في آخر أسابيع التداول قبل إجازة عيد الأضحى المبارك أغلق سوق الأسهم السعودية تداولاته على مكاسب بنحو 154 نقطة أي بنسبة 2.5%، وذلك بعد الصعود اللافت لأسعار النفط والتي انعكس أداؤها على أداء السوق السعودي، وهذا الأمر يوحي بمدى الارتباط الملحوظ بين حركة النفط وحركة سوق الأسهم السعودية، ومن هنا أجد أنه كما أن التأثر حدث في حالة الصعود فمن المتوقع أن يحدث أيضاً في المسار الهابط، وهذا يشير إلى أن سوق الأسهم السعودية موعود بافتتاحية سلبية بعد فترة الإجازة؛ نظراً لأن أسعار النفط نزفت بقوة أثناء فترة الإجازة، حيث فقدت منذ إغلاق السوق السعودي وحتى إغلاق الجمعة الماضي حوالي 4 دولارات أي ما نسبته 8% تقريباً، بالإضافة إلى أنه فقد دعماً مهماً أثناء الإجازة عند مستوى 48 دولارا وأجد أنه من الصعوبة بمكان العودة فوق هذا المستوى خلال المرحلة الراهنة خاصةً أننا على بُعد أسبوع واحد فقط من اجتماع الجزائر الذي تصب التكهنات صوب عدم الوصول إلى أي اتفاق بين الدول المنتجة مما يعزز من استمرار المسار الهابط على أسعار النفط.
أما من حيث السيولة المتداولة في سوق الأسهم السعودي فقد بلغت حوالي 13.1 مليار ريال مقارنةً بنحو 12.5 مليار ريال للأسبوع الذي قبله، وهذا الارتفاع في السيولة أمر جيّد لكنه غير كافٍ لمواصلة الصعود بدليل عدم قدرة المؤشر العام على الإغلاق فوق المقاومة الأولى عند 6,200 نقطة، لذا من المفترض أن تزداد السيولة إذا ما تم اختراق ذلك الأخير والثبات أعلى منه لأن اختراقه بسيولة ضعيفة أمر سلبي كذلك الحال لو ازدادت السيولة من غير اختراق المقاومة.
التحليل الفني
بالنظر إلى الرسم البياني للمؤشر العام أجد أنه حتى الآن لم يتمكن من اختراق مقاومة 6,200 نقطة وهو المستوى الذي لابد من اختراقه حتى يتواصل الصعود نحو المقاومة الثانية عند 6,500 نقطة، لكن في نفس الوقت لا يمكن الجزم بسلبية السوق ما دام فوق مستويات 5,900 - 5,800 نقطة، وهي منطقة الدعم التاريخي والتي تم احترامها في وقت سابق بداية نهاية الشهر الماضي، واتوقع أن القطاعات سيكون لها أداء أكثر تذبذباً؛ نظراً لاقتراب إعلانات الربع الثالث وهي من أهم الإعلانات في العام لأن المستثمرين والمحللين ينظرون دائماً لإعلانات هذا الربع على أنها مسودة لإعلانات العام كاملاً، لذلك من المتوقع أن تكون هناك تحركات أكثر حدة خلال الأيام القليلة القادمة أكثر من الأيام الماضية.
أما من حيث القطاعات فأجد أن قطاع المصارف والخدمات المالية قد ارتفع بشكل جيد خلال الأسبوع الأخير من التداولات قبل الإجازة ومن المتوقع أن يستمر هذا الارتفاع لكن بشكل أقل قوة خلال هذا الأسبوع وذلك حتى مقاومة 13,800 نقطة ثم بعد ذلك يبدأ بمرحلة تصحيح ويتأكد ذلك بكسر دعم 13,450 نقطة، أما على المدى المتوسط فمن المهم عدم العودة دون مستوى 12,800 نقطة؛ لأنه بكسر هذا الأخير سيبدأ القطاع في رحلة للبحث عن قاع جديد.
في نفس الوقت أجد أن قطاع الصناعات البتروكيماوية ما زال يسير ضمن المسار الأفقي منذ شهر أبريل الماضي بنطاق مداه 300 نقطة تقريباً وحتى الآن لم يتم اختراق مقاومة 4,650 نقطة حتى يتأكد المسار الإيجابي لو لم يتم كسر دعم 4,300 نقطة حتى تتضح الرؤية السلبية، واعتقد أنه مع كسر النفط لدعوم فنية مهمة أثناء فترة الإجازة سيسير هذا القطاع القيادي حذو حركة النفط وهذا يشكل عبئاً كبيراً على المؤشر العام للسوق.
أما من حيث القطاعات الإيجابية لهذا الأسبوع فهي قطاعات الاسمنت والزراعة والتأمين والاستثمار الصناعي والتشييد والبناء والإعلام والفنادق.
