قدر لهذا الولد المؤثر بقوة شديدة في إخوانه، وأقرانه، ووطنه، أن يولد من غير أب يحويه، ويوجهه ويرشده، ويضع البوصلة أمامه، ليتجه بفعالية، وانضباط أكثر متانة من أي خرق، وأظنه ولد من غير أب! فلقد أصبح الكل يرمي عليه ما يريد، وينظر عليه ما يتمنى، حتى وصل الأمر للتدخل في تربيته ونشأته من إخوانه الكثر وجيارنه الأكثر، ومع ذلك كلــه فقد أصبح لقب البر لقباً ملاصقة له فهو باراً بأهله ووطنه. فما أجمله!
جعلت ما قلته مقدمة لما سأقوله للإيضاح، فالسوق العقاري السعودي أضحى بلا مرجعية، فلا يعلم العقاري لمن يذهب ولمن يرجع ولمن يتوجه، نتج عن ذلك تخبطات هائلة ومفجعة أضرت بالكثير، فأصبحنا نرى المهن العقارية المتنوعة سيئة المخرجات فانعدمت الثقة، ويغلب على المنتجات العقارية التقليدية فلا فكرٌ حديث ولا إبداع.
مهنة التسويق العقاري لو تأملناها بدقة أكثر فسنرى بأنها مهنة الكل، فالحد الفاصل بينك وبين هذه المهنة أن تستاجر مكتباً لتبدأ تسويق عقارات بملايين الريالات، بل وليس أصلاً من الضروري أن تستأجر مكتباً، لذا فالمعلم والطبيب والمهندس وبائع الخضار السائق والطباخ و.... أصبحوا مسوقون عقاريون. ألا تعتقد أخي القارئ الكريم أن من الضروري أن يحصل المسوق العقاري على رخصة مزاولة المهنة بعد تحقيقه لمتطلبات بسيطة من أهمها إلمامه بأبجديات السوق العقارية والعوامل المؤثرة فيه، وسلامة الملكيات، عندها يحق له تسويق عقارات ذات قيمة معينة كحد أعلى، وعند تطوير المهارات والإلمام الأكثر بتفاصيل السوق العقارية وإزدياد في خبرته العملية فيحق له تسويق عقارات ذات قيمة أعلى.
مهنة التقييم العقاري التي أعتقد انها نوع من القضاء فالمقيم العقاري يعد قاضياً لأنه من خلاله يحدد نصيب كل شخص في ميراث أو شراكة أو مقدار الضرر اللاحق وغيرها من الأمور التي يحتاج فيها للمقيم العقاري، الآن وفي وضعنا الراهن كل من أراد التقييم العقاري فله ذلك حتى ولو كان رضيعاً في سوقنا، رضيع ويقيم عقارات بمئات الملايين يا للكارثة!.
الرهن العقاري على الأبواب ومن أهم ما يحتاجه الراهن والمرتهن التعرف على قيمة العين المرهونة، وحتما التعرف عليها سيكون من خلال مقيميين عقاريين، فهل يحق للرضيع التقييم هنا، إذن لابد من تنظيم مهنة التقييم العقاري، والاستفادة من التجارب الأمريكية والكندية في هذا المجال، من خلال تصنيف المهنة لمستويات يراعى فيها تناسب قيمة العقار مع مستوى تصنيف المقيم الذي تحدده مؤهلاته وخبراته وفراسته.
مدير الأملاك العقارية هي الأخرى مهنة عقارية تحتاج لترتيب وتنظيم. فإدارة الأملاك ليست محصورة على التأجير واستلام الأجرة وإصلاح ما يعطل. يجب أن توضع شروطاً تضبط عمل مدير العقارات لتجعله يفكر فيما أبعد من ذلك كإطالة العمر الإفتراضي وتقليل الإهلاك والعمل على إيجاد قيماً إضافية للعقار.
مهنٌ عقارية أخرى تحتاج لتنظيم أكثر روعة ومراقبة أكثر فعالية ليمنع الاجتهاد الذي أضرنا كثيراً في فترات سابقة وأظن أن الضرر ربما يكون أكثر عدداً وأكبر حجماً وأقوى تأثيراً في المستقبل إذا لم نتدارك الأمر ونعمل على إيجاد مرجعية للسوق الثاني حجماً وتأثيراً في اقتصاد بلادنا وسمها ما شئت هيئة، وزارة، رئاسة، مجلس، لجنة عليا . المهم جهة تدرس وتنظم وتخطط وتراقب وتراجع. هذا هو الأهم ، وما جعلني أكتب ذلك هي الفجوة المهنية التي أراها في السوق العقاري والذي يحترق عليها كل مواطن، يحب أن يرتقي هذا السوق، ليرقى برقيه مجتمعنا السعودي النبيل، فلعل هذا المقال يجد فارساً يحمل لوائه لنراه واقعاً في حياتنا العقارية.
يعطيك العافية اخوي.. فعلا ينقصنا التنظيم في هذا المجال و على قولة اخوانا المصريين " كله بتاع كله " .. ياريت اخوي تفرد مقال تشرح فيه الرهن العقاري و ما هي اهم تاثيراتها على السوق خلال الفترة القادمة
الأخ هامور صغير عقبال ما اشوفك هامور كبير ( بالحلال ) ومن عيوني أكتب مقال اشرح فيه الرهن لعل الاسبوع القادم يمديني ان شاء الله
أتوقع هناك أسباب جوهرية لعدم وجود جهة لتنظيم العقار من هذه الاسباب أن العقار يدار من خلال أفراد و شركات عائلية و لكن اتوقع ان يكون هناك تنظيم في بعض مجالات العقار بعد الموافقة على الرهن العقاري
فعلا محتاجين أحد يكتب عن نظام الرهن العقاري, ومن سيكون المستفيد في حال تطبيقه, وكذلك أبرز المتأثرين منه, ان كان هناك احد
أخي العزيز: محمد الفيصل السوق العقارية يجب أن تخرج من الارتجالية الى التنظيم عبر مرجعية رسمية. أخي الحبيب: حكيم سعيد أتمنى أن يسعفني الوقت الأسبوع القادم للكتابة عن هذا الموضوع ... الاسبوع القادم سايرك 2 ...
كلامك سليم 100% ولا عليه اختلاف . ياليت اخوي داود تنزل مقالات شرح لمهنة العقار تكون على اجزاء مختلفه وتتطرق لجميع المصطلاحات والمميزات والعيوب وطريق العمل وطرق النجاح في العقار لشخص المبتدي . الا توافقني الرأي انه لا بد ان تكون هناك دورات معتمده من مراكز معتمده مثل معهد الاداره وغيره للحصول على ترخيص لمزاولة مهنة العقار او بالاخص التثمين العقاري .ادا كان هناك مراكز معتمده ياليت تدكر اسمها تقبل خالص تحياتي
الأخ العزيز أبو تالا بإذن الله سأعمل على كتابة مقال يخص التسويق بشكل عام ومقال يخص العقار بالتناوب فيما بين العقار والتسويق بالنسبة للمسألة التدريب فأتفق معك، فالداخلون للسوق العقاري بحاجة ماسة للتدريب والتأهيل، التحدي الذي يواجهنا كمدربين ضعف الاقبال على الدورات العقارية من قبل الافراد، أما عن مسألة الاعتماد فجهة الاعتماد للدورات العقارية في الوضع الراهن من اختصاص المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني. لكم مني أرق وأرقى تحية