خلال الأسبوع الحالي استقبل الوطن موافقة مجلس الوزراء على برنامج التحول الوطني بكل فرح وسرور إيذانا ببدء مرحلة جديدة نحو مستقبل أكثر إشراقا وأوسع طموحا وكان لصدى ذلك بشائر من الخير تسقي كل من يستظل سماء الوطن.
وهنا فقد طرحت كل جهة من الجهات المشاركة بالبرنامج مبادراتها وفقا لاختصاصاتها والدور الموكل إليها مبينة وضع مبادراتها الحالية والمستهدفة ونسبة التغير والمأمول منها مستقبلا ضمن برنامج التحول, ولكي تنجح كل جهة مشاركة بهذا البرنامج العملاق لا بد أن تكون مبادراتها ضمن اختصاصها ودورها فقط حتى يتسنى لها تحقيق ماتقدمت به.
إلا انه بالنظر للمبادرة المطروحة من وزارة التعليم والتي شملت ثمانية أهداف نجد أن هناك أهدافاً خارجة عن اختصاصها واخص بذلك هدفين منها حيث كان الهدف الثاني (تحسين استقطاب المعلمين وإعدادهم وتأهيلهم وتطويرهم) وهذا دور تشاركه بها جهات أخرى كهيئة تقويم التعليم حيث تساهم الهيئة ببناء المعلم منذ التحاقه بالدراسة الجامعية حتى بعد انضمامه للعمل بالتعليم, فيما جاء الهدف الرابع ينص على (تطوير المناهج وأساليب التعليم والتقويم), رغم أن الأخير ضمن اختصاص "هيئة تقويم التعليم " والذي يقع بين الاختصاصات الموكلة لها بقرار مجلس الوزراء رقم (120) وتاريخ 22/4/1434هـ والذي جاء فيه ضمن أدوارها (بناء نظام للتقويم لضمان جودة التعليم العام _ بناء معايير لقياس كفاءة الأداء بمراحل التعليم العام _بناء معايير لمناهج التعليم وتحديد مايجب أن يعرفه الطالب في كل مرحله _ بناء الاختبارات الوطنية ...الخ).
ولا اعلم هل وزارة التعليم توسعت بمبادراتها لتشمل ماهو خارج عن دائرة اختصاصها أم أنها أشبعت الدور المراد منها وبالتالي بحثت عن ادوار أخرى !
وهنا لكي تنجح وزارة التعليم في المشاركة ببرنامج التحول الوطني الذي يترقب الجميع نتائجه بشغف وتفاؤل كبير حكومة وشعبا لابد أن تلتزم بدورها المراد منها ولاشك أن غياب هيئة تقويم التعليم عن ساحة البرنامج أمر محزن إلا أن ذلك لايغير أو يقلل من دورها الهامّ في متابعة عملية التعليم وتحقيق أهدافه , وفقا للاختصاص الذي أسنده إليها مجلس الوزراء الموقر، ولكن بعدها عن الأضواء داخل البرنامج الوطني لايمكن أن نعتبره مبررا أو مسوغا لجهات أخرى بتبني أو اقتناص دور خارج عن اختصاصها والمهام المنوطة بها، وهنا لابد من مراجعة وتدقيق باقي المبادرات ومدى التزام الجهات المشاركة بأدوراها فقط حيث انه ادعى للنجاح واقرب لتحقيق الأهداف.
نقلا عن الرياض