيه.

واخيرا ... بتأمل ما سبق نجد ان BIS  عادة ما يقدم توصيفات جيده وتفاسير دقيقه لما يحدث للاقتصاد العالمى من خلال تقاريره ولكنه غالبا يبخل بطرح الحلول الواضحه او يخفيها لصالح استمرار دوره المثير.

خاص_الفابيتا