كل عام و أنتم بخير . عيد سعيدا و حج مبرور و ناجح و عاما جديد يبدأ بصفحة جديدة لكتاب التاريخ الطويل والمستقبل الواعد .
التفاؤل والتشاؤم حالة وقتية غير مستقرة تكون نتاج مزيج من الوضع الشخصي وقراءة ما يدور حولك حسب محيط الدائرة التي تشغلك .
فهو محصلة لعوامل مادية ومعنوية و نفسية تنتهي بتقدير ما لدرجه الثقة . نظريا يهتم الاقتصاد الكلي " بالتوقعات العقلانية " ودورها في الحراك الاقتصادي وأدوات إدارته .
للحالة النفسية ( التفاؤل و التشاؤم ) دور أساس في هذه التوقعات و لكنها في الأخير اختزال لما يشعر به الناس فرديا وجماعيا حسب قراءاتهم لأوضاعهم .
الكلمه العملية هنا أنها " غير مستقرة " إذ انها قابلة للتغير بسهولة وبسرعة أحيانا لأسباب مادية أو معنوية صغيرة . هذا التوصيف ينطبق على كل المجتمعات مع اختلاف مؤثر على بواعثة الثقافية و التاريخية وقدرته على التحمل و الصبر واختلاف محاور العقلانية و العاطفية في كل مجتمع .
هذه المحاور هي ميدان المزاج العام . التفاؤل و التشاؤم يسبح في ميدان المزاج العام . المزاج العام وسط ثقافي أكثر استقرار من حالة التشاؤم و التفاؤل .
خاصة أن التفاؤل والتشاؤم يحكمه أكثر الحالة الشخصية والتي عادة تأخذ صوت أعلى في مجتمع تنقصه القدرات التعبيرية والصراحة أحيانا .
تحليليا لما يعمل المجتمع بأقل من كفاءته الاعتيادية تكثر القيل والقال وبالتالي تزيد النزعة للحالة العاطفية على حساب العقلانية .
ولكن ايجابيا يقابل ذلك مرونة لدى السعودي على جميع المستويات لعل مردها بيئة الصحراء الصعبة وحداثة تجربة الإشباع المادي.
أنا متفائل لعدة أسباب . أولا هناك حراك قيادي ومجتمعي على أكثر من صعيد . مركزية القرار الاقتصادي وزحزحته من الفضاء المالي إلى الاقتصادي خطوة نوعية في الاتجاة الصحيح . لن تكون في خط عمودي مستقيم لأسباب عملية و لكن التوجه أهم .
على مستوى أعمق لم تكن هناك تجربة استعمارية في المملكة و بالتالي كان الاقتراض من تجارب الآخرين التنظيمية أقل سرعة و لكن يقابل ذلك أيضاً نزعة مثالية لدى العربي تجدها في نقاش المجالس الخاص و العام حول قضايا الشأن العام .
هذه النزعة ليست إصلاحية فقط ولكنها شمعة مضيئه تزداد نور أو عتمة حسب الأداء المستقبلي ولكنها تعبير عن رغبة عارمة وصادقة للتقدم تعطي للحياة معنى .
لا أعرف حيثيات هذه النزعة لعل خبراء علم الاجتماع والحياة لديهم طرح يكشف عنها . يقابل هذه النزعة خوف من المستقبل و لكن الخوف محفز بشرط أن لا يخضع لمراهنة خادعة بين دور إطفاء الحرائق والحلول طويلة الأجل .
المراهنة الخادعة أصيلة بمعنى أنها امتداد لعقلية البدوي في انتظار المطر ( النفط هو المطر الحديث في سلم الزمن التاريخي ) ، فهو صبور و لكنه مستعد لإعادة الكرة في نسق واحد ولذلك لم يحقق اختراق نهضوي بسبب عدم تراكم المعرفة و الانجازات .
الأمل أن يحافظ على خاصية الصبر و شمعة النزعة المثالية ومقاومة الخيار الخادع بين المدى النفعي القصير والنهضوي البعيد ، هذه خيارات قيادية و مجتمعية مصيرية .
سوف يختلف الكثير حول مسببات التفاؤل و الجزيئات المتناقضة أحيانا والتي جزء من عملية التقدم . إذا وظفت عدسة الاقتصادي الدقيق فسوف أجد من العيوب والنواقص ما يزعجني و لكن المجتمع أكثر من الاقتصاد .
فكم تعرف من محدود دخل مليء برحابة الصدر و الطموح و الأفق وثري قلق ، وكم من فني يساهم وكم تاجر يحاول تعظيم المصلحة الشخصية على العامة دون قيمة مضافة للمجتمع . من أسباب التفاؤل أيضاً قبول في تغيير المراكز على جميع المستويات بالرغم من نزعة العربي للغلبة كما ذكر الوردي في تحليل الشخصية العربية .
ثانيا الحالة المالية جيدة وممكن السيطرة عليها كما نشهد الآن مهما تشكى البعض وازدادت مخصصات المصارف .
أنا أيضاً متفائل لأن وضع المملكة المقارن إقليميا ليس سيء بما في ذلك الحالة في اليمن، كل الدول المؤثرة في وضع أصعب ليس اقتصاديا فقط ولكن في سلاسة العلاقة مجتمعيا و أحيانا السلم المجتمعي .
أنا متفائل أيضاً لأن هناك تفاعل قيادي على مستوى الخطاب الثقافي وحول دور المرأة وعلى تغير في أفق الخطط الطويلة الأجل .
