أصبحت "ياهو" بعد استحواذ شركة "فيرازون" الأميركية قصة قصيرة في عالم الاندماج والاستحواذ بعد ان رفضت عروضاً من مايكروسوفت لشرائها في فبراير ٢٠٠٨ بقيمة ٤٤.٨ مليار دولار، تبدو نهاية محزنة لعملاق البحث "سابقاً" و الذي لم يستطع الصمود امام التوسع الهائل في الخدمة المنافسة له بشكل مباشر "قوقل".
كثير من تحدثوا عن هذه الصفقة أو النهاية ان جاز لي التعبير إلا أنني لن اسرد القصة من جديد بل سأتكلم عن عدة عوامل أدت لهذه النهاية ويمكن تعلم العديد من الأخطاء التي وقعت فيها ياهو.
•ياهو لم تستطع استحداث نموذج توسعي مماثل لمنافسها "قوقل"
و تعود هذه المشكلة إلى بدايات قوقل و التي ابتكرت نموذجها الخاص في الاستحواذات التي قامت بها بعد مرحلة التأسيس و البداية ولم تستطع أي من منافسيها في نفس المجال اتباع نفس الطريقة "قوقل" تقوم بالاستحواذ على الخدمة و تضمينها مباشرة كمنتج ضمن عملياتها.
ياهو كانت تقوم بهذا النموذج حتى العام ٢٠٠٩ تقريباً حتى باتت الأمور أكثر تعقيداً ولم تعد سياسة الاستحواذ على المشاريع ناجحة بالنسبة لياهو.
•استراتيجية التوسع الأفقي "لقوقل" أكثر فعالية و ازعاجاً للمنافسين
اتبعت قوقل اسلوباً شرساً في التوسع أضر بالكثير من المنافسين فهي لا تتبع نمطاً واحداِ في الاستحواذات فعلى سبيل المثال قوقل تقوم بالاستحواذ على مشاريع صغيرة (Start-ups) وتارة تقوم بالاستحواذ على خدمات تستثمر فيها على مدى بعيد لتحقيق عوائد مثل (يوتيوب) و في عدد قليل من المرات تقوم بالاستحواذ على شركة متخصصة في صناعة الهواتف المحمولة (موتورولا) بقيمة تقارب ١٢ مليار دولار أو شركة متخصصة في الدعاية عبر الانترنت مثل (Ad click) بقيمة وصلت ل ٣.١ مليار دولار.
مع استراتيجية قوقل كان من الصعب على ياهو التقدم في المنافسة.
•ياهو تنافس قوقل و قوقل تنافس آخرين
قد نفترض ان العبارة أعلاه قد تصبح من صالح ياهو إلا أنها على العكس تماماً فياهو تعتبر قوقل منافساً مباشراً لها في خدمات الويب و محركات البحث و الإعلانات إلا أن دخول قوقل مثلاً في عالم الهواتف المحمولة جعل من تقدم ياهو مثلاً شبه مستحيل ذلك أن قوقل استثمرت مبكراً في الامر الذي جعلها تتفوق بنسبة كبيرة فإحدى معضلات ياهو التي لم تستطع حلها هي التواجد بشكل فعال ضمن اللاعبين الكبار في صناعة الهواتف المحمولة مما آدى لتفوق قوقل في هذا المجال.
كذلك هذه السياسة كانت تستعملها قوقل بعناية فهي نجحت في بعض و لم تنجح في كل استحواذاتها.
فرضت قوقل كذلك شكلاً جديداً من المنافسة في صناعة الانترنت والخدمات المصاحبة فهي مثلاً تقوم ببيع بعض خدماتها لمنافس وتقوم باستقطاع جزء من كعكة هذا المنافس من جهة أخرى.
توسع قوقل اكل كثيراً من حصص اللاعبين الآخرين في صناعة الانترنت بلا ادنى شك إلا أنها استطاعت إعادة تغيير الخارطة من جديد وإزعاج المنافسين الذين باتوا كذلك يستخدمون خدماتها و منصاتها و ينافسونها في نفس الوقت.
احد هذه الآمثلة ان قوقل استثمرت في عام ٢٠١٣ مبلغ ٢٥٨ مليون دولار في خدمة التاكسي "اوبر" عبر ذراعها الاستثماري Google ventures.
الان اوبر تفكر في بناء منصة خاصة للخرائط خاصة بها ولكن يبدو ان الامر مكلف للخروج.
أو إما ان يكون اعتماد اوبر الكلي على خرائط قوقل فخاً نصبته قوقل للاستحواذ على اوبر او على الأقل قطع الطريق على عملاق آخر مثل مايكروسوفت لشراء اوبر. ربما !!
يعطيك العافيه. لو انا كنت مكان الكاتب لأخذها من جانب الاندماج المتوقع لوحدة AOL في فيرازون مع اعمال الانترنت والاعلان واصولها في Yahoo و تعزيز موقعها التنافسي لمواجهة قوقل. أهم ما في القضية علميتين الاولى ان محفظة المنتجات للشركتين متجانسة و متكاملة و الثانية عملية الوفر في التكاليف وكفاءة تشغيلية اكثر. العملية ستشمل فقط الاصول العقارية لياهو مع منصة الانترنت والمحتويات و براءات الاختراع. لاتنسى نقطة مهمة ان قيمة الشراء لن تشمل حصة ياهو في " Alibaba " و " شركة ياهو اليابان " اللي تقدر قيمتها السوقية مجتمعتين 40 مليار دولار.
شكرا للكاتب ، ياهو رفضت الاستحواذ من قبل مايكروسوفت بحجة انهم يريدون عرضا افضل واعتقدر انه ليس السبب الراجح ولكن كان عذرا فقط بعد التهديد من قبل ادارة مايكروسوفت بانهم سوف يحثون حملة اسهم ياهو على انتخاب مجلس ادارة جديد.. اعتقد ان نظرة ادارة ياهو كانت صحيحه في هذا الشأن، الان ياهو لديها حصه كبيره في علي بابا ولديها ايضا شركة ياهو اليابان لم تكونا ضمن الصفقه المبرمة مع فيرازون وتقدر قيمتها بـ 40 مليار$
انت الصح ولكن كان التحدى بين الاخ الاكبر والاخ الاصغير واحد يستخدم ياهو والاخر قوقل والصح من اطاع الله والرسول