في المقابل أجد أن الأداء السلبي سيطغى على أداء قطاعات التجزئة والطاقة والاتصالات والاستثمار المتعدد والتطوير العقاري والنقل.
أسواق السلع الدولية
بعد أن فشل خام برنت في المحافظة على مستويات 50 دولارًا بدأ الخام في مسار هابط واضح ولم يبق أمامه سوى دعم 45 دولارا والذي بفقدانه سيتأكد الوصول لمستوى 39 دولارا وهو هدف النموذج السلبي، وقد تكون هذه السلبية دليلا على فقدان ثقة أسواق النفط بالدول المنتجة والتي ستجتمع في الجزائر العاصمة نهاية هذا الشهر والتي اتوقع أن لا يكون هناك أي اتفاق من أي نوع سواءً بخفض الإنتاج أو حتى تجميده عند المستويات الحالية، وهذا أيضاً ما يفسره تسارع العديد من الدول المنتجة في رفع إنتاجها خلال الفترة الماضية كالعراق وإيران ونيجيريا وليبيا.
أيضاً تأثر خام نايمكس بنفس الظروف، لذا من المتوقع أن يلامس مستوى 37.50 دولار وذلك بعد أن يكسر الدعم الأخير عند 41 دولارا للبرميل، ومن خلال التراجعات الملفتة خلال الأيام القليلة القادمة تأثر قطاع الطاقة الأمريكي بشكل ملفت مما جعله يضغط بقوة على أداء المؤشرات الأمريكية، بل إن بعض المحللين ذهبوا إلى أن إعلان إفلاس الشركات النفطية الأمريكية سيسارع بوتيرة أكبر مما كان عليه الوضع منتصف هذا العام.
من جهة أخرى أجد أن أسعار الذهب هي الأخرى تأثرت سلباً لكن هذه المرة بسبب ارتفاع الدولار الأمريكي بشكل لافت، حيث فقد المعدن الأصفر خلال الأسبوع الماضي حوالي 22 دولارا أي ما نسبته 1.6% وهو ما جعله يقترب من الدعم الأهم خلال المرحلة الراهنة عند 1,300 دولار والتي بفقدها ستتجه الأسعار نحو الدعم التاريخي عند 1,200 دولار.
أسواق الأسهم العالمية
يبدو أن مؤشر داو جونز الأمريكي بدأ يعطي إشارات شبه مؤكدة على أنه أنهى مساره الصاعد والذي بدأ منذ بداية العام وحقق خلاله نحو 3,200 نقطة أي ما نسبته 20.7%، وإذا ما تأكد دخول المؤشر الأمريكي الأشهر في مسار هابط رئيسي فهذا يعني أن الأسواق الأمريكية برمتها ستعاني بقوة خلال ما تبقى من العام وذلك يتزامن مع قرب الانتخابات الرئاسية هناك، واعتقد أن قوة الدولار الأمريكي وارتفاع مكرر ربحية الأسواق هناك بسبب تضخم أسعار الأسهم بشكل مبالغ فيه عاملان يدفعان الأسواق الأمريكية نحو المزيد من التراجعات مستقبلاً.
أما مؤشر الفوتسي البريطاني فمنذ أن فقد مستوى 6,800 نقطة وهو ما زال يحاول العودة فوق ذلك المستوى لكن حتى الآن لم ينجح، بل إنه قام بتكوين نماذج سلبية تدل على أنه بصدد الدخول في مسار هابط، ومما يعزز تلك الفرضية ظهور بوادر قوة على الجنيه الاسترليني وهو ما يُعدّ أمراً سلبياً على أسواق الأسهم والعقارات هناك، لكن لا يتأكد الدخول في مسار هابط رئيسي إلا بكسر الدعم الأهم عند 6,600 نقطة.
نقلا عن اليوم
وردا على عنوان المقالة بأن سوق الأسهم مطالب باختراق مقاومة 6200 فأنا أقول ان هذا السوق الزبالة قد لا يرى هذه ال 6200 لفترة طويلة قادمة نتيجة الاقتصاد المحلى الاخذ في التباطؤ الناتج ليس فقط عن انخفاض أسعار النفط ومصاريف حرب اليمن بل أيضا عن الضعف الشديد في كفاءة الهيكل الإداري للدولة وضف لكل هذه العوامل السلبية الفساد المستشري والذى ازداد شراسة خلال الفترة الأخيرة في كل جوانب هذا الجهاز المترهل و المتهالك والذى واقعيا يعمل على إعاقة أي تنمية او أي محاولة للنهوض بالاقتصاد لذلك قد نرى أسوء من ذلك بكثير اذا ما استمر الحال على ما هو عليه