أكتب هذا المقال اليوم بعيدا عن هموم الاقتصاد ومشكلات التضخم والركود والبطالة والديون والمعيشة والسكن والصحة والتعليم والتي لم تترك بيتاً إلا وطرقته وهروبا من قوالب النظريات الاقتصادية والقوانين المعتبرة والأفكار المهمة حتى وإن كان لبعض الوقت وخروجا عن المألوف والمتعارف عليه في جوهر المقالات الاقتصادية المتميزة بجريدتنا الغراء لوسيل نحلق في سماء الأقوال المأثورة واللطائف الاقتصادية لبعض أعلام الاقتصاد والفكر والسياسة.
يرى الدمشقي في كتابه الإشارة إلى محاسن التجارة في سياق حديثه عن المال، أن الأموال كلها نافعة إذا دبرت كما يجب، كما أنه يمتدح الغنى الموروث والمكتسب فالأول يخبر عن نعمة قديمة والثاني يخبر عن همة عالية وعقل وافر ورأي كامل ويبلغ مدحه للغنى إلى الحد الذي يقول عنه: ولو لم يكن في الغنى إلا أنه من صفات الله عز وجل لكفى فضلاً وشرفا وتعظيما.
أما ابن خلدون فيقول عن الثراء: إذا أردت أن تكون ثريا فما عليك إلا بشراء الأراضي في أطراف المدن وخارجها بأسعار زهيدة فينتقل إليها العمران وترتفع أسعارها فتبيعها فتصبح ثريا.
وفي الوقت الذي نعيشه الآن والذي أصبحت فيه أسعار العجول أغلى من العقول، يقول الجاحظ في كتابه التبصير بالتجارة عن ريع المواهب والعقول المبدعة: ما من شيء كثر إلا رخص ما خلا العقل، فإنه كلما كثر غلا.
وفي موضوع الفقر يقول أحمد بن علي الدلجي في كتابه الفلاكة والمفلكون عن الاستهلاك التفاخري والذي يمثل مشكلة كبيرة في المجتمع العربي: من الأسباب العامة للفقر، أنه كلما تجدد للإنسان دخل جدد له صرفا، إما بالمباهاة والترفع على أمثاله أو إفراطا في الشهوات وانهماكا في اللذات أو خوفاً من سوء القالة.
وفي ظل اختلاف العلماء والاقتصاديين على ماهية الدولة أو الحضارة التي كان لها السبق في ضرب النقود يقول المقريزي في كتابه إغاثة الأمة بكشف الغمة: إن أول من ضرب الدينار هو آدم عليه السلام أو فالح بن عامر بن سام بن نوح عليه السلام.
أما آدم سميث الاقتصادي الإنجليزي وأحد رواد المدرسة الكلاسيكية فكان يؤمن بأهمية دور الدولة الرقابي والصارم على الأسواق وهو بعكس ما قيل عنه بأنه مع الحرية المطلقة في الاقتصاد بدون تدخل الدولة، يقول: إذا ترك المستهلكون التجار ورجال الأعمال وشأنهم فهم هالكون لا محالة.
وفي مجال الممارسات الاقتصادية الخاطئة يقول الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك إن المضاربات المحمومة في الأسواق المالية هي إيدز الاقتصاد العالمي.
وتقول الدكتورة زينب الأشوح عن التسويق الشبكي والذي استهوى عددا كبيرا من الشباب: إن التسويق الشبكي بصورته الحالية هو نوع جديد من النصب والاحتيال من يقوم به يشبه الحرباء والتي تكون لها قدرة كبيرة على التخفي والتلون السريع والتنكر للهجوم على فريستها بصورة مفاجئة.
أما أنا فقلت عن الفساد الاقتصادي، إنه يؤسس لاقتصاد طفيلي تعتمد رؤيته العلمية على الفهلوة وسوقه على الاحتكارات ومضاعفة استثماره على الرشوة وتعيين قياداته من الوصوليين وأصحاب الذمم الخربة، ويقول بعض الاقتصاديين كناية عن تأثير الاقتصاديات القوية على دول العالم إذا عطس الاقتصاد الأمريكي تصاب جميع الاقتصاديات في العالم بالأنفلونزا.
وأخيرا يقول الدكتور رفعت العوضي عن العلامة ابن خلدون: كان ابن خلدون في عصره فخر أهله وأصبح بعد وفاته فخر أمته الإسلامية لعبقريته الفذة ومساهماته العلمية الرائدة والعميقة وهي مساهمات باللسان العربي.
نقلا عن لوسيل
شكرا جزيلا على هذه اللطائف
جزاكم الله خيرا اخي الحبيب