سوف تجد فرصة و سهولة في نقد كل شيء و أي شيء و لكن المنصف سوف يجد حراك و نهج جديد قد لا يرضي النزعة المثالية كما ذكرت أنفا و لكنه أيضاً يلتقي مع ما يريد الخصوم ، إذ لايمكن تقليل دور الخصوم في الهجوم المعنوي و النفسي ، فهذا جزء من آليات الصراعات بين الأمم .
يقابل التفاؤل تلاقي هذه التيارات السلبية التي تجد بئية مؤاتية حين لا نفرق بين السياسات ( البرامج العامة) و بين السياسة ( المناورات والخدع و المكر ) .
يزيد رصيدنا بالاعتماد على بعض و تعظيم المقومات المادية و المعنوية و قبول نتائج الفرز المبني على هيكل حوافز صحي .
خاص_الفابيتا
خلينا نشوف نفسيتك بعد الغاء الدعم الاعرج
نشوف نفسيتك بعد الغاء الدعم الاعرج
شكرا اخ Ahmed في الاخير الجميع بين العاطفة و العقلانية من ناحية و بين المصلحة الشخصية و الجماعية . بينهما خيارات لكل منا ما يراة .
أنا ايضا متفائل استاذ فواز ولكن لاسباب مختلفة تماما عن اسبابك . انا متفائل لان الاحداث العالمية المتوالية منذ مايقارب العقدين قد جعلت الشأن الداخلي السعودي شأنا عالميا وبالتالي اصبح هناك لدينا امل في تغيير كثير من الاوضاع ...فما حدث من احداث سبتمبر 2011 قد جعل العالم يفطن إلى تغول التطرف لدينا والفساد المستشري وهضم الحقوق تحت مسميات مختلفة فبدأ العالم يتحرك لتعديل الوضع و إعطاء كل من الرجل والمرأة حقوقهم بعد ان كانت محصورة لدى الطبقة / النخب العليا ...انضمامنا لمنظمة التجارة في 2005 وحاجتنا للاستثمار الخارجي هو من بدأ بتغيير كثير من الامور من بينها القطاع العدلي في الدولة .....تفائلي باختصار ينبع من تراجع دورالدولة القطرية وتعاظم قوى العولمة. تحياتي .
الاخ شاري راسي شكرًا على المداخلة . تتعد الأسباب و الموت واحد ، ليس هناك خلاف التغيير ياتي عادة بسبب مجموعه عوامل داخلية. وخارجية . كلما تكون البلد اصغر كلما يكون التأثير الخارجي اهم
أخي فواز بدون ترك الفساد وعلى أعلى مستوى .. لن يستقيم الوضع حتى وإن حصل تحسن لوقت . البلد بحاجة إلى التخفيف من العمالة الأجنبية ومن التحويلات والناتج للبلد كفائدة من هذه الحوالات ضعيف ولا يوازي قيمتها . البلد بحاجة للإنتاج الفعلي على مستوى الحكومة والفرد . نحتاج نهضة إنتاجية حقيقية تعتمد بعد توفيق الله على تصدير مشتقات النفط بما أننا دولة نفطية نصدر النفط الخام .
شكرًا اخ خلدون ، ما تقول صحيح و لكن في نظري التوجه التنموي الجدي اهم بكثير من الفساد . هناك فساد في الصين و لكن هناك تقدم .
ليس هناك ما يدعوا للتفاؤل اخوى فواز فالحال ردئ الى اردى والمشاكل الاقتصادية تتفاقم ولاتبدوا حلول واضحة في الأفق والفساد يزداد شراسة وانتشارا مع تردى الأوضاع الاقتصادية والجريمة تزداد والبطالة نزداد والعنوسة تزداد عندما يترنح الاقتصاد تزداد المشاكل تعقيدا اخوى فواز ادعو الله ان يستر علينا من القادم لانى اعتقد ان الأسوأ لم يأتي بعد
Fawaz-S شكرًا على المداخلة ، في نظري المتواضع ان هناك حالة تستوجب التعاون و التضحية على جميع المستويات . نتحدث عن التعليم و سوق العمل و لكن كم عليه سوف تقبل لو قررت الحكومه حصر التعليم الجامعي و البعثات على افضل 40% من الطلاب . كما ان التغيرات التاريخية و الصدف تجعل كل تنبؤ بالمستقبل صعب و قد يحدث تحولات إيجابية من أشياء صغيرة هنا و هناك
علينا الانتظار حتى أنتهاء فترة التحول الوطني 2020 وهو تحول لانطلاقة رؤية السعودية 2030 و من خلال مدة التحول الوطني سوف تتضح الأمور أكثر لكن الأهم هو العزم و الحزم بجدية و متابعة مستمرة لتطوير الخدمات و إيجاد فرص عمل أكثر للجنسين و تقليص العماله خاصة لمن ليس لهم ضرورة تتطلب تواجدهم سوا عمال أو إداريين و غيرهم لتحقيق نظرة السعودة لكن من الضروري تدريبهم و تثقيفهم قبل مباشرة العمل سوآ كان العمل إداري أو مهني و كما هو معروف قوة الإدارة و التنظيم و التطوير أسس مهمة للنجاح و التوفيق و الاستمرارية و إن شاء الله تعالى يكون القادم أفضل بمضاعفة الجهود و التعاون الجماعي وكل عام وأنتم بخير و تحياتي للجميع .
تصحيح ) التفوق بدل التوفيق