لماذا استاء المستثمرون من التعتيم وعدم الإفصاح؟

13/07/2016 3
خالد بن عبد العزيز العتيبي

استياء الغالبية من المستثمرين في السوق المالية السعودية مما ظهر لهم بالأمس من ضعف واضح في ممارسات الشفافية على مستوى أسواق المال، ومن إعلان منقوص غير واضح هو أمر ليس بالجديد، وينبغي ألا يستمر مستقبلاً.

فالاستياء في حقيقته تركز في النقص وعدم الوضوح لما أعلنته إحدى الشركات المساهمة -المتقدمة- بعد شرائها لحصة من رأسمال شركة مساهمة مدرجة في السوق المحلية بقيمة 387 مليون ريال، والحقيقة أن مثل ذلك الإعلان كونه منقوصاً وغير واضح فإنه وجد الدهشة وعدم الرضا في آن واحد من قبل المتعاملين في سوق المال.

لأن الإفصاح الكامل يضيف نوعاً من الاطمئنان المرغوب للمساهمين وللمستثمرين وللسوق المالية وغير ذلك يثير الانزعاج والفوضى، وربما التهكم أيضاً مما آلت إليه الشفافية إذا كانت بمستوى ما أعلنته بالأمس الشركة التي ذكرتها، لأنه قدم رسالة واضحة في أن ممارسة الإفصاح للشركات المساهمة لم ترقى بعد إلى مستوى الطموحات، ولن يتم من قبلها الوصول لإفصاح صائب وسليم إلا بوسائل الردع المناسبة.

فالإفصاح الصائب والسليم دائماً ما يضع النقاط على الحروف ويجيب على الأسئلة بدلاً من أن يثيرها ويصعد معها الإبهام، فقد كان من المفترض أن يتم رفض نشر هذا الإعلان من قبل شركة السوق المالية «تداول» حتى تفصح الشركة مُرغَمَةَ عن اسم الشركة التي قامت بالاستثمار في شراء أسهمها، وأن توضح لمساهميها الأهداف الكاملة من الشراء والجدوى الاقتصادية منه.

لن أبالغ إذا ما قلت بأن هذه الشركة لم تقدر مساهميها وتقوم بإطلاعهم على قراراتها الاستثمارية المتعلقة بشراء حصة من شركة مساهمة مدرجة بمبالغ كبيرة، ولم تقدرهم أيضاً في إطلاعهم على اسمها بعد إتمامها لنسبة 10 بالمئة من إجمالي أصولها، ولا أستبعد حقيقة أن تطالها الغرامة لمخالفتها مبدأ الإفصاح والشفافية، فحجة أن ما اشترته الشركة من الأسهم المعروضة للشركة التي استهدفتها قابل للزيادة ليست مقنعة، حتى وإن كان الغرض من إخفاء اسم الشركة استمرارية الشراء بأسعار منخفضة.

لا أحد يريد أن تستمر السياسات التعتيمية للشركات المساهمة، فإما أن تجد الردع المناسب وإلا سوف يكثر الانزعاج من الشائعات وانتشار الفوضى.

نقلا عن الرياض